مشاورات الرياض.. القادة اليمنيون يحطمون حواجز القطيعة

أخبار محلية

اليمن العربي

تحت سقف واحد، يحطم القادة اليمنيون حواجز القطيعة للمرة الأولى منذ 9 أعوام، خلال مشاورات الرياض التي رفضها الحوثيون المدعومون إيرانيا.

 

واحتضنت قاعة مجلس التعاون الخليجي في الرياض قادة سياسيين وعسكريين وبرلمانيين، وزعماء قبائل ونخب ثقافية وإعلامية ومنظمات مجتمع مدني من أحزاب وقوى فاعلة مختلفة ظلت رغم خوضها معارك طاحنة ضد مليشيات الحوثي، تتقاطع في الرؤى وعلى الأرض وتتراشق عبر حملات الإعلام.

 

وتعد مشاورات الرياض أكبر حدث سياسي يمني منذ الانقلاب الحوثي 21 سبتمبر/أيلول 2014 والأول من نوعه منذ مؤتمر الحوار الوطني في مارس/آذار 2013، وثاني أهم مبادرة لمجلس التعاون الخليجي بعيد المبادرة الخليجية في أبريل/نيسان 2011 والتي أنقذت البلاد من الفوضى.

 

المكونات المشاركة

 

ويشارك في المشاورات التي لاقت ترحيبا أمميا ودوليا واسعا جميع الأحزاب السياسية على رأسها الـ4 أحزاب المؤثرة في المشهد اليمني وهي (المؤتمر الشعبي العام، الاشتراكي، الناصري، الإصلاح).

 

كما يشارك كبار قادة المجلس الانتقالي الجنوبي والمكتب السياسي للمقاومة الوطنية، وهي أبرز قوى سياسية وعسكرية فاعلة على الأرض ولدت في خضم الحرب ضد المليشيات ويعول عليها مهمة تحرير شمال وغرب اليمن بعد رفض الحوثيين لكل المبادرات.

 

كذلك تشارك العديد المكونات السياسية كالتحالف الوطني للأحزاب، والحراك التهامي ومؤتمر حضرموت الجامع والهبة الحضرمية من المرأة والشباب والمنظمات وزعماء قبائل وكتل برلمانية تمثل كل الأطياف.

 

ترميم الخلافات

 

وتناقش مشاورات الرياض تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية على مدى أسبوع 6 محاور، سياسية، واقتصادية تنموية، وأمنية بمكافحة الإرهاب، وإغاثية إنسانية، واجتماعية، وإعلامية، وفق أجندة المباحثات.

 

وعن أهمية المبادرة الخليجية الجديدة، يقول مستشار وزير الإعلام، ورئيس رابطة الإعلاميين اليمنيين فهد طالب الشرفي، إن مجلس التعاون الخليجي، ودول الخليج، والتحالف العربي، هم الأقرب لليمن في كل مراحل التاريخ.

 

وعدد الشرفي، وهو سياسي من صعدة، المعقل الأم للحوثيين، عشرات القواسم المشتركة التي تربط اليمن ودول الخليج والتحالف العربي ككل قائلا، إنهم يقدمون معنا الدماء والمال والسلاح ويتحملون في الجانب الاقتصادي والإغاثي والسياسي والإنساني والعسكري.

 

ويؤكد الشرفي، وهو أحد المشاركين في مشاورات الرياض، أن دعوة مجلس التعاون الخليجي تأتي لتعبر عن حرص التحالف العربي وحرص الأشقاء في مجلس التعاون أيضا على تحقيق السلام في اليمن.

 

ورغم غياب مليشيات الحوثي عن هذا الحدث اليمني الجامع، يوضح أن تعنت المليشيات الحوثية يقيم عليها الحجة وأن اللقاء التشاوري سيعالج خلافات كبيرة بين القوى السياسية الأخرى التي هي سياسية ولا توجد لديها مليشيات مثل الحوثيين.

 

وأضاف أن القوى السياسية اليوم تتحد تحت إطار قضايا معينة وتحاول أن تصلح نفسها وتصلح منظومة وآليات المواجهة وإصلاح العمل الإداري والسياسي والتنفيذي والعسكري، ونحن بحاجة لإصلاحات جذرية وهنا تكمن أهمية مشاورات الرياض تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي.

 

وأعرب السياسي اليمني عن أمله في أن تجتمع رجالات اليمن من نخب وكوكبة وقادة في مشاورات الرياض وأن يكونوا عونا لبعضهم وأن يتناقشوا بصراحة وبشفافية.

 

ولفت إلى أن الجميع اليوم ينظر للمشاركين في هذه المشاورات في الداخل والخارج لكي يخرجوا في إصلاح منظومتهم.

 

وأكد: "إذا أصلحنا منظومتنا ولم يبقى إلا الحوثي المتمرد فإنه لن يستطيع وحده أن يكون قادرا على أن يهزم اليمنيين وأن يقف أمامهم وهذه قضية مهمة، نحن بحاجة لإصلاح حقيقي لمنظومة وآليات المعركة".

 

فصل جديد

 

ويفتح اليمنيون في مشاورات الرياض فصلا جديدا يحطم الجمود السياسي الذي ساد المشهد اليمني على مدى عقد من شأنه أن يطوي خلافات الماضي ويعمل الجميع على بداية مرحلة جديدة في مواجهة مشروع إيران.

 

وبحسب رئيس البرلمان اليمني، الشيخ سلطان البركاني، الذي يشارك في المشاورات الجارية برعاية مجلس التعاون الخليجي فإن الحدث السياسي الأكبر "يمثل ثغرة في النفق المظلم".

 

وتعهد البركاني في تغريدات على حسابه في "تويتر"، بالعمل مع السياسيين والقادة على الحفر عميقا في الجدار لإيجاد مخرج مناسب لبلدنا وشعبنا الذي طال عذابه وإستعادة دولته ونظامه الجمهوري، مثمنا دور الأشقاء في كل وقت.

 

السياسي اليمني البارز وسفير اليمن في لندن ياسين سعيد نعمان، كتب بدوره على حسابه في موقع "فيسبوك"، أن مجلس التعاون الخليجي أراد أن يوجه رسالة لليمنيين من اللقاء التشاوري في الرياض مفادها أن المجلس يتسع لليمنيين دون حروب.

 

وأضاف: "ولأن الحوثيين قرروا استبدال الارتباط الجيوسياسي لليمن برابط أيديولوجي طائفي فقد رفضوا حضور اللقاء، وقرروا الحرب وبالتالي تقع على الحضور بكل أطيافهم مسؤولية التصدي لهذا المسار الخطير الذي يصر الحوثي على بقاء البلد حبيسا له".

 

وانطلقت، الأربعاء، مشاورات السلام اليمنية في مقر مجلس التعاون الخليجي وبرعايته في العاصمة السعودية الرياض.

 

وحضر المشاورات جميع الأطراف اليمنية، باستثناء مليشيات الحوثي التي ترفض مسار السلام، رغم الإجماع الدولي والإقليمي على ضرورة الجلوس إلى طاولة المفاوضات لوقف نزيف الحرب التي دخلت عامها الثامن.