مشاورات الرياض.. "التعاون والتحالف" مظلتا سلام باليمن

أخبار محلية

اليمن العربي

يخط مجلس التعاون الخليجي ومعه التحالف العربي مرحلة جديدة في تاريخ اليمن على طريق الخلاص وإنهاء الحرب بتهيئة كل الظروف للمشاورات اليمنية.

 

وتشمل مشاورات الرياض تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية 6 محاور وتركز، أجندة المشاورات على محاور السياسي، الاقتصادي والتنموي، والأمني ومكافحة الإرهاب، الإغاثي والإنساني، الاجتماعي، الإعلامي.

 

ومن المقرر أن تبدأ منذ الخميس في تقيم الوضع الراهن للمحاور الستة، والتحديات والحلول المقترحة، وآليات التنفيذ ثم استعراض تقارير المحاور الستة ومناقشة أهم نتائج المشاورات والوثائق الصادرة عن المشاورات وتبني المخرجات وإقرارها وذلك حتى 7 إبريل المقبل. 

 

ويعول اليمنيون على هذه المشاورات تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي في تشكيل تحول مهم لبناء كتلة تاريخية ووطنية تمثل مركز الثقل في إنقاذ اليمن على خطى مسارات السلام وصولا إلى بناء الدولة الحديثة.

 

ويحفل مجلس التعاون الخليجي بثقة واسعة النطاق لدى الشعب اليمني منذ قيادته المبادرة الخليجية 2011 والتي أنقذت البلد السعيد من السقوط في فوضى الإخوان قبل أن تدخل إيران عبر أذرعها على خط الانقلاب وتفجير الحرب أواخر 2014.

 

ولاتزال المبادرة الخليجية أهم مشروع سياسي في البلاد وتعد أحد المرجعيات الدولية الثلاث المعترف بها لأي عملية سلام في اليمن، ما يعني أن مخرجات المشاورات اليمنية اليمنية قد تمثل مرجعية جديدة مدعومة خليجيا ومن المجتمع الدولي.

 

وكانت وفود الأطراف اليمنية وصلت إلى الرياض، باستثناء مليشيات الحوثي التي رفضت دعوة مجلس التعاون الخليجي، ووفق مصادر سياسية يمنية، فإن غالبية الأطراف اليمنية وصلت بما فيه وفدا المقاومة الوطنية برئاسة العميد ركن طارق صالح والمجلس الانتقالي برئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي.

 

وبالتزامن ساد هدوء حذر على معظم خطوط النار في جبهات القتال التي تشارك فيها جميع القوات اليمنية بدعم من التحالف العربي وذلك حرصا على إنجاح المشاورات.

 

والثلاثاء، أطلق الدكتور نايف الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نداء يناشد فيه قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن وكافة الأطراف اليمنية بإيقاف العمليات العسكرية في الداخل اليمني.

 

وجدد الدعوة إلى كافة الأطراف اليمنية للمشاركة، بما فيه مليشيات الحوثي للحضور والمشاركة في المشاورات مع إخوانهم اليمنيين، وتغليب مصلحة اليمن ورفع المعاناة عن الشعب اليمني.

 

استجابة فورية للتحالف

 

ولم تمض غير ساعات من مناشدة مجلس التعاون الخليجي لإفساح المجال لإنجاح مشاورات في الرياض، حتى أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن تعليق عملياته في البلاد.

 

استجابة تعكس موقف التحالف العربي ومدى حرصه على دعم المشاورات اليمنية – اليمنية في الرياض، لإيجاد خارطة للسلام وإنهاء الحرب، رغم تصعيد مليشيات الحوثي وتعنتها الدائم ورفضها للحل السياسي. 

 

وأذاع المتحدث باسم قوات التحالف العربي العميد الركن تركي المالكي، بيان وقف قيادة القوات المشتركة للتحالف العمليات العسكرية بالداخل اليمني استجابةً للدعوة المقدمة من الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف الحجرف بطلب إيقاف العمليات العسكرية تزامناً مع انطلاق المشاورات اليمنية – اليمنية، لصناعة السلام وتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن.

 

وصباح الأربعاء يدخل سريان وقف العمليات حيز التنفيذ، ووفقا للتحالف فإن الخطوة تأتي في سياق المبادرات والجهود الدولية برعاية المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن والمبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية والوصول إلى حل سياسي شامل.

 

وأوضح أن قيادة التحالف ستلتزم بوقف إطلاق النار وستتخذ كافة الخطوات والإجراءات لإنجاح وقف إطلاق النار وتهيئة الظروف المناسبة وخلق البيئة الإيجابية خلال شهر رمضان المبارك لصنع السلام وإنهاء الأزمة.

 

وفيما أكد ثبات موقف التحالف الداعم للحكومة اليمنية الشرعية بموقفها السياسي وتدابيرها وإجراءاتها العسكرية، جدد التأكيد على وقوف قيادة القوات المشتركة الدائمة مع أبناء الشعب اليمني الشقيق لتحقيق تطلعاته وبناء دولته وبما يحقق الأمن والرخاء.

 

ومنذ انطلاق عاصفة الحزم في 26 مارس 2015، لم يتوقف دور تحالف دعم الشرعية باليمن على الإسناد العسكري لكنه امتد للمبادرات السياسية في مسعى لإعادة أطراف الصراع للحوار الآمن.

 

وعلى ذات النهج، يمضي التحالف العربي نحو إنجاح المشاورات اليمنية اليمنية عبر ممارسة أعلى درجات ضبط النفس لإنجاح الحوار اليمني - اليمني رغم الهجمات التي شنتها مليشيات الحوثي على منشآت حيوية واقتصادية في البلاد.

 

وكانت الحكومتان السعودية واليمنية أكدتا، الثلاثاء، دعمها للمشاورات اليمنية التي تُعقد في الرياض برعاية مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

 

وأشاد بيان صادر عن مجلس الوزراء السعودي وآخر عن وزير الخارجية اليمني بجهود التحالف العربي في حماية مصادر الطاقة العالمية من الهجمات العدائية لمليشيات الحوثي وضمان سلاسل الإمداد.

 

قدرة على السلام

 

لا يعول اليمنيون فحسب على مشاورات الرياض بل يترقب كثيرون أن تتفق الأطراف على خارطة طريق لأول مرة على خطى استعادة الدولة اليمنية المختطفة.

 

وبحسب رئيس الائتلاف اليمني للنساء المستقلات، وسام باسندوة فإن اليمنيين يترقبون نتائج مشاورات الرياض، ولأول مره منذ المرحلة الانتقالية 2014، لاسيما عقب مشاركة شخصيات جديدة ممثل لكل الأطراف.

 

من جانبه، يرى رئيس تيار نهضة اليمن، الدكتور علي البكالي المباحثات التي دعا لها مجلس التعاون الخليجي بين اليمنيين أحزابا ونخبا فرصة جادة لإنقاذ اليمن وإيقاف شلال الدم اليمني وإنهاء مأساة الشعب واستعادة الدولة.

 

وقال السياسي اليمني، إن الحوار والمباحثات مبدأ أساسي لحلحلة كل المشكلات مهما كانت معقدة، والأهم من ذلك توسيع قاعدة المباحثات في المشاورات تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي وعدم اقتصارها على التكوينات السياسية والقوى.

 

وينظر للمشاورات اليمنية - اليمنية بدعم ورعاية خليجية إلى أنها تملك القدرة على تحقيق السلام من أي مباحثات أخرى خاضعة لسياسات المجتمع الدولي وتوازناته، وفقا للبكالي.