فيلم "كودا" الفائز بأوسكار 2022 يحرج الرئيس الفرنسي

ثقافة وفن

اليمن العربي

على بعد أسبوعين من اقتراع مصيري، تبنى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الساعي لولاية جديدة، فيلم "كودا"، لجذب المزيد من الناخبين.

 

وكتب ماكرون في تغريدة اليوم الإثنين على موقع تويتر، مهنئا بفوز فيلم "كودا" Coda، الذي أنتجه تليفزيون شركة "أبل" الأمريكية: "فيلم كودا، مقتبس من عائلة بيلييه، فاز بجائزة أوسكار لأفضل فيلم في هوليوود! ألف مبروك لمنتجيها الفرنسيين، ولنظرة الفرق التي نجحت في الخارج بهذا الفيلم، إلى الإعاقة وتجربة مقدمي الرعاية".

 

غير أن التهنئة لم تخل من منغصات، إذ سيطرت عليها أجواء الحملة الرئاسية الساخنة، وصب معلقون جام غضبهم على ماكرون، بشأن جهوده في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة، ومقدمي الرعاية، فيما عمد آخرون إلى التشكيك في تبني فرنسا للفيلم.

 

وقال أحد المعلقين في إحراج شديد لماكرون: "اسكت ! أنت الذي احتال على الملايين من آباء الأطفال المعوقين من خلال انتخابك بناء على وعود كاذبة. خاصة للأشخاص المصابين بالتوحد. لم يتغير شيء ، بل ساءت الأمور".

 

 

ووافقته معلقة أخرى، قائلة: "أنا أعيشها كل يوم.  لذلك لذ بالصمت! اذهب إلى الأبد!".

 

وذهب آخر إلى مهاجمة الفيلم نفسه، والسخرية من ماكرون، وقال: "فيلم فضيحة أمريكية أعيد إنتاجه في الواقع من قبل حكومتنا الفاسدة والمفوضية الأوروبية في تضارب المصالح وقمع الحريات والتلاعب والتضليل والإساءة بكل أنواعها .. أنت تستحق أوسكار عزيزي الرئيس".

 

وانتقد أحد المعلقين جهود الحكومة في دعم مقدمي الرعاية، وكتب: "حسنًا ، مانو، (ماكرون) ولكن متى تقدم المزيد من الموارد لمن يسمون بمقدمي الرعاية، وتقدم حلولًا أفضل للراحة؟ لأنه يبدو هنا أن الدولة لا تجعل مسألة استقلالية الأشخاص ذوي الإعاقة. وازن المال مع أموال ماكينزي من فضلك".

 

ومشيدا بالشركة الأمريكية، في انتقاد مبطن لفرنسا، كتب آخر: "إن المجتمع الحديث هو الذي يدعي أنه يتقدم ولكنه لا يزال غير قادر على دعم الاندماج النشط والثقافي لأي نوع من الأشخاص أو خصوصياتهم. أحسنت آبل، نحن في انتظار كودا على TV+".

 

وبات فيلم "كودا" الذي تولى الأدوار الرئيسية فيه ممثلون صمّ أول عمل من إنتاج منصة للبث التدفقي يفوز بالأوسكار الأبرز، إذ حصل أمس الأحد على جائزة أفضل فيلم روائي طويل، وسط تصفيق بلغة الإشارة من الحاضرين.

 

وبدا "كودا" المقتبس من الفيلم الفرنسي La Famille Bélier والذي لم تتجاوز تكلفته 15 مليون دولار، أشبه بشخصية "عقلة الإصبع" في مواجهة أفلام ذات موازنات ضخمة.

 

إلا أن باب حصد الجوائز فُتح أمام هذا الفيلم الدرامي الكوميدي المفعم بالتفاؤل، منذ عرضه في افتتاح مهرجان "ساندانس" السينمائي المرموق في مطلع العام الماضي.

 

وتراكمت الجوائز مذّاك في رصيد الفيلم الذي يتناول قصة مراهقة يتنازعها شغفها بالموسيقى وحرصها على البقاء في المنزل لمساعدة والديها وشقيقها الأصمين على التواصل مع الآخرين، إذ تنعم وحدها بحاسة السمع في أسرة من الصمّ.

 

وجعل فوز هذا العمل "آبل تي في +" أول منصة للبث التدفقي تفوز بالمكافأة الأبرز ضمن جوائز الأوسكار لأفضل فيلم روائي طويل.

 

وتمكن "كودا" هذا الأسبوع من التقدّم للمرة الأولى على منافسه "ذي باور اوف ذي دوغ" في توقعات الخبراء الهوليووديين، وهو ما أكدته النتيجة التي أعلنت في حفل الأوسكار أمس الأحد.

 

وحصل "كودا" على جائزة أخرى هي تلك الخاصة بفئة أفضل ممثل بدور مساعد، إذ نالها تروي كوتسور الأصمّ منذ الولادة، مهدياً فوزه هذا إلى "مجتمع الصم وذوي الإعاقات"، فيما فازت مخرجة العمل شان هيدر بجائزة أوسكار أفضل سيناريو مقتبس.