مبادرة أم مناورة؟.. الحوثي وتكتيك "اضرب واهرب"

أخبار محلية

اليمن العربي

لجأت مليشيات الحوثي تحت الضغط الدولي الذي شاهد إرهابها في استهداف مصادر الطاقة العالمية للهروب نحو مناورة جديدة بزعم "مبادرة سلام".

 

وتسعى مليشيات الحوثي إلى ممارسة تكتيك "اضرب واهرب" الذي لطالما اتخذته في ميادين القتال، إلا أنها هذه المرة و بإيعاز إيراني تحاول استثمارها سياسيا في مسعى للهروب من جرائمها وتحمل تداعيات هجماتها الإرهابية التي استهدفت المنشآت النفطية في السعودية.

 

كما تستهدف مليشيات الحوثي فرض شروطها على التحالف العربي لشرعنة انقلابها والحصول على اعتراف بتقديم نفسها كطرف مقابل للتحالف العربي بعيدا عن الحكومة المعترف بها دوليا والأطراف اليمنية المناهضة للانقلاب، فضلا عن إفشال مبادرة مجلس التعاون الخليجي للسلام. 

 

وأعلنت مليشيات الحوثي عما أسمته "مبادرة السلام اليمنية" على لسان رئيس مجلسها السياسي مهدي المشاط وروجته بقوة على وسائل إعلامها ووسائل الإعلام الإيراني إلا أن مضمونها لم يقدم جديدا على مستوى اشتراطها ورؤية المبادرة الإيرانية المقدمة 2015.

 

وزعمت مليشيات الحوثي تعليقها لهجماتها لمدة 3 أيام ووقف العمليات الهجومية في الجبهات وإفراج مشروط للأسرى، وسعت لمطالبة التحالف العربي وتحديدا السعودية على وقف إطلاق النار والخروج من اليمن ثم "الحديث عن الحلول السياسية"، وهي مناورة فاضحة للهروب من تبعات هجماتها على مصالح العالم.

 

وتأتي المزاعم الحوثية عقب غارات للتحالف العربي وصفت بالـ"موجعة" على عدة أهداف لمليشيات الحوثي ردا على سلسلة هجماتها الإرهابية للحوثيين بالصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار ضد المنشآت الاقتصادية والحيوية في الأراضي السعودية.

 

ولاقت هجمات مليشيات الحوثي على السعودية عاصفة تنديد عربية وإقليمية ودولية، واعتبرتها دليلا يثبت أن المليشيات "تنظيم إرهابي" يهدد مصادر الطاقة العالمية في توقيت حساس يمر به العالم من لحظات حرجة.

 

مناورة بإيعاز إيراني

 

وتحاول المليشيات الانقلابية اختبار صبر التحالف العربي وجس نبض المجتمع الدولي تجاه هجماتها الإرهابية، وذلك عبر تكتيك "اضرب واهرب" ثم المناورات السياسية والعسكرية لا المبادرات الفعلية للسلام.

 

ووفقا للسياسي في حزب المؤتمر الشعبي العام رشاد الصوفي فإن "اضرب واهرب" هو تكتيك قديم لحرب العصابات، وهو ما تمارسه مليشيات الحوثي كعصابة إجرامية تبحث عن شرعنة لهجماتها الإرهابية. 

 

وعن مبادرة المليشيات الجديدة التي احتفت بها رأى الصوفي، إنه لا يوجد أي جديد في إعلام الحوثيين حول وقف العمليات الإرهابية، لأن الإعلان تضمن ذات الشروط التي هي أساسا كانت مقترحا إيرانيا أعلن قبل أعوام وتتمسك به طهران حتى اليوم.

 

وقال إن ما تضمنه إعلان القيادي الحوثي مهدي المشاط حول الأسرى واستعدادهم إطلاق الكل مقابل الكل يعد بندا رئيسيا في اتفاق ستوكهولم الذي تنصل المليشيات عن تنفيذه، وعمدوا إلى تجزئة التنفيذ بتقديم قوائم انتقائية لعدد من أسراها السلاليين ورفض التعاطي مع بند الكل مقابل الكل.

 

وطرحت شرطا آخر وهو قديم وليس فيه ما يستدعي التعاطي معه، وهو أن يوقف التحالف العربي عملياته ويقوم بفتح المنافذ لتدفق السلاح والدعم العسكري واللوجستي للحوثيين دون أي رقابة من قبل التحالف العربي.

 

وأضاف أن رفع القيود عن تدفق الدعم العسكري للحوثيين يخالف قرار مجلس الأمن الأخير 2240، والذي يلزم كل الدول بما فيها دول التحالف بالرقابة الشديدة على كل الواردات المتجهة إلى مناطق سيطرة الحوثيين.

 

وأشار الصوفي إلى أن القيادي الحوثي المشاط زعم أن ما أعلنه زعيم المليشيات الحوثية في آخر خطابه هو مبادرة يمنية ويطالب التحالف بالقبول بها، بينما ما جاء على لسان الإرهابي الحوثي هي شروط أعلنت منذ بداية الحرب وليس فيها ما يستحق النقاش حتى وحديث زعيم المليشيات تضمن مطالبة التحالف بوقف العمليات، وفتح كل المنافذ ورفع التحالف يده عن اليمن.

 

وأكد أن هذه الشروط تعني شرعنة الانقلاب والاعتراف بالمليشيات كطرف والتحالف طرف آخر وإلغاء دور الحكومة الشرعية، كما أن زعيم المليشيات أعلن صراحة بأن كل اليمن يجب أن يحكمها هو ومليشياته فقط دون بقية المكونات.

 

وبشأن الحل أوضح أن مليشيات الحوثي إذا أرادت السلام عليها تنفيذ اتفاق ستوكهولم أو تتعاطى مع المبادرة السعودية والخليجية التي لا تزال مفتوحة بإيجابية لا ابتكار، والهروب إلى مبادرة وفق منظورها لتقديم نفسها كداعية سلام ووسيط فهذا طرح يتجاوز العقل والمنطق بعد 8 أعوام من جرائمها.

 

لا اكتراث بالسلام

 

تمضي مليشيات الحوثي نحو إرضاء غرورها وفقا للأجندة الإيرانية عبر ممارسة الهجمات الإرهابية ثم استثمارها لفرض شروطها وشرعنة انقلابها.

 

وبحسب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، فإن مليشيات الحوثي تمضي في عدوانها الغاشم والإجرامي على أبناء الشعب اليمني وعلى الأشقاء في المملكة العربية السعودية.

 

وقال هادي، خلال اجتماع لكبار قادة الدولة المعترف به لتدارس التصعيد الكبير الذي تقوم به مليشيات الحوثي الايرانية الإرهابية، إن المليشيات تضرب بطموح اليمنيين عرض الحائط وتمضي في عدوانها ضد السلام.

 

وأشار إلى أنه في اللحظات التي يقوم الأشقاء في المملكة العربية السعودية الشقيقة ومعها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالدعوة مشاورات يمنية-يمنية لإنهاء الحرب وإرساء السلام واستعادة الدولة تقوم هذه المليشيات الإجرامية بمواصلة حربها الإجرامية ضد محافظة مأرب واستهداف المنشآت الاقتصادية والأعيان المدنية في المملكة العربية السعودية الشقيقة.

 

وندد بعدم اكتراث المليشيات الحوثية لخيارات السلام ومحطاتها المختلفة سواء في بيل وجنيف والكويت وستكهولم وعدم اكتراثها لمعاناة شعبنا اليمني ودماء الأبرياء التي تسفك في حربهم على اليمن والمنطقة بالوكالة خدمة لأجندة إيران في المنطقة.