تقرير: إدارة بايدن تسعى لضرب النفوذ الروسي بالتقارب مع فنزويلا

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية إن ”الولايات المتحدة تدرس تعزيز العلاقات مع فنزويلا، في محاولة لضرب النفوذ الروسي في أمريكا الجنوبية“.

وأضافت، في تحليل إخباري نشرته اليوم الجمعة: ”في مواجهة النيران المشتعلة شرق أوروبا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، ضاعفت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن جهودها لإخماد النار في مناطق أخرى، حيث تسعى للإسراع في الوصول إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، والحد من توتر العلاقات مع السعودية والإمارات“.

  ومضت تقول: ”ولكن التقارب الملموس من جانب واشنطن يتركز على منطقة أخرى أقرب جغرافياً للولايات المتحدة، في الدولة التي سعى الكرملين لتكون حليفاً له عن بُعد، وهي فنزويلا، حيث عقد مسؤولون أمريكيون بارزون هذا الشهر لقاءً على أعلى مستوى منذ سنوات مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو“.

واستطردت: ”رغم محاولات البيت الأبيض للتخفيف من أهمية اللقاء، بعد رد الفعل العنيف من جانب معارضي مادورو، خاصة السناتور الديمقراطي البارز عن ولاية نيوجيرسي، روبرت مينديز، فإن مصادر أكدت أن خطوط الاتصال لا تزال مفتوحة بين واشنطن وكاراكاس، وكان هناك اتفاق على عقد لقاء لمتابعة نتائج الزيارة السابقة، ولكن يبدو أن إدارة بايدن لا تزال تدرس إيجابيات وسلبيات المزيد من المباحثات المباشرة“.

وأشارت إلى أن ”مسألة الحوار نفسه بين الولايات المتحدة وفنزويلا كانت غير متصورة على الإطلاق، في ظل النهج الذي اتبعته إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع كاراكاس، حيث مارس سياسة الضغط الأقصى ضد حكومة الرئيس الفنزويلي مادورو (الملعون) لدى قطاعات واسعة من الفنزويليين والكوبيين في الخارج، خاصة في الولايات المتحدة“، على حد تعبيرها.

وكان هذا النهج بمثابة هدية من جانب ترامب للجمهوريين، الذين حققوا مكاسب كبيرة في مقاطعة ”ميامي داد“، وولاية فلوريدا، حتى وإن لم يحقق ترامب الفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020.

وتابعت: ”في واشنطن، فإن رواية الزيارة التي قام بها مسؤولون أمريكيون بارزون، على رأسهم خوان غونزاليس، مدير مجلس الأمن القومي، تركز على النفط، كوسيلة للتخفيف من وطأة الحظر الأمريكي المفروض على النفط الروسي، والوصول إلى اتفاقات تسمح لشركات غربية، من بينها ”شيفرون“، التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها، بالعودة إلى العمل في فنزويلا“.

ورأت ”واشنطن بوست“ أن ”التقارب الأمريكي مع فنزويلا يستهدف الأوضاع الجيوسياسية، ومواجهة التحالف العميق بين روسيا وكاراكاس، حيث لا يقوم التحالف بين موسكو وفنزويلا على النفط فقط، بل يمتد إلى التعاون العسكري، الذي ينبغي أن يقلق واشنطن“.

وبين عامي 2006 و2013، عندما توفي الرئيس الفنزويلي السابق هوغو شافيز، بسبب السرطان، اشترت فنزويلا معدات عسكرية روسية بما يقرب من 4 مليارات دولار.

وفي أواخر 2018، وصلت قاذفتان روسيتان بعيدتا المدى من طراز توبوليف 160، بقدرات نووية، إلى كاراكاس، وشارك الروس في وقت لاحق في التدريبات المشتركة، وبعد ذلك بعام، أرسلت موسكو العشرات من العسكريين الروس وكميات ضخمة من المعدات إلى فنزويلا.

  وختمت تحليلها بقولها: ”يبقى السؤال حول ما إذا كانت إدارة بايدن ستغلق باباً فتحته للتوّ، وما إذا كان قراراً مثل ذلك سيمنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الفرصة لتوسيع نفوذه في دولة تقع على مسافة 3 ساعات بالطائرة من ساحل فلوريدا“.