"أسوشيتد برس": حرب بوتين في أوكرانيا تقترب من مرحلة أكثر خطورة

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت وكالة ”أسوشيتد برس“ الأمريكية، في تقرير لها الجمعة، إن حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا تقترب من مرحلة جديدة قد تكون أكثر خطورة بعد شهر من القتال الذي تسبب في توقف القوات الروسية بسبب قوة المقاومة الأوكرانية والمساعدات الغربية.

واعتبرت الوكالة أن الرئيس فلاديمير بوتين ”يواجه الآن خيارات صعبة، وهي كيف سيدعم قواته البرية المستهلكة، وما إذا كان سيهاجم تدفق الأسلحة الغربية إلى المدافعين الأوكرانيين، ويصعد الحرب أو يوسعها“.

وعلى الرغم من فشله في تحقيق نصر سريع، لا يلين بوتين في مواجهة الضغوط الدولية المتزايدة، بما في ذلك العقوبات التي أضرت باقتصاده، بحسب الوكالة.

وقالت إن ”العالم الغربي متحالف إلى حد كبير ضد بوتين، لكن لا توجد مؤشرات على أنه يفقد الدعم من غالبية الجمهور الروسي، الذي يعتمد في الغالب على التلفزيون الذي تسيطر عليه الحكومة للحصول على المعلومات“.

وأضافت الوكالة: ”قد تكون أوجه القصور الروسية في أوكرانيا أكبر صدمة للحرب حتى الآن… فبعد عقدين من التحديث والاحتراف، أثبتت قوات بوتين أنها غير مستعدة للحرب وتعاني من سوء التنسيق ويمكن إيقافها“.

ولفتت الوكالة في تقريرها إلى أن حجم الخسائر في القوات الروسية غير معروف بالتفصيل، على الرغم من أن حلف ”الناتو“ يقدر أن ما بين 7000 و 15000 لقوا حتفهم في الأسابيع الأربعة الأولى، ويحتمل أن يكون العدد مماثلا لعدد القتلى الروس في حرب أفغانستان.

وقال روبرت جيتس، المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية، ووزير الدفاع الأمريكي السابق، إن ”بوتين يجب أن يكون محبطًا بشكل مذهل من أداء جيشه“.

ومن الصعب تمييز اتجاهات ساحة المعركة بشكل موثوق من الخارج، لكن بعض المسؤولين الغربيين يقولون إنهم يرون تحولات كبيرة محتملة.

ونقلت الوكالة عن الملحق العسكري البريطاني في واشنطن ميك سميث، قوله، إن ”المخابرات البريطانية تقدر أن القوات الأوكرانية ربما استعادت بلدتين غربي كييف“.

وأضاف سميث: ”من المرجح أن تؤدي الهجمات المضادة الناجحة من قبل أوكرانيا، إلى تعطيل قدرة القوات الروسية على إعادة تنظيم واستئناف هجومها على كييف“.

وفي تقييم نُشر أمس الخميس، قال حلف ”الناتو“، إن ”تحقيق اختراق روسي كبير في الصراع الدائر في أوكرانيا، أمر مستبعد للغاية“.

  ولفتت الوكالة إلى أنه قبل وقت قصير من بدء بوتين حربه في 24 الشهر الماضي، اعتقد بعض المسؤولين العسكريين الأمريكيين، أنه يمكنه الاستيلاء على كييف في وقت قصير – ربما بضعة أيام فقط – وأنه قد يكسر الجيش الأوكراني في غضون أسبوعين.

بدوره، قال ستيفن بيدل، أستاذ الشؤون الدولية في جامعة كولومبيا الأمريكية، إن ”تحول بوتين من المرجح أن يكون على أساس الأمل في أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي سوف يستسلم بدلاً من السماح باستمرار القتل والدمار“.

وتابع: ”من غير المرجح أن تنجح هذه الخطة… إن قتل المدنيين الأبرياء وتدمير منازلهم ومجتمعاتهم يؤدي في الغالب إلى تقوية المقاومة وتصميم الأوكرانيين“.

من جانبه، قال فيليب بريدلوف، الجنرال المتقاعد بالقوات الجوية الامريكية، والذي شغل منصب القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي ”الناتو“ في أوروبا من 2013 إلى 2016، إن ”أوكرانيا قد لا تكسب الحرب على الفور، لكن النتيجة ستحدد من خلال ما سيقبله زيلينسكي في المفاوضات لتحقيق تسوية سلمية“.

وأضاف بريدلوف: ”أعتقد أنه من غير المرجح أن تهزم روسيا عسكريا في ساحة المعركة، لأن لديها احتياطيا كبيرا من القوات يمكن أن تستدعيها.. لكن أوكرانيا قد ترى بإجبار روسيا على دفع مثل هذا الثمن الباهظ فوزا، لدرجة أنها على استعداد لعقد صفقة تتضمن الانسحاب التام من أوكرانيا… أعتقد أن هناك فرصة لذلك“.

ومع الشك في نتيجة الحرب، فإن هدف بوتين الأوسع نطاقاً، هو قلب النظام الأمني الذي كان قائماً في أوروبا منذ نهاية الحرب الباردة، وانهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991.

ويطالب بوتين ”الناتو“ برفض عضوية أوكرانيا بالحلف وغيرها من الدول مثل جورجيا، وأن يتراجع الحلف عن وجوده العسكري إلى المواقع التي كانت تشغلها قبل التوسع في أوروبا الشرقية.

  ورفض قادة ”الناتو“ مطالب بوتين وقاموا بتعزيز وجود قواتهم في رومانيا وسلوفاكيا والمجر المتاخمة لأوكرانيا، وفي بلغاريا التي تقع مثل أوكرانيا على البحر الأسود.

وقال زعماء 30 دولة في ”الناتو“ في بيان مشترك عقب اجتماع في بروكسل، الخميس: ”نحن متحدون في تصميمنا لمواجهة محاولات روسيا لتدمير أسس الأمن والاستقرار الدوليين“.

ووفقا للوكالة، ألقت المأساة الإنسانية التي تكشفت في أوكرانيا بظلالها على حالة القلق في جميع أنحاء أوروبا، من أن بوتين قد يسعى من خلال سوء التقدير إن لم يكن عن قصد، إلى تصعيد الصراع باستخدام الأسلحة الكيميائية أو النووية في أوكرانيا أو محاولة معاقبة دول ”الناتو“ المجاورة على دعمها لأوكرانيا من خلال مهاجمتها عسكريًا.

وقال رئيس الوزراء البلغاري كيريل بيتكوف، مشيرًا إلى زملائه الأوروبيين الأعضاء في ”الناتو“: ”للأسف لا توجد الآن دولة واحدة يمكنها التعايش مع الوهم بأنها آمنة ومأمونة“.

ومع وضع هذا التهديد في الاعتبار، بدأت الولايات المتحدة والدول الحليفة الأخرى في تجميع القوات القتالية في بلغاريا ودول شرق أوروبا الأخرى في ”الناتو“ – ليس للدخول في الحرب بشكل مباشر، ولكن لإرسال رسالة لبوتين مفادها أنه إذا ما وسع حربه فسيتم مواجهته.

وقال الرائد بالجيش الأمريكي رايان مانينا، من كتيبة الفرسان الثانية، متحدثًا في ساحة تدريب في بلغاريا الأسبوع الماضي، إن ”التوتر كبير ونحن ندرك جيدًا أن هناك حربًا تدور على بعد بضع مئات الأميال فقط عنا“.