في ابتكار ثوري.. الكشف عن جهاز محمول يوقف النزيف الحاد في دقيقة

تكنولوجيا

اليمن العربي

نجح فريق بحثي من مختبر لينكولن بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT، وبالتعاون مع أطباء من مركز أبحاث الموجات فوق الصوتية بجامعة هارفارد، في الولايات المتحدة، في تحقيق ابتكار ثوري منقذ  للحياة، والمتمثل في تطوير جهاز طبي محمول لتسهيل عمليات القسطرة خارج المستشفى.

ويسمح الجهاز للمستجيبين الأوائل للطوارئ الطبية باستخدامه بسهولة في إجراء قسطرة للمرضى داخل سيارات الإسعاف وتزويدهم بالسوائل والأدوية في غضون دقيقة، وعلاج المصابين بنزيف داخلي حاد من موقع الحادث وقبل وصولهم للمستشفى.

وبحسب الموقع الإلكتروني لمعهد MIT، طور الباحثون الجهاز والذي أطلقوا عليه اسم AI-GUIDE، لتسهيل عمليات القسطرة في منطقة الفخذ، حيث يمكنه الاقتران بمعظم أجهزة الموجات فوق الصوتية المستخدمة في عمليات القسطرة، مع شاشة عرض.

وصمم الباحثون الجهاز من خوارزميات حاسوبية، وبرنامج الذكاء الاصطناعي التعلم العميق والذي تم تدريبه على بيانات كبيرة من صور عمليات المسح بالموجات فوق الصوتية للمعالم الرئيسية لتركيب الأوعية الدموية والشرايين والأوردة في الفخذ، وذلك لتوجيه مقدم الرعاية الصحية إلى موقع الأوعية الدموية الصحيح عبر الشاشة، لإجراء القسطرة.

من ناحيتها قالت لورا براتين الباحثة في الدراسة: ”إن المسعف يعمل أولاً على وضع الجهاز على جسم المريض بالقرب من مكان التقاء الفخذ بالبطن، ثم يوجهه الجهاز عن طريق الشاشة إلى الموقع الصحيح لإدخال الإبرة في الوعاء الدموي بدقة“.

وبينت الباحثة لورا براتين أن الجهاز يتحقق من أن الإبرة قد اخترقت الوعاء الدموي، ويطلب من المسعف إدخال أنبوب القسطرة إلى الوعاء الدموي، وبمجرد إدخاله بشكل آمن في الوعاء الدموي يصدر مقبض الجهاز ضوءاً يشير إلى نجاح العملية، حتى يزيل المسعف الجهاز.

واختبر فريق طبي جهاز AI-GUIDE على نموذج اصطناعي للأنسجة البشرية والأوعية الدموية، بعد تلقيهم تدريبا نظريا لا يتعدى دقيقتين فقط، حيث نجحوا في إكمال المهمة في أقل من دقيقة.

كما واختبر الجهاز فريق آخر من الخبراء على مجموعة من الخنازير الحية تحت التخدير، ونجحت العملية كذلك في غضون دقيقة.

بدوره أوضح بريان تيلفر الباحث المشارك في الدراسة، أن سرعة ودقة إدخال الإبرة خلال التجارب، مماثلةً لإجراء الأطباء للقسطرة على المرضى من البشر في المستشفى.

وكشف الباحث بريان تيلفر، أنهم يعملون على أتمتة تشغيل الجهاز بالكامل للتقليل من المخاطر المصحوبة مع إجراء عمليات القسطرة ومن بينها حدوث خطأ في وضع الإبرة أو التعرض للعدوى.

يُذكر أن عملية القسطرة الشائعة الاستخدام تتطلب إدخال إبرة وأنبوب القسطرة في وعاء دموي مركزي في جسم المريض، ويمكن من خلاله تزويده بالسوائل أو الأدوية أو غيرها من الوسائل المساعدة.

ولا يتم تدريب المستجيبين الأوائل للطوارئ الطبية مثل المسعفين على تنفيذ هذا الإجراء في سيارات الإسعاف، لذلك لا يمكن تقديم العلاج إلا بعد نقل المريض إلى المستشفى، وقد يؤدي ذلك إلى فقدان الحياة قبل تلقي الرعاية الصحية.