"ناشيونال إنترست": ردع روسيا في أوكرانيا يمنع الصين من غزو تايوان

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية، إن أسرع طريقة لردع الصين عن غزو تايوان هي التعامل بشكل حاسم مع الرئيس فلاديمير بوتين لإفشال خططه في أوكرانيا.

ورأت في تقرير، أمس الإثنين، أنه إذا تمكنت الولايات المتحدة وحلفاؤها من إلحاق قدر كافٍ من الألم ببوتين بسبب مغامرته في أوكرانيا، فمن المرجح أن يستنتج الرئيس الصيني شي جين بينغ أن غزو تايوان على الأقل في المستقبل المنظور لا يستحق المخاطرة، وما قد ينطوي عليها.

ولفتت إلى أنه من الناحية العسكرية، تحتاج الولايات المتحدة إلى التأكد من أنها تحتفظ بالقوة الكافية للتعامل بشكل حاسم مع الصين، إذا استغلت حرب أوكرانيا للتحرك في تايوان.

وبينت المجلة أنه ”في الأزمة الحالية، تراقب الصين عن كثب أمرين على وجه الخصوص، أولهما أداء روسيا عسكريًا في أوكرانيا“، لافتة إلى أن الصين أمضت السنوات الماضية في تطبيق الدروس من الهجمات العسكرية الأمريكية في البلقان والعراق لتحديث جيشها.

وأضافت أن ”أوكرانيا هي أول دليل على نتائج تلك الاستثمارات ضد خصم جاد، ومن خلال مساعدة الأوكرانيين في تكبد الغزاة تكاليف باهظة، يمكن للولايات المتحدة وحلفائها إثبات المخاطر التي قد تواجهها حتى قوة كبيرة جدًا من صراع طويل الأمد على أراضي معادية، وأنه يمكن أن يحدث الشيء نفسه في تايوان“.

واعتبرت المجلة أن الأمر الثاني، الذي تراقبه الصين هو أداء اقتصاد روسيا، مشيرة إلى أنه تم تحذير الصين من أنها ستواجه عقوبات قاسية إذا حاولت غزو تايوان.

وأوضحت أن اقتصاد الصين أكبر من اقتصاد روسيا، وأنه متشابك بشكل كبير مع الاقتصاد العالمي؛ ما يجعله عرضة لاضطرابات في التدفقات المالية والتجارية.

ورأت المجلة في تقريرها أنه إذا لم تتمكن الولايات المتحدة وحلفاؤها من تحقيق تأثير حاسم من خلال العقوبات ضد قوة اقتصادية من الدرجة الثانية مثل روسيا، فقد ”تستنتج بكين جيدًا أنها ستكون أقل فاعلية ضد الصين“.

وبينت أن أوكرانيا منحت الولايات المتحدة وحلفاءها نافذة مؤقتة للتصرف بشكل حاسم وليس فقط التعامل مع الوضع في أوكرانيا، ولكن أيضًا لردع تحرك ضد تايوان من المحتمل أن يتحول إلى حريق عالمي.

وقالت المجلة إن ”تأثير وحشية بوتين في تحفيز تقاسم الأعباء الأوروبية هو عامل تغيير قواعد اللعبة بالنسبة للاستراتيجية العالمية للولايات المتحدة، ومع إنفاق ألمانيا في السنوات المقبلة على الدفاع أكثر من روسيا (110 مليارات دولار سنويًا مقابل 62 مليار دولار)، ستكون واشنطن قادرة على تركيز المزيد من قواتها التقليدية المتاحة لردع الصين“.

وذكرت أن أوكرانيا تضع أيضًا تأثيرًا خطيرًا على قدرة روسيا على المدى القريب لشن حرب، وأنه بصرف النظر عن كيفية سير الحرب، سيكون الجيش الروسي قد استنفد عددًا كبيرًا من ذخائره عالية الجودة، والتي لا يمكن استبدالها بسهولة.

وأضافت أن الاقتصاد الروسي سيتراجع أيضًا لسنوات مقبلة بسبب نضوب رأس المال وفقدان الاستثمار، وستظل روسيا تشكل تهديدًا خطيرًا، ”لكنها ستحتاج إلى فترة من التعافي في الوقت الذي تصبح فيه أوروبا أكثر قدرة“.

ونوهت المجلة إلى أن ”كل هذا يعني أن اللحظة الحالية مهمة بشكل غير متناسب من منظور الإستراتيجية الأمريكية، وأن لحظة الخطر الأكبر بالنسبة لتايوان هي من الآن وحتى الوقت الذي تبدأ فيه الجهود الدفاعية الأوروبية تؤتي ثمارها، وهي فترة عدة سنوات، ولكن لن تستمر إلى الأبد“.

وبحسب المجلة فإن هناك أيضًا الكثير من الأسلحة، التي يمكن للولايات المتحدة وضعها بشكل دائم في خط المواجهة ضمن حلف ”الناتو“ دون إضعاف القوة العسكرية الأمريكية في آسيا.

وأوضحت أنه على سبيل المثال، لن تكون هناك حاجة إلى معظم الدروع والمعدات الآلية الأمريكية في آسيا، ولكن سيكون لها تأثير إيجابي كبير إذا تم وضعها في بولندا ورومانيا.

وختمت المجلة تقريرها بالقول إنه ”يجب على الولايات المتحدة أن تتصرف بشكل حاسم الآن، ولكن بطرق لا تتعامل فقط مع اللحظة، حيثُ سيكون لدى الولايات المتحدة فرصة واحدة كبيرة لخلق تأثيرات في أوروبا، من شأنها أن تساعد في تجنب الحرب في آسيا، ومن خلال التعامل مع الذئب الأقرب إلى الحظيرة ستكون في وضع أفضل لاحقًا للتعامل مع الذئب الأكبر الذي يراقب من قمة التل“.