شاهد .. باب المناق وجزء من ذكريات صنعاء التاريخية

أخبار محلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

باب المناق ليس باب من أبواب مدينة صنعاء التاريخية وإنما باب من ابواب النيران خاص بالنساء الخابزات.

 

إنها الفتحة التي أسفل التنور الحطب ويستخدم لإشعال الحطب ( لصوه ) وغالبا يوجد في الديمة اثنتين من التناوير الحطب ، وليس الغاز،  مختلفات الاحجام نوعا ما ، واحدة للملوج وواحدة للخبز ، اللقمة وجوارهما مكان لوضع الحطب يسمى الحقب .

 

الحطب إما يكون مفلق جاهز على شكل حزم أو أنه مازال جذوع كبيرة تحتاج فلاق - تفليق ويقوم شخص بذلك اسمه المفلق ، المفلق كان يعرف بفاسه الكبير وبصوته المنطلق عندما يهوي بفاسه لفلق الخشب تماما مثل صوت لاعبي تنس الميدان عندما يضربون الكرة.

 

بالمناسبة ،في صنعاء جرت العادة ان الشخص كثير الشطح والخرط يُنعت بالمفلق ...ما تبقى من سود ، جمر ملتهب يغرف الى الموقد مع كمية من الرماد للاستفادة منه لاحقا في اعداد طعام الغداء وتجهيز القهوة والشاي أو ابقاء اي شي من الاطعمة ساخنا (مكرويف زمان).

 

الساحل جزء لا يتجزأ من الديمة ويستخدم لتنظيف وغسل الطيسان والصحون وهو مايعرف بالغسوله وكذلك بتنظيف الشركة(اللحمة) والمصروف ،وهو مكان يأخذ حيز مترين في متر ، مرتفع على الارض بحوالي متر ونصف.

 

كان زمان قضاض ثم تغير إلى اسمنت واخيرا إلى معدن استيل ، الادخنة الناتجة من الخبوز تخرج من مدخنه تسمى السية ويقال في المثل الشعبي في بيت اليهودي سيه والذي لا أدري ما معناه.

 

تُخصص النساء ملابس خاصة للخبوز من الملابس القديمة والبالية لأنها عرضة للتعرض للسعات حرارة التنور وعرضة للدخان ، تتعرض النساء للسعات الحروق و تبقى ظاهرة على الايادي والاذرع وهذه دلالة على ان المرأه ((حميش)) يعني تقدر تخبز وتعجن ،مرة مدَّبرة وليس مِدْبرة ، قبل عمل الملوج (البر أو الشعير ) تقوم المرأه باستخدام الحلبه المنقوعه بالماء ( ولست متذكرهل هي حلبة بس اللي متذكره شكل الطاسة المعطفة ) لصهر جوانب التنور من الداخل ثم تقتحم عالم النيران وتقوم بصهر الملوجه دفعة واحدة مع تبليل يداها بالماء بشكل متكرر ليساعدها في تحمل حرارة التنور .

 

تستخدم المخبزة لتمديد عجينة الخبز عليها (الخبزة ) ومن ثم طرقها داخل التنور ، اذا كانت الطرقة غير موفقة وسقطت العجينة الى قعر التنور دليل أن المرأه مش حميش أو عادها في بدايه التعلم وأن أمها ماشحطتهاش ، والمخبزة دائرية متعدده الاحجام ومحشوة كما اعتقد بالرئ / الرا / الرء

 

 

مع مرور الوقت تبدأ التنور بالتصدع والتشقق وهو مايؤدي إلى تواجد الحصم والاحجار الصغيرة داخل الخبز والملوج وبالتالي تحتاج الى تغيير التناوير ، تتولى المرأة عملية تركيب وتثبيت التناوير ، بعد ان تقوم بازاله السابقة تقوم بوضع الجديدة مع وضع خلفها رماد او نيسه ومن ثم شدها من فوق بالقص باليد (مروش ) وقبل ان تقوم بذلك ، فانها تتاكد ان باب المناق مفتوح بشكل مناسب ويقابل الفتحة في الجدار الحجري.

 

زمان ...كان لا يوجد قمامة أو كنس وانما فقط رماد وكان يوخذ إلى المرامد جمع مرمدة توجد داخل مدينة صنعاء واحيانا خارج الداير (السور) في أماكن معينة ومعروفه وهناك يدخل الرماد في دورة استخدام اخر (تأملوا من هنا حكمة الأولين ) مثل عمل الكبا وتجفيف المخلفات الادمية والتي سوف تستخدم في الحمامات كطاقة لتسخين الحمامات او تستخدم في الجانب الزراعي ...عودة الى الديمة ، ماتبقى من مخلفات اثناء اعداد طعام الغداء او بعده فانه ينزل الحر لاطعام الغنم او البقرة او اطعام الدجاج وهي عملية عكسية تسمى ( ماطلع من الحر الى الديمة نزل من الديمة الى الحر ) recycling .