أسلحة روسيا في أوكرانيا.. "منجم ذهب" للاستخبارات الأمريكية

عرب وعالم

اليمن العربي

تشكل المعدات العسكرية الروسية التي استولت عليها القوات الأوكرانية خلال الصراع الدائر "منجم ذهب" للمخابرات الأمريكية.

 

وتشير مجلة "نيوزويك" الأمريكية إلى أن هذه المعدات تقدم إطلالة نادرة على أسلحة موسكو وبيانات القيادة والسيطرة المشفرة التي تحتويها، وفقا لعسكريين أمريكيين حاليين وسابقين.

 

ويرى مايك جيسون، الكولونيل المتقاعد بالجيش الأمريكي الذي خدم في أفغانستان والعراق وكوسوفو أن: "العتاد ضخم. ويعد بمثابة الحصول على آلة إنيجما، (التي مكنت الحلفاء من حل شفرة القوات الألمانية في الحرب العالمية الثانية)".

 

وقال جيسون إنه في حال حصول أوكرانيا على مثل هذه المعدات فستكون هناك "تداعيات آنية" و"تداعيات طويلة المدى".

 

وأوضح جيسون إن من بين التأثيرات "الفورية" المحتملة أن كييف "ربما يمكنها الاستماع في الوقت الحالي إلى أوامر القيادة الروسية، ثم بناء تحركاتها وفقا لذلك.

 

أما أحد الآثار المحتملة "طويلة المدى" التي حددها هو أن "المعدات يمكن أن تتم هندستها العكسية، على سبيل المثال، لإرسالها إلى معمل استغلال استخباراتي أجنبي كبير.. إلخ".

 

ويرى جيسون أن أجهزة مثل أجهزة اللاسلكي إذا كانت لا تزال سليمة، يمكن أن تحتوي على ما يسمى بمعلومات "التشفير" المهمة، مما يعطي نظرة ثاقبة للاتصالات المشفرة في روسيا.

 

وقال أحد ضباط الحرب الإلكترونية في الولايات المتحدة، طلب عدم الكشف عن هويته، للمجلة "لدينا أشخاص يعملون بشكل سري يحاولون الحصول على معدات طوال الوقت".

 

وعلى الرغم من عدم الإعلان عن أرقام موثوقة بشأن حجم الخسائر العسكرية الروسية حتى الآن، إلا أن التقارير تشير إلى أنها كانت كبيرة نسبيا.

 

ووثقت لقطات التي لم يتم التحقق من صحتها وروجت لها المنصات الإعلامية الأوكرانية الرسمية، استيلاء الأوكرانيين على مركبات القيادة والسيطرة الروسية من طراز تي-72، وصواريخ حرارية مثبتة على دبابات تي أو إس-1 1A وعدد من الطائرات الروسية، بما في ذلك طائرة من طراز سو-34.

 

حتى إن شركة الصناعات الدفاعية الأوكرانية المملوكة للدولة "أوكروبورونبروم لصناعة الأسلحة" عرضت جوائز مالية كبيرة لأي شخص يتمكن من الاستيلاء على أو اختطاف مقاتلة أو مروحية روسية.

 

وعرضت الشركة مليون دولار مقابل مقاتلة سليمة عاملة وذلك على رسالة على تطبيق تليجرام. وعرضت الشركة نصف هذا المبلغ مقابل أي مروحية.

 

لكنَّ ذلك لن يكون مفيدا، بحسب ما قاله طيار عسكري أمريكي للمجلة، إذ إن دولة بحجم روسيا، قادرة على اتخاذ إجراءات لتجنب اختراق أنظمتها في حال وقوع أسلحتها بيد أعدائها.

 

وقال الطيار إنه "مع انتقال الأنظمة إلى الرقمي، تتغير لعبة الاستغلال والاستفادة قليلا"، مضيفاً أن "معدات التشفير أقل أهمية هذه الأيام لأن القيمة موجودة في المفاتيح، وهي تتغير طوال الوقت".

 

في المقابل، كانت المخاوف من سقوط المعدات الأمريكية في أيدي الجيش الروسي سببا في إحجام الولايات المتحدة عن إرسال أنظمة أسلحة أكثر تقدما وباهظة الثمن إلى أوكرانيا، بما يتجاوز المنصات الأبسط مثل أنظمة صواريخ "ستينجر" (أرض-جو).

 

وكان مسؤول أمريكي ومصدر بالكونجرس كشفا لشبكة سي إن إن أن الولايات المتحدة سلمت إلى أوكرانيا المئات من صواريخ ستينجر المضادة للطائرات خلال الأيام الماضية، بما في ذلك أكثر من 200 صواريخ، بداية الشهر الجاري.

 

ووجه الأوكرانيون مناشدات عديدة للولايات المتحدة لتزودهم بالمزيد من الأسلحة خاصة المضادة للطائرات والدبابات.

 

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في تصريحات سابقة، إن أوكرانيا قادرة على تلقي "المعدات العسكرية" التي تحتاجها.

 

وبحسب شبكة "سي.إن.إن"، يتخوف المسؤولون الأمريكيون من تقديم أحدث الأسلحة للأوكرانيين حتى لا تقع في أيدي الروس الذين يمكنهم سرقة التكنولوجيا الأمريكية.