"سي أن أن" توضح أسباب إحجام الصين عن التوسط في حرب أوكرانيا

عرب وعالم

اليمن العربي

رأى تقرير أمريكي يوم الأربعاء، أن الصين تحجم عن استغلال صداقتها لروسيا للتوسط من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا ”لأن ما يهمها فقط هو أمورها الداخلية“.

وأشار التقرير الذي نشرته شبكة ”سي أن أن“، إلى أنه ”عندما بدأت الحرب منذ ما يقرب من أسبوعين، كان رد فعل الصين متوقعًا بأن الغرب هو المسؤول، والعقوبات تأتي بنتائج عكسية وعلى جميع الأطراف العمل على ضبط النفس“.

ووفقا للشبكة فإنه ”في البداية، كانت من الممكن رؤية الصين وكأنها ببساطة عالقة في معضلة لأنها صُدمت من سلوك روسيا لكنها غير مستعدة لانتقاد أقرب أصدقائها“.

وأوضحت أنه ”بعد 10 أيام أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي على دعمه لموسكو، ووصف روسيا بأنها الشريك الإستراتيجي الأهم لبلاده“.

وردا على الآمال المتزايدة بأن الصين قد تستخدم نفوذها مع موسكو للتوسط في أوكرانيا، قال ”وانغ بي“ إن بلاده قد تفعل ذلك ”عندما يحين الوقت المناسب“ أي بعبارة أخرى، ”ليس في أي إطار زمني ذي مغزى من شأنه أن يوقف إراقة الدماء“.

واعتبر التقرير أن ”تحفظ الصين ليس جديدا إذ إنه لعقود من الزمان، دفع القادة الغربيون الصين لتكون شريكًا إستراتيجيًا أو صاحب مصلحة في النظام الدولي العالمي“.

وأضاف أن ”الكثيرين تخيلوا أن الصين سترتقي إلى مستوى الحدث عاجلاً أم آجلاً وأنها في حالات الطوارئ مثل اليوم ستستخدم مساعيها الحميدة لحل أزمة عالمية“.

وقالت ”سي أن أن“ في تقريرها: ”لكن الحقيقة هي أن الصين مهووسة بمجموعة ضيقة من القضايا لدرجة أنها غير قادرة على أن تكون أكثر من مجرد شخصية فاعلة على المسرح الدولي، وتظهر في بعض الأدوار المحددة“.

تايوان وحقوق الإنسان

ولفتت الشبكة إلى أن ”الصين تتفاعل بقوة حول قضيتين محليتين بشكل رئيس وهما تايوان وحقوق الإنسان“.

وأردفت: ”لكن في معظم القضايا الأخرى، لا تهتم الصين حقًا. صحيح أن لها مصالح في بعض القضايا مثل المخدرات والإرهاب، والصحة العامة وتغير المناخ لكنها نادرا ما تأخذ زمام المبادرة“.

وزادت: ”في أحسن الأحوال تقد الصين بعض الأفكار ثم تتبع الصفقات التي أبرمتها دول أخرى وتتخلى عن أفكارها“.

ورأى التقرير أن هذا التركيز ”قصير النظر على الاهتمامات المحلية واضح بشكل خاص في عهد الرئيس شي جين بينغ“.

ولفت إلى أنه ”تم إطلاق النظام الحالي في الصين في أواخر السبعينيات تحت قيادة دينغ شياو بينغ، الذي كان على استعداد لتخفيف سيطرة الحزب الشيوعي على المجتمع للسماح للصين بالازدهار“.

”وخلف دينغ، كل من جيانغ زيمين وهو جينتاو، اللذين كانت لهما عيوب لكنهما امتلكتا أفكارًا متشابهة نسبيًا حول توسيع جاذبية الحزب الشيوعي والسعي إلى علاقات أفضل مع الجيران“، وفق المصدر نفسه.

الرئيس شي

قالت الشبكة الأمريكية: ”ليس لدى الرئيس شي أي من هذه الغرائز، إذ إنه نشأ على يد أحد الآباء المؤسسين للبلاد، وهو أول زعيم يولد وينشأ في جمهورية الصين الشعبية“.

وبينت أن ”ثقافته محدودة نسبيًا رغم أن ذلك ليس ذنبه لأنه كان بسبب الاضطرابات السياسية في سنوات ماو، وبمجرد انتهاء الاضطراب في أواخر السبعينيات، وضعه والده ذو العلاقات الجيدة على طريق النجاح بتوليه وظيفة جيدة تلتها وظائف رفيعة“.

وأوضحت ”سي أن أن“ أنّ ”الهدف الرئيسي لشي هو تعزيز سيطرة الحزب على الاقتصاد والسياسة والتعليم ومناطق الأقليات مثل شينجيانغ، أو مناطق الحكم الذاتي نسبيًا، مثل هونغ كونغ“.

وقالت إن ”هذا هو السبب في أنه من الوهم الاعتقاد بأن الصين يمكن أن تلعب دورًا بناء في أوكرانيا“.

وأضافت أنه ”على الورق، هذا منطقي فالصين هي آخر سوق رئيسي لروسيا الآن بعد أن قطع الغرب العلاقات معها إلى حد كبير، ويمكن لدبلوماسيي شي أن يذهبوا لروسيا ليقترحوا (بمهارة شديدة) أن نوعًا من التسوية سيكون مفيدًا لجميع الأطراف“.

وتابعت: ”كما سيكون من مصلحة الصين أن تتخذ مثل هذه الخطوة إذ إنها أصبحت ثرية في النظام الدولي الذي يسعى بوتين إلى تدميره، وفي النهاية، تحتاج إلى التنافس مع الدول الرائدة في العالم“.

  وختم التقرير قائلا إنه ”للقيام بذلك تحتاج إلى نظام عالمي مفتوح يتدفق فيه رأس المال والأفكار بحرية، إن إغراقها بدول مختلة مثل روسيا لا يؤدي إلا إلى جر الصين إلى أسفل“.