‪ لوفيغارو: "انهيار نفسي" يعرقل تقدم الجنود الروس نحو كييف‬

عرب وعالم

اليمن العربي

كشف تقرير فرنسي نشرته صحيفة ”لوفيغارو“، أن العوامل النفسية تقع في قلب المعركة التي يخوضها الجيش الروسي في حربه الجارية على أوكرانيا.

ونقل التقرير عن مصادر في البنتاغون قولها، إن ما يعيق تقدم القوات الروسية نحو العاصمة كييف ليس نقصا في الإمدادات والمعدات اللوجستية فحسب، بل هو أساسا عائق نفسي.

وذكرت المصادر أنه ”في مواجهة الأوكرانيين الذين حفزهم غزو بلادهم يبدو أن نقطة ضعف الجيش الروسي، على الرغم من تفوق قواته، تكمن في معنويات جنوده“.

وأوضحت أن ”التباطؤ المسجّل في تقدم الجنود الروس إلى كييف يعود إلى مشاكل لوجستية في إمدادات الغذاء والبنزين، وأيضًا بسبب الإخفاقات النفسية“.

ووفق التقرير، فإن ”هذه العيوب التي كان حجمها يفاجئ هيئة الأركان العامة الروسية، دفعت وحدات كاملة إلى إلقاء أسلحتها دون قتال ضدّ الأوكرانيين، وفي بعض الحالات كان الجنود الروس يثقبون بأنفسهم مركباتهم حتى لا يضطروا إلى إطلاق الرصاص.

وأكد أن ”معنويات الجنود هي مسألة استراتيجية لأي جيش وهذا الصراع ليس استثناء، لذا فالمسألة شديدة الحساسية لم تُطرح رسميًا في موسكو؛ لأن الخسائر العسكرية أكبر ممّا هو معلن“.

واعترفت وزارة الدفاع الروسية، الأحد الماضي، ولأول مرة بقتلى وجرحى وأسرى، دون الاستشهاد بأرقام، ويوم الأربعاء قدمت للمرة الأولى ارقاما وقالت إنّ عدد القتلى بلغ 498 جنديًا وجرح 1597 – بينما حددت وزارة الدفاع الأوكرانية ”الخسائر الروسية التقريبية“ عند 5840 قتيلًا.

ويشرح التقرير صعوبة تحديد الأرقام الأقرب إلى الواقع، خاصة فيما يتعلق بالروح المعنوية، ويتطلب الأمر فرزًا دقيقًا للعديد من المعلومات المتداولة على الإنترنت، حيث إنه منذ الأيام الأولى للصراع تم رصد مقاطع فيديو لسجناء روس شبان يقولون إنهم يعتقدون أنهم كانوا في مناورات ولم يعرفوا أنهم ذاهبون إلى أوكرانيا.

ويوضح أحد المتخصصين في قضايا الدفاع في موسكو المسألة قائلا: ”عليك أن تأخذ هذه الشهادات بحذر، فهي غالبًا ما تشبه بعضها البعض لدرجة أنها تثير تساؤلات، ولا يمكن التحقق من مكان تصويرها“.

ومن ناحية أخرى، أوضح المتخصص أن ”صور المركبات العسكرية الروسية غير المدمّرة والمتروكة على طول الطرق الأوكرانية ستؤكد الفشل اللوجستي، مع ما قد يترتب على ذلك من عواقب على معنويات الجنود وإغراء البعض لتجنب القتال“.

ويقدم التقرير دليلا آخر على أهمية الجانب النفسي في الحرب، قائلا إن ”الاتحادات الروسية لأمهات الجنود تشهد على فوضى أولئك الذين يبحثون عن أبنائهم المفقودين أو الأسرى، فالبعض مثل ناتاليا روزانوفا التي تعيش في بتروفسك في منطقة ساراتوف جنوب غرب روسيا، تعرفت على ابنها في الصور التي نشرتها وزارة الداخلية الأوكرانية على الإنترنت، وتظهر على وجهه علامات الضرب، كما بدا من خلال حديثه أنه خائف ومضطرب“.

  ويثير الجنود الشباب من المقاتلين أيضًا أسئلة حول قوتهم النفسية خاصةً إذا واجهوا مقاومة أقوى من المتوقع من القوات الأوكرانية، ويتألف ثلث الجيش الروسي من مجندين، أي 300 ألف رجل، ورسميا فإن هؤلاء لا يشاركون في ”العملية الخاصة“ التي شنت ضد أوكرانيا، ووفقًا لبعض الآباء الذين تُنشر شهاداتهم على الإنترنت، فقد أُجبر المجندون الشباب مع ذلك على توقيع التزام بالمشاركة في الحرب.

وأكد التقرير أن ”معرفة الحقيقة في ظل ضباب الحرب والمعلومات المضللة والدعاية، ليس بالأمر السهل، لا سيما عندما يتعلق الأمر بوسائل التواصل الاجتماعي، فقد تلقى آباء الجنود الروس رسائل تقشعر لها الأبدان، في الأيام الأخيرة، مثل تلك التي تظهر صورة جثة ملطخة بالدماء لجندي شاب، والتي يمكن للمرء أن يقرأ تحتها: ”ابني لم يولد للحرب“.

وختمت ”لوفيغارو“ بالقول إن ”الروح المعنوية للقوات كما تعلم كافة الجيوش في العالم معرضة للخطر أيضًا في العمق، وبالإضافة إلى ذلك تم توجيه نداءات من الجانبين للجنود الموجودين على الأرض لإلقاء أسلحتهم. ويوم الإثنين الماضي، في الأمم المتحدة تلا السفير الأوكراني سيرجي كيسليتسيا على الجمعية العامة رسالة من جندي روسي إلى والدته، على حد قوله، حصلت عليها قوات أوكرانيا بعد مقتل الجندي الشاب.

وجاء في الرسالة: ”قيل لنا إنه سيتم استقبالنا جيدًا ونراهم يعترضون طريق مركباتنا المدرعة ويلقون بأنفسهم تحت عجلاتنا لمنعنا من المرور“، وتنتهي الرسالة على هذا النحو ”يسموننا بالفاشيين، أمي، الأمر صعب للغاية“.