الحرب بين روسيا وأوكرانيا تسبب أضخم موجة هجرة في أوروبا

عرب وعالم

اليمن العربي

خلال الأيام الأولى للحرب في أوكرانيا، فر ما لا يقل عن 660 ألف شخص، في أضخم موجة هجرة تشهدها أوروبا منذ تسعينيات القرن الماضي.

 

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الحرب الروسية الأوكرانية تسببت في انطلاق أسرع هجرة جماعية في أوروبا منذ ما لا يقل عن ثلاثة عقود، أعادت إلى الأذهان حروب البلقان في التسعينيات وحركة النزوح السكاني الهائلة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية.

 

وتشير الصحيفة إلى أنه "خلال أقل من أسبوع، وصل عدد الأوكرانيين الذين دخلوا دول الاتحاد الأوروبي 10 أضعاف الرقم القياسي لأسبوع واحد للمهاجرين الذين دخلوا أوروبا خلال أزمة الهجرة عام 2015، وضعف عدد اللاجئين الذي سجلته الأمم المتحدة خلال أول 11 يومًا من حرب كوسوفو في عام 1999".

 

وتسببت حركة النزوح للأفراد باتجاه الغرب، في طوابير طويلة عند نقاط التفتيش الحدودية على طول الحدود الأوكرانية مع بولندا ومولدوفا والمجر وسلوفاكيا ورومانيا.

 

وقامت حكومات هذه الدول بإيواء اللاجئين في المدارس وكذلك في الشقق الخاصة والمخيمات المؤقتة ومراكز المؤتمرات وحتى منازل المواطنين في مولدوفا.

 

وبحسب الصحيفة، لم تكن أزمة النازحين مفاجأة، إذ قالت وزيرة الداخلية المولدوفية، آنا ريفينكو، في مقابلة عبر الهاتف، إن الحكومة في مولدوفا، خططت لشهور لتدفق مفاجئ للاجئين.

 

وبحلول ليلة الإثنين الماضي، دخل 70 ألف شخص؛ أكثر من ضعف توقعات الحكومة، إلى مولدوفا، وهي دولة لا يتجاوز عدد سكانها 2.6 مليون نسمة وواحدة من أفقر دول أوروبا، وفق ريفينكو.

 

ولم يغادر أوكرانيا أي رجال تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا، فقد منعتهم حكومة كييف من المغادرة ما لم يكن لديهم عذر طبي من شأنه أن يحد من قدرتهم على القتال.

 

وقبيل بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير/شباط الماضي، دائما ما أعلنت موسكو حقها في الدفاع عن أمنها وإزاحة ما أسمتهم "النازيين"، وذلك في ظل إصرار كييف وحلفائها في الغرب بضمها إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الذي يرغب في التوسع شرقا، ما يعني إقامة قواعد عسكرية قرب حدودها.

 

كما قالت روسيا إن عمليتها العسكرية جاءت للدفاع عن جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك شرق أوكرانيا من "الإبادة الجماعية" التي تقوم بها كييف ضد المنطقتين اللتين أعلنتا استقلالهما عن كييف واعترفت موسكو بهما مؤخرا. 

 

وأعلن بوتين في خطابه الذي دشن فيه العملية العسكرية أن بلاده لن تسمح لأوكرانيا بامتلاك أسلحة نووية، ولا تخطط لاحتلالها، ولكن "من المهم أن تتمتع جميع شعوب أوكرانيا بحق تقرير المصير"، مشددا على أن "تحركات روسيا مرتبطة ليس بالتعدي على مصالح أوكرانيا إنما بحماية نفسها من أولئك الذين احتجزوا أوكرانيا رهينة".