ارتفاع سعر الغاز إلى مستوى قياسي جراء الغزو الروسي لأوكرانيا

ارتفع السعر المرجعي الأوروبي للغاز الطبيعي الهولندي ”تي تي إف“، اليوم الأربعاء، إلى 194,715 يورو للميغاوات ساعي، وهو مستوى قياسي مدفوع بالحرب في أوكرانيا، إذ تعتبر روسيا منتجا ومصدرا رئيسا للغاز.

ووصل سعر الغاز البريطاني تسليم الشهر المقبل إلى 463,83 بنس لكل وحدة حرارية، وهو مستوى قريب جدا من أعلى مستوياته على الإطلاق التي سجّلها في كانون الأول/ديسمبر الماضي عند 470,83 بنس.

وكان وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، قد صرح في وقت سابق اليوم الأربعاء، أن‭‭ ‬‬ألمانيا أكبر اقتصاد في أوروبا، مستعدة للتعامل مع أي توقف لصادرات الغاز من روسيا.

وردا على سؤال من إذاعة دويتشلاندفونك عما ستفعله الحكومة إذا أوقفت روسيا تصدير الغاز، قال هابيك: ”نحن مستعدون لذلك. أستطيع أن‭‭ ‬‬أؤكد أن لدينا ما يكفي تماما بالنسبة للشتاء الحالي والصيف“.

وأضاف ”فيما يتعلق بالشتاء المقبل فسوف نتخذ المزيد من الإجراءات“، مشيرا إلى تشريع جديد مزمع بخصوص تخزين الغاز بكامل السعة المتاحة من أجل فصل الشتاء.

وقال: ”سنتخذ أيضا الاحتياطات لأسوأ وضع ممكن، وهو ما لم يحدث بعد، لأن الروس لم يتوقفوا (عن إمدادنا بالغاز)“.

وأضاف أنه في حالة حدوث الأسوأ، فإنه يمكن لبرلين الإبقاء على ”محطات الطاقة التي تعمل بالفحم على نحو احتياطي وربما حتى الاستمرار في تشغيلها“، لكنها ملتزمة بالانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة في الأجل المتوسط.

ووفقا لمعطيات رسمية، فقد ارتفعت كميات الغاز الموردة من روسيا إلى ألمانيا، فمنذ العام 2012 صعدت حصة إمدادات الغاز الطبيعي الروسي من 40 إلى 55%، كما ارتفعت واردات النفط إلى 48% مقابل 38% عن الفترة نفسها.

وقال المستشار الألماني، أولاف شولتس، في كلمة أمام البرلمان الألماني (بوندستاغ)، الأحد الماضي، إن ”إعادة تنظيم سياسة الغاز للبلاد ليس الهدف منها توفير الغاز فقط، ولكن هذا بات أمرًا حتميًا لتعزيز الأمن الألماني“.

وكانت شركة الطاقة الروسية ”غازبروم“ قد أعلنت يوم الجمعة الماضي، أنها تمد عملاءها الأوروبيين بالغاز عبر أوكرانيا وفقًا للطلب.

وأضافت الشركة أن الطلب من العملاء في أوروبا بلغ 103.8 مليون متر مكعب يوم الجمعة.

وكانت الولايات المتحدة ودول أوروبية، فرضت يوم الخميس الماضي، عقوبات مالية شديدة على موسكو بعد غزوها أوكرانيا، لكنها لم تشمل الغاز.