اوكرانيا.... الروليت الروسي

اليمن العربي

تاريخ الدول العظمى في الحروب مع البلدان الصغيرة غير سعيد بالمرة فمن فرنسا و أمريكا في فيتنام الى الاتحاد السوفياتي وامريكا في افغانستان و ايضا الاتحاد السوفياتي مرة أخرى مع فنلندا ،وايطاليا و اثيوبيا وحتى الإمبراطورية النمساوية المجرية تعرضت لهزيمة مذلة في صربيا ، جميعها حروب انتهت بشكل مهين لهذه القوى العظمى بالرغم ان هذه الدول ذات التفوق العسكري دخلت هذه الحروب بحساب نصر حاسم و مؤكد .

 

على سبيل المثال حرب الاتحاد السوفيتي مع فنلندا أو ما يسمى بحرب الشتاء أعد ستالين اربعة جيوش ،اثنين وعشرين فرقة 450 الف جندي 3800 طائرة كانت الحسابات على الورق كلها تقول ان الحرب ستكون لصالح الإتحاد السوفيتي لدرجة ان القادة السوفيت حذروا جنودهم بعدم الدخول الى اراضي السويد المجاورة وكان الجيش الأحمر يحاول أن ينتهج إستراتيجية"بيلتزكريغ" أو (حرب البرق ) لكن كل هذا ذهب ادراج الرياح عندما صمد الفنلندين و تكبد السوفيت خسائر فادحة بالرغم الفرق الكبير في العدة والعتاد الى أن تنازل الاتحاد السوفيتي عن طموحاته و وقع اتفاقية السلام بعد اكثر من ثلاثة اشهر منذ بداية الحرب .

 

اليوم و مع الغزو الروسي لأوكرانيا بحسابات الورقة والقلم نستطيع ان نقول انها محسومة مقدمًا لصالح روسيا لكن هذا الأمر لا يمكن التنبؤ به خصوصًا اذا ما علمنا أن الجيش الروسي و بالرغم من الفارق في العدة والعتاد الا إنه لم يدخل حرب حقيقية منذ إنهيار الاتحاد السوفيتي لذلك هذه الحرب ستكون اختبار حقيقي لروسيا وهي سيف ذو حدين اما ان تستعيد روسيا مكانتها أو هي بداية الانحدار . روسيا أعدت لهذه الحرب جيدا ولم يكن التوقيت عبثياً فقد تم اتخاذ قرار الحرب قبل ذوبان الثلوج في أواخر مارس وبالتالي عندها ستكون حركة العربات صعبة حسب تحليلات الخبراء وهذا يعني ان روسيا حددت جدول زمني لحسم الحرب خلال ايام وربما اسابيع على اقصى تقدير لكن هل هذا ممكن ؟!!! دائما عندما تكون هناك حرب بين قوات غير متكافئة في العدة العتاد تحاول الدولة الاقوى حسم المعركة في اسرع وقت ممكن لأن إطالة أمد الحرب ليس في صالحها لما تقتضيه الأمور من ميزانية تشغيلية و دعم لوجستي عالي لتلك القوات بينما القوات المقاومة يكون الوقت غالبا في صالحها حيث تحاول تلك القوات الصمود وإلحاق اكبر خسارة ممكنة بالخصم وتعطيل حركته ومع مرور الوقت تزداد خبرة القوات المقاومة وثقتها في نفسها في مقابل هبوط معنويات الخصوم ،في الحالة الاوكرانية اليوم المساحة الكبيرة للبلاد والدعم الغربي والسلاح النوعي الذي من الممكن ان يزود به الجيش الاوكراني من قبل الغرب سيكون في صالح اصحاب الارض . خلال الايام المقبلة سيتحدد مستقبل هذه الحرب واذا لم تحسم روسيا الامور خلال الاسابيع القريبة ستكون قد دخلت روسيا المستنقع الاوكراني .

 

روسيا لعبت لعبة الروليت الروسي مدفوعة باحلام قومية فيا ترى في راس من ستكون هذه الرصاصة ؟!!. حسين باراس