رئيس الوزراء البريطاني ينفي تهوّر حكومته في رفع القيود المفروضة لاحتواء الجائحة

عرب وعالم

اليمن العربي

نفى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وجود أي تهوّر في نهج حكومته التي تتهيّأ لرفع القيود القانونية المفروضة لاحتواء الجائحة في إنجلترا على الرغم من انتقادات سياسية وعلمية توجّه لهذه الخطوة.

 

ويهدد تحقيق تجريه شرطة لندن في سلسلة حفلات اقيمت في مقر رئاسة الحكومة إبان إغلاق صارم كان مفروضا لاحتواء الجائحة، مصير جونسون الذي تتّهمه المعارضة بالسعي لصرف اهتمام الرأي العام بخطته الجديدة على صعيد احتواء الوباء.

 

لكن جونسون قال الأحد في تصريح لشبكة "بي.بي.سي" إن الحصيلة اليومية للإصابات وللحالات التي تتطلب دخول المستشفى من جراء موجة المتحوّرة أوميكرون أصبحت على ما يبدو تحت السيطرة وإن الوقت قد حان للركون إلى "المسؤولية الشخصية" بدلا من النصوص القانونية.

 

وقال جونسون "لست أقول إنه يجب التخلي عن الحذر. لكن الوقت حان لكي يستعيد الجميع ثقتهم بأنفسهم" بعدما قرر تقريب موعد انقضاء مفاعيل القانون المطبّق حاليا لاحتواء الجائحة والذي كان من المفترض أن يبقى ساريا حتى نهاية مارس، إلى نهاية فبراير.

 

لكن رئيس الوزراء تدارك "أعتقد أن من المهم جدا أن نبقى حذرين. كوفيد لا يزال خطيرا، خصوصا إن كنتم غير ملقّحين".

 

وبموجب خطة "التعايش مع كوفيد" تسعى الحكومة الأسبوع المقبل إلى وضع حد لمفاعيل قانونية تفرض على المصابين بكوفيد-19 حجر أنفسهم. ويمكن أن يلقي جونسون كلمة امام البرلمان بهذا الصدد اعتبارا من الإثنين.

 

وبحسب الحكومة سيطلب من السلطات المحلية التعامل مع أي تفش جديد بموجب الصلاحيات القانونية الممنوحة لها، ومن المتوقع أن تضع حدا لحملة الفحوص المجانية بعدما ألغت إلزامية وضع الكمامة في الأماكن العامة.

 

وقال اتّحاد يمثّل مدراء هيئات الصحة العامة التابعة للحكومة إن استطلاعاته الداخلية تشير إلى أن غالبية كبيرة من أفراد طواقم الرعاية الصحية يعارضون إلغاء مفاعيل الحجر الذاتي ووضع حد لحملة الفحوص المجانية.

 

وأقر المدير التنفيذي للاتحاد ماثيو تايلور بأن برنامج حملة التلقيح التي تديرها الحكومة وظهور علاجات جديدة لكوفيد يشكلان "بارقة أمل حقيقية".

 

وتابع "لكن الحكومة ليس لديها عصا سحرية لتلوح وبها وتدعي أن الخطر قد اختفى كليا".

 

قرار غير حكيم

قال المبعوث الخاص لمنظمة الصحة العالمية المكلف ملف كوفيد ديفيد نابارو إن إلغاء قانون الحجر الذاتي قرار "غير حكيم".

 

وتسجّل المملكة المتحدة واحدا من أعلى معدلات الوفيات نسبة لعدد السكان من جراء كوفيد-19، لكنّها تبقى بحسب ما صرّح به المسؤول البريطاني لشبكة "بي.بي.سي" بلدا "يحسد على خبرته في مجال الصحة العامة".

 

وقال نابارو "أنا فعلا قلق إزاء اتّخاذ بريطانيا قرارا يتعارض مع ما تتوافق عليه هيئات الصحة العامة"، متخوّفا من أن تحذو دول أخرى وقادة آخرون حذو بريطانيا، ما من شأنه أن يكر السبحة في العالم.

 

وبحسب النظام المعتمد في المملكة المتحدة، تضع اسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية سياساتها الصحية الخاصة، وهي أكثر حذرا في ذلك من إنجلترا.

 

واعتبر حزب العمال المعارض أن وضع حد للفحوص المجانية أشبه باستبدال "أفضل مدافع لديك " قبل عشر دقائق من انتهاء مباراة بكرة القدم.

 

وقال المتحدث باسم الحزب للشؤون الصحية ويس ستريتنغ إن "بوريس جونسون يعلن النصر قبل انتهاء الحرب في محاولة لصرف الأنظار" عن تحقيق الشرطة الذي يطاله.

 

والجمعة أكدت رئاسة الحكومة أن جونسون أجاب على استمارة أرسلتها له شرطة لندن في إطار تحقيقها في فضيحة تجمعات حصلت في داونينغ ستريت خلال فترة الإغلاق المتعلقة بكوفيد.

 

وفي المقابلة مع "بي.بي.سي" رفض التطرّق إلى قضية "فضيحة الحفلات" كما رفض أن يكشف ما إذا سيستقيل في حال خلص تحقيق الشرطة إلى تحميله أي مسؤولية.

 

لكن رئيس الوزراء أصر على أن السكان سيواصلون اتّباع توجيهات الحجر الذاتي حتى ولو ألغيت النصوص القانونية التي تفرض ذلك.

 

وقال "انظروا إلى الأدلة انظروا إلى ما فعله البريطانيون"، في إشارة إلى التقيّد بالقواعد المفروضة منذ بدء الجائحة مطلع العام 2020.