لأول مرة منذ 1991.. روسيا الغائب "الحاضر" في مؤتمر ميونخ

عرب وعالم

اليمن العربي

وسط الترجيح الأمريكي بغزو روسي وشيك لأوكرانيا ونفي روسي متكرر، انطلقت أعمال الدورة الـ 58 لمؤتمر ميونخ للأمن.

 

وبحضور دولي كبير فى فندق "بايريشرهوف" بمدينة ميونخ جنوبي ألمانيا، بدأت وقائع الجلسة الأولى واليوم الأول بعد دورة استثنائية جرت عبر الإنترنت العام الماضى بسبب جائحة كورونا.

 

وتجرى وقائع المؤتمر فى الفترة بين 18 و20 فبراير/شباط الجاري وسط إجراءات أمنية واحترازية مشددة، فيما كسرت حرارة الملفات المطروحة على جدول أعمال المؤتمر حاجز الصقيع في أوروبا وخصوصا ألمانيا.

 

وافتتح المؤتمر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ورئيس مؤتمر ميونخ، فولفجانج إيشينجر، فيما يشارك فى المؤتمر أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة، بالإضافة إلى 100 وزير وممثل لقطاع الأعمال والجمعيات والمنظمات الدولية.

 

وحتى هذه اللحظة كل الترتيبات طبيعية كغيرها كل عام، إلا أن الغياب الروسي هو الأمر غير الطبيعي في مثل هذه المؤتمرات الدولية وسخونة الملفات الدولية.

 

غياب روسيا

 

الأمر الملاحظ داخل قاعات الاجتماعات هو غياب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، عن المقعد الروسي والذي يغيب عن مؤتمر ميونخ، لأول مرة منذ 1991.

 

فمن المعتاد أن يمثل لافروف بلاده في هذا المؤتمر، فيما قال رئيس المؤتمر إن غياب مسؤولين من الحكومة الروسية عن المؤتمر "خطأ"، وإن المئات من صناع القرار المشاركين في المؤتمر "يأسفون بشدة لأن روسيا لم تمثل نفسها فيه".

 

وكان الكرملين قال الأسبوع الماضي إن غياب روسيا رسميا عن مؤتمر ميونخ يعكس "المستوى الذي وصل إليه تدهور العلاقات بين الشرق والغرب".

 

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن المؤتمر أصبح "متحيزا للغرب وفقد طابع الشمولية والموضوعية".

 

وفي ظل التصريحات من واشنطن وموسكو وعواصم العالم الأوروبي، كانت روسيا الغائب الحاضر مع بداية الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، حيث قال الأمين العام للأمم المتحدة، في كلمته ،إن حشد القوات الروسية حول أوكرانيا يزيد التوتر وإمكانية نشوب صراع في أوروبا.

 

التعليق على الغياب

 

وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، قالت في كلمتها أمام المؤتمر، إن روسيا تهدد أوكرانيا وهيكل الأمن في أوروبا وهو "أمر غير مقبول".

 

وأضافت وزيرة الخارجية الألمانية: "لا نريد أن نخوض حربا مع روسيا، ولكن نسعى لحوار جدي عن السلام والأمن للحد من التصعيد".

 

ومضت قائلة: "نحن نعيش واحدا من أخطر الأوقات، وسنسعى بكل جهودنا للتوصل إلى حل دبلوماسي وسنقاتل من أجل السلام".

 

وتابعت: "نرغب في أدلة تثبت انسحاب قوات روسية من حدود أوكرانيا".

 

وأشارت إلى أن "كل الخيارات على الطاولة فيما يخص الأزمة في شرق أوروبا بما فيها خط "نورد ستريم 2".

 

وتجري وقائع المؤتمر في الفترة بين 18 و20 فبراير/شباط 2022، في مكانه التقليدي، فندق "بايريشرهوف" في ميونيخ، وسط إجراءات أمنية واحترازية مشددة.

 

وفي ضوء ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في ألمانيا، يجري المؤتمر بعدد أقل من الضيوف وممثلي وسائل الإعلام كما كان معتادا، بالإضافة إلى وفود رسمية صغيرة.

 

ويحضر المؤتمر المستشار الألماني أولاف شولتز، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين، ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

 

ويناقش المؤتمر في عدد من الجلسات وورش العمل على مدار 3 أيام، التحديات العالمية مثل تغير المناخ و جائحة كورونا والأمن السيبراني والإرهاب، وكذلك عدد من الملفات الساخنة مثل الأزمة الأوكرانية، والتطورات في أفغانستان، وقضايا الشرق الأوسط.