ميناء المخا يصدر أول شحنة منذ 7 أعوام.. عودة أهم شريان اقتصادي

أخبار محلية

اليمن العربي

عاد ميناء المخا القريب من مضيق باب المندب الدولي إلى دورة الحياة الاقتصادية في البلاد بعد تصدير أول شحنة منذ 7 أعوم مضت.

 

ويعد مينا المخا من أهم الموانئ اليمنية على البحر الأحمر الخاضع للحكومة المعترف بها دوليا، ويعتبر الأقدم في شبه الجزيرة العربية، وكان المرفأ الوحيد لتصدير شحنات البن "موكا" إلى العالم بين القرنين الـ15 والـ17.

 

وقال مصدر يمني مسؤول، إن ميناء المخا التاريخي صدر، الأربعاء، أول شحنة من المنتجات الزراعية، حيث أبحرت سفينة تجارية تقل نحو 500 طن من البصل في دفعة أولى نحو ميناء بربرة الصومالي.

 

وأشار إلى أن الشحنة تعد مفتتح لنشاط التصدير الذي أوقفته مليشيات الحوثي قبل 7 أعوام، حيث سيتبع ذلك عديد الشحنات خصوصا المنتجات الزراعية التي تتميز بها بلدات الساحل الغربي لليمن.

 

ويقع ميناء المخا على بعد 72 كيلومترا عن الممر الدولي "باب المندب"، الذي يعد أحد أهم المسارات التجارية لناقلات النفط المتجهة من الشرق الأوسط إلى أوروبا، ويملك رصيفين بطول 430 مترا وعرض 35 مترا.

 

كما يملك منصة لاستقبال السفن النفطية، فضلا عن 3 خزانات معدنية عملاقة لتخزينها، و4 مستودعات لتخزين البضائع وقد جرى مؤخرا تأهيله بشراكة من المقاومة الوطنية اليمنية والهلال الأحمر الإماراتي.

 

شريان تعز على البحر الأحمر

 

أعيد تأهيل ميناء المخا، المنفذ البحري الوحيد لمحافظة تعز ويبعد عن عاصمة المحافظة بنحو 100 كيلو متر الى الغرب، بداية سبعينات القرن الماضي عبر شركة هولندية ليكون بمثابة الرئة الاقتصادية اليمنية الأهم على البحر الأحمر.

 

ومنذ ذلك اليوم ظل ميناء المخا شريان حياة يستقبل السفن التجارية المحملة بمعظم الواردات، ويصدر عديد المنتجات الزراعية خصوصا للقرن الإفريقي، الذي تعد دوله من أهم مناطق التبادل التجاري مع اليمن.

 

وتشير تقديرات حكومية إلى أن الإيرادات السنوية للميناء بلغت نحو 3 مليار ونصف قبل 2014، لكن عقب انقلاب مليشيات الحوثي خرج الميناء عن مهمته الإنسانية وحوله المتمردون إلى وكر لتهريب السلاح من إيران.

 

وفي فبراير/شباط 2017، قاد التحالف العربي بقيادة السعودية عملية بحرية وبرية مدروسة نجحت في تحرير ميناء ومدينة المخا من قبضة مليشيات الحوثي والتي لجأت لنهب كافة معداته لا سيما الثقيلة منها، ونقلها إلى ميناء الحديدة الذي يشكل اليوم مصدر تهديد للملاحة.

 

كما فخخت مليشيات الحوثي رصيفي الميناء في محاولة لنسفهما، فضلا عن إلقاء هياكل سيارات بالية بالقناة المائية، حتى لا يتم الاستفادة منه لاحقا قبل أن تتدخل فرق هندسية خاصة في تطهيره بدعم التحالف.

 

العودة للحياة مجددا

 

في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، أعادت الحكومة اليمنية افتتاح ميناء المخا من جديد أمام الحركة الملاحية وبحضور وفد أممي عقب 7 أعوام من الإغلاق الناجم عن حرب مليشيات الحوثي.

 

في اليوم التالي للافتتاح تعرض ميناء المخا لهجوم واسع ومزدوج من قبل مليشيات الحوثي، حيث أطلقت 3 صواريخ باليستية و6 طائرات مسيرة في رسالة استهدفت تعطيل أي شريان اقتصادي للبلاد لا يخضع لسيطرتها.

 

وتزامن الهجوم مع عودة النشاط التجاري للميناء ما أدى إلى احتراق مخازن مساعدات غذائية واعاق تحويل الميناء إلى قناة رئيسية لاستقبال المساعدات الإغاثية للمنظمات الإنسانية.

 

ووصف مدير ميناء المخا عبدالملك الشرعبي، في تصريحات صحفية، تصدير أول شحنة من البصل عبر الميناء ببارقة أمل نحو "عودة شريان الحياة"، معربا عن أمله أن تقوم عديد الدول العربية بفتح خطوط ملاحية لاستقبال المنتجات الزراعية اليمنية.

 

وأشار المسؤول اليمني إلى أن الدول المتشاطئة مع اليمن، أحق باستقبال المنتجات الزراعية اليمنية بجانب الأسواق الإفريقية القريبة من اليمن التي صد إليها ميناء المخا أول شحنة زراعية.

 

وأضاف أن المنتجات الزراعية اليمنية ذات مواصفات منافسة على مستوى الوطن العربي وأن المزارعين عادوا إلى ممارسة مهنتهم، بعد تحرير عديد المناطق من الحوثيين، فضلا عن تطهيرها من الألغام الأرضية.

 

وأشار إلى أن تصدير المنتجات عبر ميناء المخا التاريخي، سوف يعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني، من خلال توفير العملات الصعبة وباعتباره من شرايين الإمدادات الحيوية.

 

وتعتزم الحكومة اليمنية إجراء مزيد التعميق لميناء المخا بما فيه حوض الاستدارة، عبر شركة متخصصة، بما يتيح له استقبال السفن المتوسطة والكبيرة ويساهم كشريان رئيسي للإمدادات الإنسانية والتجارية.

 

ووفقا للمسؤول اليمني فإن ميناء المخا حاليا يستقبل سفن محدودة، كونه لا يزال بحاجة إلى عمليات تعميق، مؤكدا أن اعتماد "خارطة التطوير الجديدة ستتيح لنا منافسة الموانئ الأخرى".

 

 ويرتبط ميناء المخا حاليا مع 14 منطقة تجارية، وهي مناطق منافسة لموانئ العالم، طبقا للمسؤول اليمني.

 

وينظر لعودة ميناء المخا خصوصا إذا تم تعميقه كمنفذ حيوي آخر من شأنه أن يتحول إلى قناة إمداد رئيسية للمدن اليمنية شمالا باعتباره البديل الأقرب والأنسب لميناء الحديدة الذي تحول وكرا لتهريب السلاح من إيران ونقطة نشطة للهجمات الحوثية ضد الملاحة البحرية.

 

ويقول تجار يمنيون إن عودة ميناء المخا تمنح البلاد قناة بحرية مهمة سيما شمال اليمن لاستقبال الواردات السلعية ولتصدير المنتجات الزراعية والسمكية من البلاد ولدفع عجلة التنمية المتعثرة إثر حرب الحوثيين.