الرئيس التركي يصل أبوظبي في مستهل زيارة رسمية تستمر يومين لدولة الإمارات

عرب وعالم

اليمن العربي

وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الإثنين، إلى أبوظبي في مستهل زيارة رسمية تستغرق يومين يجري خلالها محادثات مع القيادة في دولة الإمارات بشأن تعزيز العلاقات الثنائية وتطورات المنطقة وتشهد أيضا توقيع عدة اتفاقيات اقتصادية.

 

وقبيل مغادرته تركيا، قال أردوغان في مؤتمر صحفي، اليوم الإثنين إنّ "الحوار والتعاون بين تركيا والإمارات مهمان لسلام واستقرار المنطقة بأسرها".

 

وأضاف: "سنناقش التطورات الإقليمية والدولية بالتفصيل خلال محادثاتنا اليوم وغدا (الثلاثاء)" ، مشيرا إلى أنه "ستّتم مناقشة الوضع بين أوكرانيا وروسيا الذي عرضت أنقرة التوسط فيه".

 

وفي مقال نشرته صحيفة "خليج تايمز" قبيل زيارته، كتب الرئيس التركي قائلا إن "تركيا والإمارات يمكن أن يسهما معًا في السلام والاستقرار والازدهار الإقليمي".

 

وتابع: "سيكون لهذا التعاون انعكاسات إيجابية ليس فقط في العلاقات الثنائية ولكن أيضًا على المستوى الإقليمي".

 

وأضاف أردوغان "نحن لا نفصل بين أمن واستقرار دولة الإمارات وإخواننا الآخرين في منطقة الخليج، وأمن واستقرار بلدنا، نحن نؤمن بشدة بأهمية تعميق تعاوننا في هذا السياق في المستقبل".

 

 

واستبقت دولة الإمارات زيارة أردوغان بعرض مرئي على واجهة برج خليفة، أطول مباني العالم، وإضاءة أهم المعالم والمؤسسات والمباني الإماراتية بألوان العلمين الإماراتي والتركي وكتابة عبارات تعكس العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.

 

وتعد زيارة أردوغان هي الأولى له بعد تعافيه من أعراض فيروس كورونا، وتأتي بعد 3 أشهر من الزيارة التاريخية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية لتركيا، في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

 

وخلال تلك الزيارة تم وضع الأسس والقواعد لبدء مرحلة جديدة من الشراكة والعلاقات الواعدة بين البلدين، بما يصب في صالح دعم أمن واستقرار المنطقة وتحقيق ازدهار وتنمية البلدين.

 

كما مثلت زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لأنقرة نقلة مهمة في مسار العلاقات بين البلدين، وجسدت دبلوماسية بناء الجسور الإماراتية الساعية لتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة، عبر مد جسور الصداقة والتعاون والتسامح بين الشعوب وبناء علاقات متوازنة مع الدول الشقيقة والصديقة كافة.

 

وحملت الزيارة رسائل متبادلة تعكس بشكل واضح رغبة البلدين في تسريع خطى التعاون بينهما على مختلف الأصعدة، والانطلاق نحو مرحلة جديدة من الشراكة والعلاقات الواعدة بين البلدين.

 

ومنذ تلك الزيارة تكررت إشادات أردوغان بتطور العلاقات مع دولة الإمارات التي اعتبرها "خطوة تاريخية"، معربا في أكثر من مناسبة عن أمله في تطوير العلاقات الثنائية وتعزيزها في مختلف المجالات.

 

وتعد زيارة الرئيس التركي لدولة لإمارات إحدى ثمار تلك الزيارة الناجحة، كما تعد القمة المرتقبة بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وأردوغان خلال الزيارة هي الثانية خلال 3 شهور، فيما تعتبر المباحثات التي ستجري خلالها هي الرابعة خلال نفس الفترة، بعد إجرائهما مباحثات هاتفية مطلع ديسمبر/كانون الثاني الماضي، و8 فبراير/شباط الجاري.

 

كما تخلل الفترة نفسها زيارات متبادلة بين مسؤولي البلدين بما يعكس الرغبة المتبادلة لتعميق وترسيخ علاقات التعاون والشراكة.

 

من جانبه، قال المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات الدكتور أنور قرقاش في تغريدة عبر حسابه الرسمي على تويتر عشية وصول أردوغان إن الزيارة "تفتح صفحة إيجابية جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين".

 

ومتحدثا عن الزيارة المرتقبة قال إنها "تنسجم مع توجه الإمارات نحو تعزيز جسور التواصل والتعاون الهادفة إلى الاستقرار والازدهار في المنطقة".

 

 

وأكد قرقاش على أن "الإمارات مستمرة في تعزيز قنوات التواصل مع مختلف الدول حرصاً منها على دعم استقرار وازدهار المنطقة ورفاه شعوبها".

 

وأشار إلى أن "سياسة الإمارات إيجابية وعقلانية وتصب في صالح الأمن والسلم والتنمية الاقليمية، وزيارة الرئيس أردوغان إلى أبوظبي تأتي في هذا الإطار الذي نراهن عليه لضمان مستقبل مزهر".

 

ومن المتوقع أن تشهد الزيارة توقيع دولة الإمارات وتركيا 12 اتفاقية للتعاون بين البلدين تتضمن الاستثمار والتجارة والدفاع والنقل والزراعة والصحة، بحسب وسائل إعلام تركية رسمية.

 

ومن بين الاتفاقيات التي تدخل في هذا النطاق مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال الاستثمار وبروتوكول تعاون في مجالات الإعلام والاتصالات، وخطاب نوايا متعلق ببدء اجتماعات التعاون في مجال الصناعات الدفاعية.

 

كما تتضمن مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجالات النقل البري والبحري، بالإضافة إلى بيان مشترك حول بدء المفاوضات حول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة.

 

هذا إلى جانب مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال التعاون الزراعي ، والتعاون في مجال الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الصحة ، ومذكرات مماثلة بشأن التعاون في المجال الثقافي، والتعاون في مجال الشباب، والتعاون في مجال إدارة الكوارث والطوارئ.

 

ومن المقرر أيضًا توقيع مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال الأرصاد الجوية.

 

وتتطلع الأوساط الاقتصادية إلى زيارة أردوغان المرتقبة إلى دولة الإمارات، وانعكاساتها على صعيد زيادة حجم التجارة الثنائية وفرص استثمارية واعدة.