اللواء صالح يسلم بن سميدع كما عرفته

اليمن العربي

"صالح بن يسلم باعلي بن سميدع " رحمه الله رحمة الابرار واسكنه فسيح جناته تجري من تحتها الانهار كما عرفته, ذلك الرجل الكريم الشجاع الشهم الذكي الفطن المتواضع , ومع الكبار كبير ومع الصغار صغير يمازح الكهول , والاطفال لتطيب خواطرهم .

تربطه بوالدي صلت الفه وموده فايقة فيقول الوالد رحمة الله عندما احضر الى المكلا وانزل ضيفا عنده اصبح انا صاحب الدار واهل الدار كلهم رجال ونساء واطفال تحت امري , وعندما ياتى القائد فى زيارة رسمية الى "رخية " وينزل فى الدار عندنا تتحول الدار الى دارا للقيادة .

جاءنا القائد المرحوم فى زيارة الى السودان فى عام 1957 وزار قبر والدة المتوفي والمدفون فى مدينة سواكن شرق السودان , وحضر لمدينة طوكر الزراعية التى يوجد بها جالية حضرمية كبيرة ,يعملون بالزراعة والتجارة وكان والدنا حينها موجود بطوكر , واقيمت له ولمية كبيرة ضمت جميع ابناء الجالية الحضرمية وعدد كبير من المسؤوليين والاعيان بالمدينة , وكان السودان حينها حديث الاستقلال من الاستعمار البريطاني .

 

 

فقام عدد من الشباب المتحمسين للاستقلال من ابناء الجالية , وقدموا سؤال للقائد لماذا لاتخرجوا الانجليز وتعلنوا استقلال حضرموت , فرد عليهم اننا الان فقط تحت الحماية البريطانية ولسنا مستعمريين , حكومتنا داخليا مستقله تماما ولها كامل التصرف فى شئونها ماليا واداريا , والانجليز يحموننا من الطامعين فى ارضنا الغنية بالبترول والمعادن والمياة والتربة الزراعية والسواحل الاستراتيجية .

وعندما يكون لدينا جيش يستطيع حماية حدودنا , سنطلب من الانجليز رفع الحماية والان جيش الدولة القعيطية لايتعدي اربعمائة جندي , والواحدي 90 جندي والكثيري اقل منه والمهري لاجيش له , , فاذا تركنا الحماية البريطانية ربما ياتى الامام من الشمال ويحتلنا , وهنا تمكن اللواء من اقناع الحاضرين بالمنطق ونال اعجابهم بشخصيته الفذه فهو موسوعة من العلوم .

وعندما استلمت الجبهة زمام الحكم فى البلاد كان اكبر هم له امن العباد والبلاد , وعينوه رئيس لجنة الامن ثم انقلبوا عليه .

وفى اوائل السبعينات زارنا فى السودان السيد على ناصر محمد على راس وفد حكومة جمهورية اليمن الشعبية المشارك فى احد اعياد السودان القومية , وقابلناه كوفد من الجالية بمقر نزله بالخرطوم منهم صاحب المقال والشيخ خميس مبارك باقفة والشيخ عبيد يوسف باناجه , وكان القائد بن سميدع وقتها ممنوع من السفر للخارج .

 

 

وطلبنا من السيد على ناصر والذى كان وزير الحكومة المحلية حينها السماح للقائد بن سميدع بالسفر والاقامة بالسودان ونحن مطمئنين على نزاهته ونقدم لكم كل الضمانات عنه , فرد علينا المذكور انه فعلا سمع عنه واثناء عليه وقال الان البلاد فعلا محتاجة الى مثل ولائك الرجال وخبرتهم وعليه ان يتقدم لنا لعدن , وانشاء الله يكون خير .

واخبرنا القائد بذلك ورد علينا انه اصبح كبيرا فى السن وقد ادي دورة كاملا ولا يرغب فى اي وظيفة جديدة ولا حتى في الهجرة الي الخارج وانه يفضل العيش فى بيته بين اولاده واحفاده واستلام المعاش فقط .

وفى زيارتي للمكلا فى عام 1971 مع والدي حللت ضيفا عليه بداره العامرة بالشرج وحضر السمر لفيف من ابناء المكلا الدارسين بالسودان وعلى راسهم المرحوم سالم عمر بكير واثنوا عليه كونه لم يهرب من البلاد مثل غيره .

وبعد ذلك تم اعادته الى السجن واستغربنا ذلك , وقد سمعت باذني من راديو عدن ان عائلة بن سميدع قد قابلوا الرئيس سالمين واعطاهم خطاب للمكلا باطلاق سراحه , ثم سمعنا باعدامه (انا لله وانا اليه راجعون ) وعند ذلك الخبر حزن عليه والدنا حزن شديد وقال لقد قلت له (وكان المزاح بينهم مباح ) يا ( اغبر الكبه انته شالها كلها على قرنك انها مشكلة بين قبايل حطيت مثناتهم تصلح بينهم , وان منطقة احتاجة الى اغاثة اول من تقدم لهم انت , وان منكوبين عادو من الهند انت اول من استقبلهم , وان تعاشوا رجال وحرمته دخلت بينهم تصلح وش لك من كل هذا كله وفى النهاية حصلت جزاك من الشوت )

 

 

ونسال الله كما جمعنا معه فى دار الفرار ان يجمعنا معه فى دار القرار رحمك الله يا باعلي ونسال الله سبحانه وتعالي ان يجمعنا فى جنات تجري من تحتها الانهار امين يا رب العالمين .

حادثة القصر على اثر تعين الشيخ القدال كسكرتير للدوله القعيطية – ما هي الدواعي والاسباب كما وردها شهود العيان , ان مجموعة من المتعنصريين والمتعصبيين بافكارهم العقيمة يرون فى الشيخ القدال انه غير مواطن حضرمي , بينما الشيخ القدال حسب الشرع والقوانيين والاعراف والاخلاق يعتبر مواطن حضرمي صالح من الدرجة الاولي , فقد اتى الى البلاد يحمل مشعل العلم والنور لتبديد الجهل والظلام , وبرز معلما ماهرا واداريا باهرا وتتلمذ على يده الكثير من خيرة ابناء حضرموت . وحب البلاد التى بادلته الحب , فقدومه كان لغرض سامي وليس للارتزاق المادي – شغل منصب اداري كبير فى التعليم , وتفانيه واخلاصة وعلمه اهله لمنصب السكرتير .

ونقول لاولائك المتعنصريين انه فى تلك الايام كانت توجد بالسودان جالية حضرمية كبيره تتمتع بكامل حقوق المواطنه السودانية من توظيف وتجارة وصناعة وزراعه واوضاع اجتماعية ودينية وعلى سبيل المثال الشيخ المرحوم صالح سعيد باضاوي قدم من المكلا الى عاصمة السودان الوطنية أم درمان وبرز فيها كاحد اعيانها وكان يعمل بالتجارة والعقار وصديق شخصي للسيد على الميرغني الزعيم الروحي للطائفة الختمية فى السودان , واصبح من كبار اعيان أم درمان وتزوج من اكبر القبائل السودانية .والسيد على محمد سعيد بازرعه وكيل السيد عبدالرحمن المهدي الزعيم الروحي لحزب الامه السوداني وذلك بمدينة بورتسودان وقد ترشح للبرلمان , والشيخ رشيد باعبود بارشيد شيخ الطريقة القادرية بمدينة طوكر وياتون اليه الاتباع من كل انحاء السودان لأقامة ليالي دينيه بمنزله باعتباره من مشايخ الطرق الصوفية بالسودان .والشيخ عمر باشيح ,شيخا للطريق السمانيه بمدينة بورتسودان والتى يتبعها الكثير من كبار المسؤولين والاعيان , والسيد عبدالرحمن باوراث والسيد عبدالله سعيد باوارث منحوا وسام ابن السودان البار وجوازات سفر دبلوماسية سودانية تقديرا لاعمالهم الجليله .

وبقية ابناء الجالية يمارسون نشاطهم التجاري والصناعي والزراعي كاخوانهم السودانيين تماما والتاريخ يثبت ذلك – فهل بعد ذلك يعتبر الشيخ القدال غير مواطن حضرمي بل يستحق اكبر وسام المواطنه وان يقام له تمثال باكبر ميدان لما قدمه للبلاد والعباد .

 

 

وفى اخر ايام حياته التقيته فى بالسودان وسالته عن انطباعه عن حضرموت واهلها وهو شخصية مطلعه ولصيقه ويحب المزاح بالهجة الحضرمية هو والاستاذ على حامد عند مقابلتهم, فقال لي اهل حضرموت الداخل كلهم طيبين جدا اما اهل المكلا خليط .

ومضي القدال فى حديثه عند تعيني سكرتير جاني يباركون عدد من الاعيان وحسب عادة الحضارمه استقبلهم بالمصافحه واقول - "من معي " , فيقول فلان وارد عليه "ونعم بفلان " مع كلمة لطيفة , ومثلا جاني "الناخبي " , من معي , فقال "الناخبي" فقلت له ونعم بالناخبي نخبة الرجال الاوفياء , من معي , "بارحيم " : ونعم ببارحيم والله يرحمنا جميعا , من معي , "بامطرف" فقلت له ونعم ببامطرف الاديب المخضرم والموسوعه العلمية الراقية , من معي , "باسويد" ونعم بباسويد انت قريب من السودان خليك قريب مني , من معي , باراس فقلت له ونعم بباراس وان شاء الله يكون راسك مليان بالافكار الزينه , من معي , " باصره " , ونعم بباصره وانشاء الله بانصر الامور , من معي , "بوعاران " , ونعم ببوعاران ولكن كفاية عاره واحده وخليك هادي , من معي فقال "باقعر" ونعم بباقعر ولكن كلنها باقعر وحتى الشجر لها قعور وتبادلنا الاحاديث والافكار وقد سمعتهم يقولون يستاهل يقع سكرتير رجال متعلم ومتكلم . ثم جاواء العسكريين يتقدمهم اللواء بن سميدع وعلى وجه علامات الرجولة والفروسية والذكاء .

أما عن احداث القصر فقد قام اولئك المتعنصرين المناهضين للشيخ القدال , و كما روي الشيخ عبدالرحمن بفلح وكان بالمكلا فى طريقه من رخيه الى السعودية , انه كنا جماعة جالسين فى احد المقاهي قبلة مسجد عمر , سمعنا بعض الناس فى الشارع يقولون (بغينا القصر ) ظنينيا بان هناك حفلة فى القصر وفيها غناء فذهبنا معهم وعند وصولنا الى القصر لم نجد اى حفلة وليس هناك اى مغني , وكلما سالنا حد قال مندري , واتضح فيما بعد بان هناك اشخاص غررو بالشارع المسكين وحرضوهم للذهاب معهم الى القصر واستعملوهم كايدي عامله لمقاتلت اخوانهم الجنود وتوارو عن الانظار فهم المجرميين الحقيقين لحادثة القصر.

 

 

وتركوا الناس البسطاء فى هرج ومرج داخل ساحات القصر واروقته مع الجنود , وعندما سمع بن سميدع بذالك وحسب طبعه وشيمته وشكيمته يجب يتصدي لكل كبيرة وصغيره بنفسة شخصيا , فذهب للقصر لحل الاشكال وليس للقتال , ووبوصوله القصر وجد الوضع فى حالة انفلات امني كبير ولم يجد من يتفاوض معه بل وصل المشهد الى تشابك بالايدي مع الجنود لنزع اسلحتهم بالقوة وبالفعل نتفوا من احد الجنود بندقه واشهار الاسلحة البيضاء فى وجوه الجنود فحدث اطلاق النار من الجنود للدفاع عن النفس .

وكان بامكان القائد بن سميدع يترك الوضع للشرطه المسلحة ويجلس فى داره فتقتل من تقتل وتعتقل من تعتقل , فرموه بها الافاكيين الذين اشعلوا نار الفتنه وتواروا خلف الانظار وارح ضحيتها ابريا بسطاء (حسبهم الله انا يوفكون) .

و بالنسبة للمرحوم القائد بن سميدع فكانت مصوبه عليه عيون حاسده كثيره وشديده يستكثرون نجاحاته الباهره وتصدية لكل شي بالاصلاح وامانته ونزاهته., فوجدوا ضالتهم فى حادثة القصر , والحديث الشريف يقول (العين الحاسده تقود الجمل الى القدر وتودي بالرجل الى القبر) وهذا ما حدث فقد قادته العين الى القبر وقادة الشعب للقدر .

 

 

اذ استلم الامور عيال السهاله (وعصدوها بجدر صيق واوصلوها الدك ), ولازال الشعب يلقم من عصيدهم حتى اليوم واضحكوا ابليس وعياله حتى فحموا من الضحك , وما على على علي الناس الا ان يتجهوا الى الله العلي القدير ان يقيض لهم حاكم مثل المغفور له الملك عبدالعزيز بن سعود الذى الذى امن بلاده وعز مواطنيه , والشيخ حكيم العرب زايد الخير الذى حول بلاده من رمال وصحاري جرداء الى جنة خضراء ومواطنيه الى امراء , وكذلك الموهوب الاقتصادي الشيخ راشد الذى حول دبي من سبخه الى قبلة اقتصادية وتجارية عالميه , اما حاكم قطر الشيخ حمد متعه الله بالصحه والعافية والعمر المديد فهو غني عن التعريف , وكذلك لاننسي محضار بن محمد الحضرمي الاصل الماليزي المولد الذى حول ماليزيا من دولة اسيويه فقيره الى دوله اقتصادية مرموقه , والرئيس الالماني ايرهارت الذى استلم المانيا الغربية منهكه ومحطمه من الحرب العالمية وحولها افضل دولة صناعية فى اوربا , او رئيس تايوان الذى جعل من بلاده اعلي مستوي عالمي فى النمو واقل مستوي فى البطاله والديون الخارجية فما على الشعب الا التوجه الى الله ان يرزقهم مثل اولئك الحكام , وان لايولي عليهم حكام يكون همهم الكبير فقط تشغيل شركاتهم التجارية . وتضخيم ارصدتهم البنكيه .

 

 

رحمك الله ياشهيد الحسد والفتنه ورحم اولائك الابرياء البسطاء المغرر بهم , واما من اشعلوا الفتنه فلهم يوما تاتي كل نفس معها سائق وشهيد فيكشف عنهم الغطاء وما ذلك على الله ببعيد , كفانا الله والقراء الكرام شر الحاسدين والافاكين والمنافقين والكائدين والكذابيين والفتانين انه كريم مجيب امين …