نيران ليست صديقة.. أفغانستان تلتهم عرش صادرات السجاد من إيران

اقتصاد

اليمن العربي

تمكنت أفغانستان من إزاحة جارتها الغربية، إيران، من عرش صادرات السجاد للعالم، وفقاً لما ذكره مسؤول إيراني.

 

كانت إيران، حتى قبل عامين، تصدر ما قيمته نحو ملياري دولار من السجاد المصنوع يدوياً إلى الخارج، إلا أنها في العام الماضي صدرت ما قيمته 60 مليون دولار، وفقاً لأرقام رسمية عن اتحاد مصنعي ومصدري السجاد.

 

وقال مرتضى ميري، عضو مجلس إدارة اتحاد مصنعي ومصدري السجاد الإيراني اليدوي، للوكالة الرسمية الإيرانية للأنباء، مساء الثلاثاء، إن أفغانستان تمكنت من التفوق على إيران في صادرات السجاد، وأصبحت إيران تحتل المركز الرابع في صادرات السجاد في الأسواق العالمية.

 

وأوضح ميري إنه بالإضافة إلى تقدم أفغانستان، تقدمت الهند أيضاً على إيران في تصدير السجاد بعدما كانت الأخيرة تحتل المرتبة الأولى لبضع سنوات.

 

وأرجع ناشطون تراجع مكانة إيران وصادراتها من السجاد إلى المشاكل الناجمة عن العقوبات المفروضة عليها من قبل الولايات المتحدة.

 

واعترف عضو مجلس إدارة اتحاد مصنعي ومصدري السجاد الإيراني بهذا التراجع، قائلاً: عندما نواجه العديد من المشاكل في التجارة، ويتعين على رجال الأعمال مواجهة عقبات مختلفة تتعلق بالبنوك والنقل، فإن هذا الأمر سيؤدي إلى خفض الطلب بالتأكيد.

 

وبين ميري أن استعادة إيران لمكانتها السابقة في الأسواق العالمية مشروطة بحل مشكلة العقوبات وإصلاح العلاقات الدولية، وضرورة إدراج برامج دعائية، والأول والثاني يعتمدان على الحكومة، والثالث صعب على القطاع الخاص دون مساعدة الحكومة.

 

كما وجه ميري انتقادات إلى الحكومة الإيرانية السابقة والحالية لعدم اهتمامها بصادرات السجاد، معتبراً أن هذه سلعة استراتيجية تؤمن اقتصاد 10% على الأقل من المجتمع الإيراني.

 

ولفت ميري إلى أن العاملين في قطاع صناعة السجاد اليدوي يعيش جزء كبير منهم في القرى، وإذا واجهت هذه الصناعة مشكلة، فسنراهم يهاجرون إلى المدن وليس لديهم أي تخصص آخر، وبالتالي يضيفون إلى المناطق الحضرية سكان مستهلكون، ويمكن أن يسببوا العديد من المشاكل الأمنية والاجتماعية.

 

ومؤخراً، كشف أحمد كريمي أصفهاني، رئيس اتحاد مصنعي ومصدري السجاد الإيراني، هجرة المصممين والنساجين الإيرانيين إلى تركيا للعمل هناك.

 

بدوره، قال رضي حاجي أغا ميري، الرئيس السابق لاتحاد الصادرات، إن صناعة السجاد الإيرانية تحتضر وراكدة.

 

وقبل ثورة رجال الدين المتشددين التي وقعت عام 1979، كان السجاد الإيراني يعد من أهم صادرات البلاد للخارج.

 

وفي مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، قال اتحاد مصدري السجاد في أفغانستان، إن صادرات البلاد من هذه الصناعة زادت بنسبة 20 بالمائة خلال عام 2021 مقارنة بالعام 2020.

 

وقال نور أحمد نوري، رئيس اتحاد مصدري السجاد الأفغاني: قد زادت صادرات السجاد نسبيًا، وإن 90٪ من هذه الصادرات تأتي إلى الموانئ التجارية الباكستانية ثم يتم نقلها إلى الدول الأجنبية.

 

وأضاف: نرسل حاليًا 90% من صادراتنا من السجاد براً إلى الموانئ التجارية الباكستانية ومن هناك إلى دول أخرى.

 

ويعود تاريخ السجاد الفارسي إلى عدة آلاف من السنين، حيث ملك شهرة كبيرة في العصور القديمة، وأكد النشطاء الاقتصاديون وفنانو الحرف اليدوية مرارًا وتكرارًا أن السجاد الإيراني لديه القدرة على المنافسة في الأسواق العالمية ويمكن أن يكون أحد الخيارات لتطوير الاقتصاد غير النفطي، ولكن على الرغم من الدور الحاسم لصناعة السجاد في الصادرات والعملة، خلال سنوات ما بعد الثورة فقد تم إهمالها بشكل كبير.

 

ووفقًا للإحصاءات في إيران، يعمل حاليًا أكثر من مليوني شخص في مجال السجاد المنسوج يدويًا ويعمل 191 ألف شخص في الصناعات الملحقة به.

 

ووفقًا لمركز السجاد الوطني، تم تصدير سجاد بقيمة 321 مليون دولار في أول 11 شهرًا من عام 2016 بعد دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ، مضيفاً أن نص الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية أشار إلى رفع العقوبات عن استيراد وتصدير السجاد الإيراني المنسوج يدويًا.

 

وخلال فترة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ومع الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة من الاتفاق النووي منتصف عام 2018، واجه تصدير السجاد الإيراني مشاكل كثيرة.