ريّان المغربي والعصا السحرية

اليمن العربي

سلط الإعلام وبقوة غير مسبوقة قضية الطفل المغربي ريان عندما سقط في الجُب ، واخذت الجزيرة وقناة العربية على عاتقهما النقل المباشر لحظة بلحظة طيلة خمسة أيام ، تفاعل العالم العربي وأشرأبت الأعناق لإنقاذ الطفل ريان وقامت دولة المغرب بكل الإمكانيات المتاحة لها في عملية الإنقاذ لانتشال الطفل من عمق ٣٠ مترا.

 

ومرت الساعات كأنها أشهر ومرت الأيام كأنها سنوات ،ولكن النهاية مؤسفة فقد انتقل إلى ربه رحمه الله ،هنا سؤال مهم كيف حول الإعلام بكل أشكاله ومسمياته القضية إلى الرأي المحلي والعربي والعالمي ،وكيف جعل الأعناق تشرئب إلى الطفل ريان ،وانطلقت الدعوات وبكت العيون ،بينما هناك الآلاف من الأطفال يموتون بالعراق وسوريا واليمن وغيرها ولم يسلط الإعلام عليهم إلا عابر سبيل وخبر جازع طريق ،سرعان ما تبخر الخبر وبقي الأثر ؟!!!

 

السر يا سادة في تلك العصا السحرية للإعلام فمتى تحرك بقوة وبضمير وإنسانية تحركت بعده دول ورأي عالمي وغيّر الميازين وانصف المظلومين ولفت الأنظار ،إن قوة الإعلام بكل أشكاله وأصنافه ومسمياته يشكل قوة عظمى فهو يلهب الرأي العام ويحرك الحكومات ،أضعف الإيمان لتلتفت للقضية وينظرها العالم ،ولا تدفن تحت التراب وينعق عليها الغراب .