وثيقة مسربة تكشف إخفاقات بايدن.. عملية الإجلاء من أفغانستان

عرب وعالم

اليمن العربي

كشفت وثيقة مُسربة لاجتماع بغرفة العمليات في البيت الأبيض، عن أن إدارة الرئيس بايدن "لم تكن مستعدة" لإجلاء الأفغان الذين ساعدوا أمريكا.

 

وذكر موقع "أكسيوس"، أنه قبل ساعات من سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية في 15 أغسطس/آب 2021، كان كبار مسؤولي إدارة بايدن يناقشون ويحددون الإجراءات الأساسية المتعلقة بإجلاء المدنيين.

 

ويرى الموقع أن خبراء خارج الإدارة بدأوا في الشعور بالإحباط والريبة تجاه الإدارة التي عقدت عددا كبيرا من الاجتماعات، لكنها ظلت عالقة في جمود بيروقراطي وتفتقر إلى السرعة حتى اللحظة الأخيرة.

 

ورغم ورود كلمة "على الفور" في الوثيقة أكثر من مرة، لكن الواضح أن المسؤولين كانوا لا يزالون يحاولون وضع اللمسات الأخيرة على خططهم؛ بعد ظهر يوم 14 أغسطس/آب.

 

وتضمنت المذكرات المسربة عدة إجراءات لعمليات الإجلاء، منها على سبيل المثال إخطار الموظفين الأفغان المحليين للبدء في تسجيل رغبتهم بالانتقال إلى الولايات المتحدة، وتحديد أكبر عدد ممكن من البلدان لتشكل نقاط عبور، وقادرة على استيعاب المواطنين الأمريكيين والرعايا الأفغان، ومواطني البلدان الأخرى، وغيرهم من الأشخاص المقرر إجلاؤهم.

 

وحتى الآن، لم تتحسن معدلات تأييد بايدن بسبب مشاهد اللحظات الأخيرة التي شابتها الفوضى، من سقوط المواطنين الأفغان من طائرات النقل العسكرية، والتفجير الانتحاري الذي أودى بحياه 13 جنديا أمريكيا واحتشاد آلاف الأفغان خارج بوابات مطار حامد كرزاي.

 

بالإضافة إلى ذلك، نشرت مجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية، هذا الأسبوع، تقريرا قالت فيه إن آلاف الأفغان المستضعفين ما زالوا عالقين في جحيم البيروقراطية والخوف من السقوط في يد طالبان التي حاربوها على مدى سنوات.

 

وذكر مات زيلر، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية، والذي كان على اتصال بمسؤولي إدارة بايدن في فبراير/ شباط 2021، أن فريق البيت الأبيض أخبره مراراً أن ما يثير قلقهم بالدرجة الأولى هو احتمالات أن تعم الفوضى عمليات الإجلاء. لكن الفريق اتهم الإدارة بأنها لم تكن على قدر المهمة قائلا: "عاملونا كأطفال، لم يتوقعوا أن تحل الكارثة."

 

وأضاف: "في 13 يوليو/ تموز، عرضنا أن نعمل معهم للمساعدة في إجلاء شركائنا، كنا نرى جميعاً قدوم هذه الكارثة قبل أن تأتي، لكنهم لم يرجعوا إلينا حتى 15 أغسطس/ آب؛ يوم سقوط كابول".

 

وقال مارك جاكوبسون، نائب ممثل حلف شمال الأطلسي "ناتو" في أفغانستان أثناء ولاية باراك أوباما، لـ"أكسيوس": "هذا القدر الهائل من التخطيط وتحديد الأولويات والتصدي للأسئلة الرئيسية لم يكتمل، حتى في وقت أوشكت فيه كابول على السقوط، ما أكد غياب التخطيط المناسب بين الوكالات".

 

وكانت الإدارة اتخذت بعض التدابير، التي ساعدتها في نهاية المطاف على إجلاء أكثر من 120 ألف شخص من مطار كابول بحلول 31 أغسطس/آب، وهو الموعد النهائي الذي حدده بايدن للانسحاب.

 

ووسط مشاهد الفوضى والموت، تم تنفيذ جهود إجلاء المواطنين الأمريكيين والرعايا الأفغان المتعاونين بالشراكة مع الحلفاء، والعديد من الجهود المرتجلة اليائسة من قبل القطاع الخاص ومجموعات المحاربين القدامى.