مستقبل مصر.. مشروع "ثلاثي" عملاق في قلب "الدلتا الجديدة"

اقتصاد

اليمن العربي

تسعى مصر إلى زيادة مساحات الأراضي المنزرعة بالمحاصيل الاستراتيجية والسكرية، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الأساسية.

 

وتأمل مصر من خلال عدد من المشروعات في تحقيق الأمن الغذائي وتقليل الاستيراد وتوفير العملة الصعبة.

 

ويأتي مشروع "مستقبل مصر التنموي"، كأحد أهم مشروعات استصلاح الأراضي الذي يساهم في سد الفجوة الغذائية، كما يوفر المشروع نحو 5 ملايين فرصة عمل.

 

نواة لمشروع الدلتا الجديدة

 

من جانبه، أوضح الدكتور أحمد أبو اليزيد، أستاذ الزراعة، ورئيس مجلس إدارة شركة الدلتا للسكر التابعة لـ"وزارة التموين" المصرية، أن مشروع مستقبل مصر، مشروع تنموي متكامل "زراعي صناعي سكني"، ويعتبر نواة لمشروع الدلتا الجديدة الذي يمتد لنحو 2.2 مليون فدان، ويأتي امتدادًا لمحور الضبعة في الاتجاه الشمالي الغربي.

 

وأوضح أن المشروع من أهم مشروعات استصلاح الأراضي التي تعظم الفرص الإنتاجية، وساهمت في تفعيله شبكة الطرق القومية التي امتدت بالمشروع بإجمالي 500 كيلومتر.

 

ويهدف المشروع لإنتاج المحاصيل الزراعية بجودة عالية، وبأسعار تنافسية لسد جزء كبير من الفجوة الغذائية، ويمتاز أنه يقع بالقرب من المطارات والموانيء والطرق الرئيسية.

 

ويوفر المشروع فرص عمل ستصل إلى 5 ملايين فرصة عمل من عمالة وفنين على أعلى مستوى من التدريب.

 

وأشار إلى أن المشروع يشمل 1750 جهاز ري محوري (بيفوت) للري الحديث الذي روعي فيه استخدام أحدث نظم لترشيد الري والتسميد، كما يتم تجهيز واستصلاح الأراضي وزراعتها وخدمتها باستخدام احدث الآلات والمعدات الميكنة الزراعية.

 

زيادة القيمة المضافة للمحاصيل

 

ويشتمل المشروع على محولات كهربائية بطاقة 350 ميجاوات، ويضم محطات تجهيز وتعبئة وتغليف وتبريد للحاصلات الزراعية، وكذلك يعد الآن لإقامة تجمعات صناعية زراعية وغذائية تساهم في زيادة القيمة المضافة للمحاصيل وتقليل الفاقد والاستفادة من كل المخلفات الزراعية في التصنيع للتدويرها لأعلاف غير تقليدية ولإنتاج أسمدة زراعية عضوية طبيعية.

 

وتبلغ مساحة المشروع 750 ألف فدان، تم استصلاح وزراعة 300 ألف فدان بمحاصيل زراعية استراتيجية سواء بالموسم الصيفي أو الشتوي، حيث زرع قمح بمساحة تقترب من 20 ألف فدان، و15 ألف فدان ذرة صفراء، و6 آلاف فدان شعير، و30 ألف فدان بطاطس، و35 ألف فدان بنجر سكر، ساهمت في الوصول لاكتفاء ذاتي من السكر اقترب لـ90%.

 

واستطرد ابو اليزيد أنه تم زراعة 10 آلاف فدان فول سوداني و8 آلاف فدان طماطم، و5 آلاف فدان بصل، و3 آلاف فدان فاصوليا، 2 ألف فدان بسلة، و4 آلاف فدان بطاطا، 3 آلاف فدان جزر، بالإضافة لـ7 الاف فدان موالح وذلك بأحدث النظم الزراعية.

 

وقال أستاذ الزراعة ورئيس الدلتا للسكر التابعة لوزارة التموين، إن المشروع يحقق أعلى معايير السلامة والصحة المهنية للعاملين بالمشروع، وتم حتي الآن بتكلفة تقترب من 6.5 مليار جنيه مصري، ورأس مال عامل حوالي 7 مليارات جنيه، ومن المتوقع أن يضيف نحو 20% مساحة منزرعة جديدة للبلاد.

 

ونوه بأن هذا المشروع ساهم بفاعلية في تقليل الاستيراد وتوفير الفاتورة الدولارية وكذلك فهو يهدف لاستدامة الغذاء والتنمية المستدامة. ويأتي ذلك من أولى اهتمامات القيادة السياسية بتحقيق للتنمية المستدامة وايمانها بأن الأمن الغذائي هو أمن قومي.

 

دعم الأمن الغذائي

 

مشروع "مستقبل مصر" يعتبر أحد أهم المشروعات القومية التي أطلقتها مصر في مجال الإنتاج الزراعي حيث يتسم المشروع بكونه مشروعا متكاملا يخدم الجوانب الزراعية والصناعية في آن واحد مما يدعم تحقيق الأمن الغذائي للمواطنين والذي أصبح تحقيقه ضرورة ملحة في الأونة الأخيرة.

 

وهذا المشروع سيعمل على تحقيق الأمن الغذائي للشعب المصري، علاوة على الحد من فاتورة الاستيراد خاصة أن مصر تستورد كميات كبيرة من المنتجات الزراعية ، وأيضًا سيضاعف الصادرات الزراعية لمختلف الأسواق العالمية بصفة عامة والأسواق العربية والإفريقية بصفة خاصة.

 

وتتمثل أهم فوائد المشروع في إقامة العديد من الصناعات الغذائية التي يترتب إنتاجها علي المخزون الوفير من الزراعات التي ستنتجه أراضي المشروع حيث يسهم في تلبية إحتياجات الناتج المحلي ويؤول جزء منه إلي التصدير.

 

كمان أن اتباع الحكومة سياسة التوسع الأفقي بالأراضي الزراعية سيسهم في توفير أكبر عدد من الأفدنة بالمساحات المزروعة وبالتالي ينعكس علي القطاع الزراعي بالإيجاب بكافة جوانبه.

 

وتعتبر هذه الخطوات أحد أهم جهود الدولة في مواجهة الزيادة السكانية التي تعتبر أكبر تحد أمام التنمية ولهذا وجدت هذه القضية بأولويات القيادة السياسية.