خطوات ملحة لاستعادة دور نقابة الصحفيين اليمنيين 

اليمن العربي

نقابة الصحفيين هي بيت الصحفيين، الذي يحتمون تحت سقفه من أي استهداف بسبب مهنتهم، كما انها جهة حساب وعقاب للخارجين منهم عن اخلاقيات وشرف المهنة، فهي بذلك تتحمل مسؤلية حماية الصحفيين والدفاع عنهم، الى جانب تقييمهم وتقويمهم مهنيا وسلوكيا، فوجودها في حالات السلم مهم، ويكون أهم في حالة الحروب والصراعات المسلحة، اذ ان الصحفيين هم أكثر من يتعرضون للخطر، لانعدام البيئة الصالحة والآمنة لأي نشاط مهني.

سبع سنوات من الحرب المدمرة، جعلت من اليمن بيئة غير آمنة للصحفيين ولأنشطتهم، وبات القيام بالعمل الصحفي ضرب من ضروب المجازفة، بل انتحار في كثير من الحالات، بعد أن زادت حدة المخاطر أمام المشتغلين في هذه المهنة، ولا يختلف الأمر في منطقة عن أخرى، فالمخاطر تحدق بجميع الصحفيين اليمنيين، سواء من هم في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، أو المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي.

في أوضاع الحرب والصراعات المسلحة، خسر عدد من الصحفيين اليمنيين حياتهم، ويتعرض كثير منهم للاعتقالات والاخفاء، وآخرون مطاردون ومهددون، يشترك في هذا الفعل جميع أطراف وقوى الصراع اليمني، في ظل غياب تام لأي دور لنقابة الصحفيين، التي من أولويات مهامها الدفاع عن الصحفيين وحمايتهم، وعدم السماح لأي طرف بالاضرار بالعمل الصحفي، سواء بالاعتداء على الصحفيين وتهديد حياتهم أو التضييق على حرياتهم، أو منعهم من ممارسة اداء مهنتهم ورسالتهم في كشف الحقائق، والحصول على المعلومات ونشرها للجمهور.

وحتى لا يستمر الصحفيين اليمنيين دون غطاء وحماية في هذه الأوضاع الخطرة، ومن أجل الدفاع عنهم وعن حقهم في ممارسة عملهم، لابد من ابتكار طرق وقواعد جديدة، الهدف منها استعادة الدور المنوط بنقابة الصحفيين، ككيان جامع للصحفيين وحامي لهم ولحقوقهم، خاصة بعد تخلي مجلس النقابة عن مسؤلياته بحسب النظام الداخلي، ومغادرتهم الوطن وتعيين بعضهم في مناصب وزارية ودبلوماسية، والبعض منهم التحقوا بمؤسسات اعلامية في الخارج، ولم يعودوا يمارسون مهامهم كمجلس قيادي للنقابة.

بالنظر للأوضاع الخطرة القائمة، عوضا عن انتهاء المدة القانونية لمجلس النقابة، أرى من الأهمية بمكان، أن يتداعى من تبقى من قيادات فروع نقابة الصحفيين، لتشكيل لجنة مؤقتة، مهمتها اعادة تنظيم العمل النقابي الصحفي في عموم الوطن، والقيام بدور مجلس النقابة، والتحضير لدورة انتخابية استثنائية لاختيار مجلس جديد، وتنظيم انتخابات على مستوى الفروع، ومنح صلاحيات كاملة للفروع، في النظر والموافقة على طلبات الانتساب الجديدة، وكذلك تجديد العضويات النقابية السابقة، مع التأكيد على قيام النقابة بكافة مستوياتها المركزية والفرعية بأدوارها في الدفاع عن الصحفيين، الى جانب ممارسة مسؤلياتها في تأديب الأعضاء المخلين بشرف وأخلاقيات المهنة، ان عدم القيام بذلك يعد تفريطا بمفهوم العمل النقابي، واستمرار لحالة التوهان التي يعيشها الصحفي اليمني، واستمرار للانتهاكات والتعديات على حياة وحقوق الصحفيين، ولن يتحقق أي ارتقاء بالعمل الصحفي، الذي هو في المقام الأول رسالة وطنية وانسانية.