نتفليكس تعاني من خسائر ضخمة خلال الأيام القليلة الماضية

اقتصاد

اليمن العربي

عانى سهم نتفليكس من خسائر ضخمة خلال الأيام القليلة الماضية، فيما وصف بأنه أقوى هبوط، بعد التوقعات الاسترشادية المخيبة للآمال.

 

تراجع سعر سهم شركة منصة البث المباشر عبر الإنترنت نتفليكس بما يقرب من 20% في ساعات التداول الممتدة الخميس الماضي في بورصة نيويورك بعد أن أظهر تقرير نتائج الأعمال الفصلية للشركة نموا أقل من المتوقع في عدد المشتركين.

 

وأغلق السهم يوم الخميس في بورصة نيويورك عند 508.25 دولار ، متراجعا بمقدار 7.61 دولار أو 1.48% ، كما هوى السهم بمقدار 91.78 دولار أو 18.06% في تعاملات ما بعد الإغلاق.

 

السهم الأكثر رواجا في وول ستريت، شهد تدهور حادا وصل إلى -21,79% الجمعة فتدنت قيمته إلى حوالى 400 دولار للسهم بعد بلوغ 700 دولار في نوفمبر/تشرين الثاني، ما أثار مخاوف كبرى وبدأ ينشر القلق لدى صغار المساهمين.

 

 

وهوت أسهم نتفليكس 43٪ من أعلى مستوى سجلتها على الإطلاق قبل شهرين فقط.

 

 

نسب مشاهدة قياسية

أنهت المنصة العملاقة عام 2021 بنجاحات عالمية مثل Squid Game وCasa de Papel، لكن نسب المشاهدة القياسية لا تحجب التباطؤ في نمو المشتركين الجدد، الأمر الذي يقلق المستثمرين.

 

باتت المنصة العملاقة للبث التدفقي تضم 221.8 مليون مشترك، أي أقل بقليل من العدد المتوقع البالغ 222 مليوناً، على ما جاء في بيان أصدرته نتفليكس عن نتائج الربع الرابع من 2021.

 

وتتوقع المجموعة ألا يزيد عدد مشتركيها الجدد عن 2.5 مليون خلال الربع الجاري، مقارنة بنحو 4 ملايين مشترك في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار 2021. ولم تسجل المنصة مثل هذا الرقم المنخفض للربع الأول سوى في 2010، عندما كان عدد مشتركي نتفليكس لا يتخطى 13.9 مليوناً.

 

وكانت ترددات هذه النتائج فورية في وول ستريت، إذ تراجع سهم المجموعة التي تتخذ مقرا لها في كاليفورنيا بنسبة تصل إلى 20% خلال التداول الإلكتروني بعد إغلاق البورصة.

 

وأقرت المنصة العملاقة بأن "الاحتفاظ (بالمشتركين) ونسب المشاهدة لا يزال صلبا لكنّ نمو المشتركين الجدد لم يعد إلى مستويات ما قبل جائحة" كوفيد-19 التي انعكست إيجابا على نتفليكس عام 2020 وأوائل 2021.

 

 

وأضافت "نعتقد أن هذا يرجع إلى عوامل مختلفة بما في ذلك كوفيد الذي لا يزال يلقي بثقله على الاقتصاد وصعوبات الاقتصاد الكلي في أجزاء مختلفة من العالم بما في ذلك أمريكا اللاتينية".

 

في الفترة من أكتوبر/تشرين الأول إلى ديسمبر/كانون الأول حققت المجموعة إيرادات بلغت 7.7 مليارات دولار، وصافي أرباح 607 ملايين دولار، كما استقطبت 8.28 ملايين مشترك جديد، في أداء يتماشى مع توقعات السوق.

 

واستفادت المنصة من النجاح العالمي لمسلسل Squid Game (لعبة الحبار) الكوري الجنوبي الذي شاهده أكثر من 142 مليون مشترك حتى منتصف أكتوبر/تشرين الأول، بعد شهر من إطلاقه، أو حوالي ثلثي المستخدمين، وهو رقم قياسي للمنصة.

 

كما أكد قادة المجموعة التحضير لموسم ثان من المسلسل، من دون تحديد موعد.

 

وتميزت نهاية عام 2021 أيضا بالموسم الجديد والأخير من المسلسل الإسباني "كاسا دي بابيل".

 

 

بالنسبة لعام 2022، من ناحية أخرى، سيتعين الانتظار حتى شهر مارس/آذار لمتابعة إصدارات كبيرة مثل الموسم الثاني من Bridgerton ، ثاني أكثر إنتاجات المجموعة شعبية.

 

وأعلنت المجموعة قبل أسبوع عن زيادة ما بين دولار واحد ودولارين على اشتراكاتها الشهرية في الولايات المتحدة. ويكلف الاشتراك بالباقة الأساسية حالياً 9.99 دولار، وصولا إلى الاشتراك الأغلى وقدره 19.99 دولار.

 

كذلك ترتفع تكاليف الإنتاج من دون أن تؤتي ثمارها دائماً. كما أن مسلسل Cowboy Bebop الذي طرحته نتفليكس في نوفمبر/تشرين الثاني وألغته بعد موسم واحد فقط، "كان فشلا مكلفا" على المنصة، بحسب إندرله.

 

مع ذلك، لا يمكن للمنصة المجازفة بتقليص استثمارتها، في ظل المنافسة المحتدمة مع منافسيها الرئيسيين، من أمثال "ديزني بلاس" و"اتش بي او ماكس".

 

منافسة قوية

استحوذت نتفليكس على ما يقرب من 50% من الإيرادات التي جمعتها منصات بث الفيديو في عام 2018، لكن حصتها مرشحة للتراجع إلى 28% بحلول 2023، وفق شركة "إي ماركتر".

 

تذكّر الشركة بانتظام أنها تعتبر YouTube وألعاب الفيديو تهديدات لا تقل أهمية. كما أطلقت ألعابا خاصة بها على الأجهزة المحمولة في نهاية العام الماضي.

 

وبصفتها لاعبا مهيمنا في سوق خدمات البث التدفقي، تثير المنصة أيضا توقعات كبيرة.

 

وضاعفت نتفليكس على مدى السنوات الخمس الماضية انتشارها بين الأسر، لكن لا يزال لديها هامش كبير على صعيد الأرقام القياسية لأعداد المشتركين بالقنوات المدفوعة (حوالي 800 مليون)".

 

وقالت نتفليكس في بيان صحفي "حتى في هذا العالم الغامض وبمواجهة المنافسة المتزايدة، نحن متفائلون بشأن آفاق النمو على المدى الطويل حيث يحل البث التدفقي تدريجا محل أشكال الترفيه الخطي (التلفزيون التقليدي) في جميع أنحاء العالم".