"حريب" تتحرر.. أول ثمار "حرية اليمن السعيد"

أخبار محلية

اليمن العربي

ليست مدينة تاريخية فحسب، بل إن تحريرها يفتح أبواب مأرب أمام ألوية العمالقة، ويمهد لضرب المشروع الإيراني في اليمن.

 

مديرية حريب التي حررتها قوات العمالقة، الإثنين، تعتبر إحدى مديريات مأرب الـ 14، وثاني أكبر مديرية من حيث السكان بعد عاصمة المحافظة.

 

وكانت مليشيات الحوثي سيطرت على حريب في سبتمبر/أيلول الماضي بخيانات إخوانية، حيث حاصرت في البداية بقية مناطق جنوب مأرب لتسقط هذه المناطق تباعا ويشكل الانقلابيون طوقا محكما على مدينة حريب من 3 اتجاهات.

 

وبتحرير قوات العمالقة لحريب و"الوسيعة"، تبدأ معركة فتح الحصار عن مدينة مأرب ومناطق الثروات النفطية في مناطق مديرية وادي عبيدة والتي كانت المليشيات بدأت الهجوم عليها بعد سقوط حريب.

 

وحررت ألوية العمالقة مركز مديرية حريب بعد أكثر من 14 يوما من بدء عملية "حرية اليمن السعيد"، إثر هجوم من 3 محاور، إذ كانت مليشيات الحوثي تستميت بشدة في البداية قبل أن تنهار دفاعاتها تحت الضربات البرية والجوية.

 

وأعلنت ألوية العمالقة الجنوبية، الإثنين، تحرير كامل مدينة حريب جنوبي مأرب وتكبيد مليشيات الحوثي خسائر فادحة وذلك في أول ثمار عملية "حرية اليمن السعيد" التي انطلقت في 11 يناير/كانون ثاني الجاري.

 

وحريب هي أول مديريات مأرب التي تحررها ألوية العمالقة الجنوبية، ما يشكل خطوة هامة في تغير موازين القوة في معركة مأرب.

 

بوابة مأرب الجنوبية

 

وتشكل حريب قلب مناطق جنوب مأرب وبوابة المحافظة الجنوبية من جهة شبوة، وتتكون من 11 عزلة وتبعد عن مركز المحافظة نحو "95 كيلومتراً".

 

وكانت مأرب وقت سقوط حريب في أيدي الحوثي، مطوقة من 3 اتجاهات ولم يتبق سوى منفذ العبر باتجاه حضرموت، غير أن تحرير مناطق بيحان بشبوة وتحرير حريب يفتح مسار عمليات تحرير مناطق جنوب مأرب كلها والتي تشكل نصف جغرافيا المأهولة المأهولة بالسكان؛ وهي "الجوبة" و"العبدية" و"حريب" و"جبل مراد" و"ماهلية" و"رحبة".

 

واعتبرت مليشيات الحوثي سقوط حريب تحت سيطرتها سابقا، مفتاح حسم معركة السيطرة على مدينة مأرب، بحكم أنَّ هذه الإنجاز منح قوات الحوثيين نقاط وصل جغرافية جديدة في المدينة، وقطع في المقابل نقاط الوصل الجغرافي أمام قوات الشرعية في محافظتي البيضاء وشبوة (عبر العبدية).

 

ويقول السياسي والإعلامي عبدالوهاب نمران، إن سيطرة ألوية العمالقة الجنوبية على مديرية حريب يعد مفتاحا لمأرب ويقطع خطوط الامداد الحوثية وكافة تعزيزات المليشيات إلى جبهة "الفلق الشرقي" و"الرملة" في مدينة مأرب.

 

وأوضح نمران أن ألوية العمالقة عقب السيطرة على مركز مديرية حريب والاتجاه إلى "ملعا"، تقطع أهم خطوط إمداد المليشيات وتنقل المعركة إلى مديرية رحبة، ولن يتبقى أمام الانقلابيين غير خط إمداد عبر و"ادي ذنة" - "آل طاهر" على حدود مأرب الغربية مع قبيلة خولان شمال صنعاء.

 

حاضرة قتبان وسبأ

 

ويبلغ عدد سكان حريب أكثر من 50 ألف نسمة وينتمي جزء منهم لقبيلة مراد اليمنية المعروفه بعدائها التاريخي للحوثيين؛ كـ"آل جناح" و"آل غنيم"، بالإضافة لقبائل لـ"آل عقيل"، "الأشراف"، و"آل مظفر"، و"آل أبو طهيف" ، و"آل أسلم"، و"المسالمة"، و"آل موسى"، و"بنو قيس"، و"آل روق"، و"بنو عباد"، و"آل أبو قميري"، و"آل قحاش"، و"آل رسام".

 

فيما تسكن مدينة حريب عديد الأسر أبرزها "آل الرُّبيدي"، و"آل مهدي"، و"آل دينيش"، و"الحدد"، و"الخرز"، و"آل حماد"، و"الشناويح"، و"آل عطفة"، و"آل بلال"، و"آل عذبان"، و"آل الشجيري"، و"آل عصدة"، و"آل الجعشاني".

 

وكانت حريب تاريخيا واحدة من أكبر مدن مملكة قتبان القديمة التي تشكلت قبل الميلاد وتتموضع عند تقاطع وادي حريب مع وادي عين وهي تشرف من موقعها الاستراتيجي على طريق القوافل التجارية الذي يربط وادي بيحان بوادي حريب.

 

ولوادي حريب تاريخ عريق حيث تشير النقوش والآثار إلى أنه كان يمثل مواقع شديدة التحصين للدولتين اليمنيتين القديمتين "الحميرية" و"السبأية" ولازالت أثارها موجودة حتى اليوم.

 

وأبرز معالم حريب التاريخية موقع "هَجَر أل أسلم" أو "حنو الزُّرَير" التي ترتبط به الكثير من الأساطير والحكايات الزاخرة خصوصا حول ملكها "الزُّرير بن الصّعِق" الغني المترف وأب البنات الفاتنات.

 

وكانت حريب مسرحا تاريخيا لحرب الشمال والجنوب، حيث انقسمت جغرافية المديرية إلى شطرين، شطر يخضع للإمامة المحتلين للشمال اليمني وآخر يخضع للإنجليز الذين يحتلون جنوب اليمن.

 

وفي حريب مساحات ووديان زراعية غنية بالمياه مما جعلها من المديريات الزراعية في مأرب إضافة إلى وجود صحراء ورملة السبعتين الغنية بالرعي والنبات والعشب المغذي للمواشي والأنعام.

 

يشار إلى أن تحرير حريب بداية نهاية مخططات إيران التي كانت تتخذ معركة مأرب ورقة ضغط مهمة في مفاوضات الاتفاق النووي، ما يعني أن تحرير مديريات المحافظة ضربة موجعة لنظام طهران وأدواته الحوثية في اليمن.