لماذا تحتاج أجسامنا إلى النوم؟ (الأسباب)

منوعات

اليمن العربي

يختلف عدد ساعات النوم من شخص لآخر بشكل ملحوظ. ولكن في المتوسط يقضي البشر ثلث حياتهم نائمين، وهو الأمر الذي لم يكن لدى العلماء أي فكرة عن سببه الحقيقي.

 

ووفقاً لموقع «ديلي بيست» الأمريكي، فقد تراوحت النظريات التي تفسر سبب حاجة الإنسان إلى النوم من الحفاظ على طاقة الجسم، إلى مساعدة أدمغتنا على تخزين الذكريات والمعلومات الجديدة، أو المساعدة في تعزيز صحة ومناعة الجسم. ولم يتمكن العلماء أبداً من تحديد صحة ودقة أي من هذه النظريات.

 

إلا أنه، وفقاً لدراسة جديدة نشرت في مجلة Molecular Cell، فإن السبب الرئيسي وراء حاجتنا للنوم هو أنه ينشط أنظمة الجسم التي تعمل على إصلاح الحمض النووي التالف.

 

ويتراكم الحمض النووي بشكل ضار في خلايانا بسبب الأشعة فوق البنفسجية، والإشعاع، وزيادة الإجهاد والتوتر، وحتى نتيجة لبعض المشكلات الصحية البسيطة التي قد تحدث بالجسم.

 

وتمتلك أجسامنا أنظمة لإصلاح مشكلات وعيوب الحمض النووي في خلايانا، ولكن أنظمة الإصلاح هذه تعمل بشكل أكثر فاعلية أثناء ساعات النوم، مقارنة بساعات اليقظة، وفقاً لفريق الدراسة التابع لجامعة بار إيلان.

 

وهذا ينطبق بشكل خاص على الحمض النووي في خلايانا العصبية.

 

وقال الدكتور ليور أبلباوم، الذي شارك في إعداد الدراسة: «أثناء اليقظة، تكون الخلايا العصبية مشغولة بالعديد من الأشياء المختلفة. وكلما طالت مدة استيقاظك، زاد الضرر الذي يلحق بالحمض النووي للخلايا العصبية. وفي بعض الحالات قد يصل هذا الضرر إلى مستويات خطيرة يمكن أن تلحق الضرر بالدماغ بشكل مؤقت أو دائم».

 

وقرر الباحثون إجراء تجارب على أسماك الزيبرا، والتي تمتلك أدمغتها بنية مشابهة لأدمغة الثدييات.

 

وعرض الباحثون هذه الأسماك للإشعاع وبعض الأدوية للتأثير على الحمض النووي في خلاياها، ووجدوا أن هذا الضرر المتزايد بالخلايا أدى إلى زيادة الحاجة إلى النوم حتى يتمكن الجسم من تشغيل أنظمة الإصلاح. ووفقاً للفريق، كان الحد الأدنى المطلوب من النوم هو 6 ساعات، حيث إن الأسماك التي نامت لمدة أقل لم تكن قادرة على إصلاح حمضها النووي بشكل كافٍ.

 

وأشار الباحثون إلى أن هذه النتائج تؤكد وجود علاقة بين قلة النوم والاضطرابات التنكسية العصبية مثل مرضي باركنسون (الشلل الرعاش) والخرف.

 

وسبق أن ذكرت دراسة بريطانية نشرت في أبريل الماضي أن قلة النوم تزيد من خطر الإصابة بالخرف.

 

وأظهرت الدراسة أن خطر الإصابة بالخرف يكون أعلى بنسبة 20 إلى 40 في المائة لدى الأشخاص الذين ينامون لفترة قصيرة، والذين تكون مدة نومهم تساوي ست ساعات في الليلة أو أقل عند سن الخمسين أو الستين، مما هو لدى أولئك الذين يمضون ليالي «عادية» لا يقل فيها النوم عن سبع ساعات.