أزمة أوكرانيا.. تصعيد مستمر ودعم غربي لكييف يستفز روسيا

عرب وعالم

اليمن العربي

بين دعم غربي "غير محدود" لأوكرانيا، ورفض لكل مطالبات روسيا تنذر الأمور بتصاعد قد يفضي إلى مواجهة محتدمة لا يأمن أحد عواقبها.

 

في المقابل تهدد روسيا بـ"أخطر العواقب"، حال تجاهل الولايات المتحدة "مخاوفها المشروعة" بشأن تعزيز الوجود العسكري الأمريكي والأطلسي في أوكرانيا وعلى حدودها.

 

دعم أمريكي غير مسبوق

 

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، أنه ممتن للرئيس الأمريكي جو بايدن لما تقدمه واشنطن من دعم دبلوماسي وعسكري "غير مسبوق".

 

وعلى نحو منفصل قال وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا إنه تحدث مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن بشأن المحادثات التي جرت مع روسيا خلال الأسبوع بعد أن نشرت روسيا عشرات الآلاف من الجنود على الحدود مع أوكرانيا.

 

وقال كوليبا على تويتر "جيد أن نعرف أن مسار الاتصالات الدبلوماسية مع روسيا ما زال نشطا".

 

وفي سياق متصل، أشار المتحدث باسم البنتاجون، جون كيربي، أنه "لا يبدو لنا أن روسيا لديها استعداد لسحب قواتها بعيدًا عن الحدود الأوكرانية".

 

وأضاف كيربي: "نؤكد على التزامنا بمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد أي اعتداء".

 

الناتو على خط الأزمة

 

ورفض حلف شمال الأطلسي "ناتو"، مطالب روسيا بسحب القوات الأجنبية التابعة له من بلغاريا ورومانيا، منددا بمبدأ إقامة دوائر نفوذ في أوروبا.

 

وقالت أوانا لونجيسكو، المتحدثة باسم الحلف إن "مطالب روسيا ستنتج أعضاء في الحلف الأطلسي من الدرجة الأولى والدرجة الثانية، وهو ما لا يمكننا قبوله".

 

واعتبرت رومانيا وبلغاريا طلب روسيا سحب قوات الحلف الأطلسي الموجودة على أراضيهما في إطار اتفاقية تطالب موسكو بإبرامها من أجل خفض التصعيد في الأزمة الأوكرانية "غير مقبول".

 

وقالت وزارة الخارجية الرومانية، في بيان، إن "مثل هذا الطلب غير مقبول ولا يمكن أن يكون جزءا من مواضيع التفاوض".

 

وجاء رد الفعل نفسه من الرئيس البلغاري رومان راديف الذي اعتبر أن "إصرار روسيا غير مقبول ولا منطقي"، مضيفا: "بلادنا لا تقبل إنذارا من أحد".

 

كما شدد رئيس الوزراء كيريل بيتكوف على "سيادة" بلغاريا "التي اتخذت قرارها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي" في 2004 مثل رومانيا.

 

وقال أمام البرلمان: "نقرر بأنفسنا كيف ننظم دفاعنا بالتنسيق مع شركائنا" مؤكدا أن صوفيا لا يمكن أن تعتبر "عضوا من الدرجة الثانية".

 

وكانت روسيا طالبت في وقت سابق بـ"سحب القوات الأجنبية والمعدات والأسلحة" بهدف العودة إلى الوضع الذي كان قائمًا في 1997، لافتة تحديدا الى رومانيا وبلغاريا اللتين لم تكونا في تلك السنة من أعضاء الحلف. وتضم القائمة 14 بلدا من الاتحاد السوفياتي السابق.

 

وأعلنت بوخارست أن تعزيز الوجود العسكري الأطلسي على خاصرة أوروبا الجنوبية الشرقية "رد محض دفاعي على سلوك روسيا الذي يزداد عدوانية" في المنطقة، وذلك "رغم محاولات الحلف الأطلسي لبدء حوار بناء".

 

ورحبت رومانيا الخميس بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استعداد بلاده لنشر عسكريين في البلاد، في إطار تعزيز محتمل للوجود الأطلسي.

 

وينتشر حوالي ألف جندي أمريكي و140 عسكريا إيطاليا و250 عسكريا بولنديا في رومانيا، فيما أبرمت بلغاريا اتفاقا مع الولايات المتحدة لاستقبال 2500 جندي في معسكر تدريب، مع تحديد حد أقصى قدره خمسة آلاف عسكري خلال فترات المناوبة.

 

مطالب روسية متجددة

 

وقدمت روسيا مطالبها في يوم المحادثات في جنيف حول أوكرانيا بين وزير خارجيتها سيرجي لافروف ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، بعدما اتهمت واشنطن موسكو بالتخطيط لغزو الدولة السوفيتية السابقة التي أصبحت موالية للغرب وتطمح للانضمام إلى الحلف الأطلسي.

 

لضمان أمنها تطالب موسكو الأمريكيين والأوروبيين بتوقيع معاهدات ليتخلى الحلف الأطلسي عن أي عملية توسع ويعود إلى الترتيبات الأمنية التي اعتمدت في أوروبا بعد نهاية الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي.

 

اتهامات جديدة لموسكو

 

واتهمت السلطات الأوكرانية، الجمعة، روسيا بالوقوف وراء مئات الإنذارات الكاذبة بوجود قنابل "لبث الذعر" في البلاد وسط مخاوف دولية من غزو روسي.

 

وقالت أجهزة الأمن الأوكرانية، في بيان، إن "هدف الأجهزة الخاصة للدولة المعتدية واضح: زيادة الضغط على أوكرانيا وإشاعة القلق والذعر في المجتمع".

 

ومنذ بداية العام، تم تسجيل أكثر من 300 إنذار بوجود قنابل جميعها كاذبة في أوكرانيا مقابل 1100 في العام السابق، وفقًا لهذا المصدر.

 

وبحسب جهاز الأمن الأوكراني، يعد هذا النوع من العمليات جزءًا من استراتيجية "الحرب الهجينة الحديثة" ضد أوكرانيا.

 

وقالت الشرطة الوطنية، في بيان، إن جميع هذه الإنذارات تقريبًا تم إرسالها عبر البريد الإلكتروني وجاءت من مناطق خاضعة لسيطرة الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا أو من روسيا.

 

واستهدفت الإنذارات المدارس على وجه الخصوص -لا سيما في كييف يوم الجمعة - وكذلك محطات المترو ومراكز التسوق والمطارات وحتى الرئاسة.

 

في هذا السياق، قررت العديد من المدن الأوكرانية التحول إلى التعليم المدرسي من بعد.

 

وتأتي هذه الحوادث في وقت وصلت التوترات مع موسكو إلى ذروتها، مع اتهام روسيا بحشد آلاف القوات على الحدود استعدادا لشن هجوم.

 

واتهم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا هذا الأسبوع روسيا بالسعي لزعزعة استقرار أوكرانيا من الداخل.

 

وأضاف الخميس أن "روسيا لا تهددنا بأسلحتها فحسب ولكنها في الوقت نفسه تزيد من حالة الذعر وتحاول عبرها تقويض المجتمع والاقتصاد في أوكرانيا لإضعاف البلد من الداخل"، داعيا مواطنيه إلى التزام الهدوء.

 

وكانت روسيا أيضًا ضحية لسلسلة إنذارات كاذبة بوجود قنابل في السنوات الأخيرة.