المتحور «أوميكرون» يمتلك القدرة على الانتقال بمعدل لم يُشاهَد من قبل

منوعات

اليمن العربي

كشفت البيانات العالمية إلى أن فيروس كوفيد ـ 19 ومتحوراته أصاب حتى الآن ما يزيد عن 306 ملايين شخص حول العالم، وقضى على نحو 5.5 ملايين آخرين، وذلك في الوقت الذي تم فيه تطعيم 59% من سكان العالم بجرعة واحدة على الأقل من لقاحات كوفيد بواقع 9.4 ملايين جرعة، وبمعدل 29 مليون جرعة يوميا، كما ارتفعت معدلات التطعيم في الدول النامية والفقيرة بنسبة 8.9%.

 

وصنّفت منظمة الصحة العالمية المتحور «أوميكرون» على أنه متحور مثير للقلق بسبب طفراته العديدة التي تؤدي إلى زيادة خطرانتقال العدوى به واحتمال مقاومته للقاحات غير أن التهديد العام الناجم عن المتحور أوميكرون المثير للقلق يتوقف على مدى قدرة المتحور على الانتقال، ومدى فعالية اللقاحات والعدوى السابقة بكوفيد-19 في الحماية من العدوى، وسريان العدوى، والمرض السريري، والوفاة، ومدى ضراوة المتحور مقارنة بالمتحورات الأخرى، وما هو مؤكد في الوقت الحالي هو أن المتحور أوميكرون المثير للقلق ينتشر بمعدل لم يُشاهَد مع أي متحور سابق آخر.

 

وأوميكرون هو الحرف الخامس عشر في الأبجدية اليونانية، وتطلق منظمة الصحة العالمية على متحورات فيروس كوفيد-19 حروف الأبجدية اليونانية (مثل ألفا وبيتا وغاما ودلتا) للتسهيل على عامة الناس التمييز بينها، مع تجنب الإساءة إلى أي جماعات ثقافية أو اجتماعية أو وطنية أو إقليمية أو مهنية.

 

وكانت جنوب أفريقيا أول من أبلغ بحالات إصابة بالمتحور أوميكرون المثير للقلق في 24 نوفمبر 2021. ويجري الآن الإبلاغ عن المتحور أوميكرون المثير للقلق في كثير من البلدان في العالم، وتتوقع المنظمة أن يكتشف مزيد من البلدان حالات إصابة به، مع تكثيف أعمال الترصّد والتحليل.

 

وترصد المنظمة عن كثب المتحور أوميكرون المثير للقلق، وتتعاون مع باحثين في جميع أنحاء العالم، كي تكتسب فهما أفضل للطفرات، وما يمكن أن تعنيه وكيف تؤثر على التشخيص والعلاج واللقاحات.

 

 وبحسب الخبراء «يمتلك أوميكرون القدرة على الانتقال، بمعدل لم يُشاهد مع أي متحور آخر من المتحورات السابقة، ومنها المتحور دلتا».

 

ووفقاً للمنظمة الدولية لا توجد حاليا معلومات تشير إلى أن الأعراض الناجمة عن المتحور أوميكرون المثير للقلق تختلف عن الأعراض الناجمة عن المتحوِّرات الأخرى وجميع متحوِّرات كوفيد-19، ومنها المتحوّر دلتا، يمكن أن تسبب المرض الوخيم أو الوفاة لأشد الناس ضعفا، ولذلك تظل الوقاية دائما هي الأساس.

 

والأهم من ذلك هو ملاحظة أن اللقاحات يمكن أن تقلل من فرص الإصابة بالعدوى، ولكنها لا تمنعها تماما، ولذلك من الممكن أن يُصاب شخص ملقح، وينطبق ذلك على جميع المتحورات.

 

ولا شك أن عدم الإنصاف في إتاحة اللقاحات قضية رئيسية تحتاج إلى حل، وهذا المتحور الجديد الذي نشأ في بلد تنخفض فيه معدلات التلقيح يثبت أنه إذا لم تُبذل جهود أكبر لتحسين التلقيح في جميع أنحاء العالم، فسوف يستمر ظهور المخاطر في جهات مختلفة من العالم، وفقا للبيان.

 

وما زالت اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل المستخدمة على نطاق واسع تكتشف حالات العدوى، ومنها العدوى بالمتحور أوميكرون، وتُجرى حاليا دراسات لتحديد ما إذا كان قد حدث أي تأثير على الأنواع الأخرى من الاختبارات، ومنها اختبارات الكشف السريع عن المستضدات.

 

فيما تظل «الكورتيكوستيرويدات» وحاصرات مستقبلات IL6 فعَّالة في علاج مرضى حالات كوفيد-19 الوخيمة. وسوف تُقيَّم العلاجات الأخرى لمعرفة ما إذا كانت فعَّالة في ظل التغيرات التي طرأت على أجزاء الفيروس في المتحور أوميكرون.

 

 وبحسب الصحة العالمية هناك أكثر الخطوات فعالية التي يمكن للأفراد اتخاذها هي الحفاظ على التباعد البدني مسافةً لا تقل عن متر واحد، وارتداء كمامة مناسبة، وفتح النوافذ لتحسين التهوية، وتجنب الأماكن السيئة التهوية أو المزدحمة، والحفاظ على نظافة اليدين، وتغطية الوجه بالمرفق أو بمنديل ورقي عند السعال أو العطس، والحصول على اللقاح.

 

ويُنصح بتأجيل سفر المُعرَّضين لخطر الإصابة بمرض وخيم والوفاة، ومنهم الذين تزيد أعمارهم على 60 سنة، أو الذين يعانون من أمراض موجودة من قبلُ تزيد مخاطرَ إصابتهم بأعراض كوفيد-19 الوخيمة (مثل مرض القلب والسرطان والسكري).

 

وينبغي لجميع المسافرين أن يظلوا منتبهين لعلامات كوفيد-19 وأعراضه، وأن يحصلوا على اللقاح عندما يحين دورهم، وأن يتبعوا دائمًا تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية، بغضِّ النظر عن حالة تلقيحهم.

 

 وأكدت أن التجمعات في الأماكن المغلقة، وإن كانت تجمعات صغيرة، يمكن أن تتيح الفرصة للفيروس كي يزداد انتشارًا، فينبغي إقامة التجمعات والاحتفالات في أماكن مفتوحة، إن أمكن، وينبغي للمشاركين ارتداء الكمامات والحفاظ على التباعد البدني، وأما في حالة إقامتها في أماكن مغلقة، فلا بد من تقليل عدد الحاضرين وضمان التهوية الجيدة عن طريق فتح النافذة أو الباب، أيضا سيقلل أخد اللقاح بجرعاته الكاملة، والالتزام بجميع التدابير الوقائية الأخرى، خطرَ العدوى إلى أدنى حد.

 

ودعت منظمة الصحة العالمية دول العالم إلى تكثيف جهود المراقبة والتسلسل الجينومي لتحسين فهم المتحورات المنتشرة لفيروس كورونا، وتقديم بيانات التسلسل الجينومي الكاملة والبيانات الوصفية المرتبطة بها إلى قاعدة بيانات متاحة للجمهور، مثل منصة المبادرة العالمية لتبادل جميع بيانات الأنفلونزا، وإبلاغ منظمة الصحة العالمية بالحالات الإصابات الجماعية الأولية بالمتحوِّر المثير للقلق.

 

يمكن للسلطات الوطنية أن تطبق نهجًا متعدد المستويات للحد من المخاطر، كي يمكنها تأخير انتقال المتحوِّر الجديد إلى الخارج أو وفوده إليها ففرض حظر كامل على السفر لن يمنع الانتشار الدولي، ويلقي بعبء ثقيل على حياة الناس وسُبُل عيشهم. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر سلبًا على جهود الصحة العالمية خلال الجائحة عن طريق تثبيط البلدان عن الإبلاغ عن البيانات وتبادلها.

 

كما ينبغي لجميع المسافرين أن يظلوا يقظين تحسبا لظهور علامات كوفيد-19 وأعراضه، وأن يحصلوا على اللقاحات عندما يحين دورهم، وأن يتبعوا تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية في جميع الأوقات.