هل الموسيقى حل سحري لمقاومة أمراض شيخوخة الدماغ؟

منوعات

اليمن العربي

توصل فريق من باحثي جامعة ديوك الأمريكية إلى أن الموسيقى يمكن أن تكون حلا قويًا وطويل الأمد لمنع الأمراض الدماغية للمتقدمين في السن.

 

ونشر الفريق البحثي، بقيادة عالمة الأعصاب الإدراكي إدنا أندروز، في أوائل عام 2021، دراسة أولية للنظر في تأثير الموسيقى في بناء "احتياطي الدماغ المعرفي"، والذي يعرف بأنه وسيلة لتأهيل الدماغ ليصبح أكثر مرونة في مواجهة الأمراض المختلفة، ويمكن أن تساعد المستويات العالية من هذا الاحتياطي في درء أمراض مثل الخرف أو باركنسون أو التصلب المتعدد لسنوات متتالية.

 

ويتم تحديد هذه المستويات من الاحتياطي عبر القياسات الهيكلية للمادة الرمادية والمادة البيضاء في الدماغ، والتي يُنظر لها على أنها الأسلاك المعزولة التي تساعد مناطق مختلفة من الدماغ على التواصل.

 

وفي الدراسة الجديدة المنشورة في العدد الأخير من دورية "علوم الدماغ"، ركز فريق أندروز على قياسات سلامة المادة البيضاء لدى بعض الموسيقيين لمعرفة شكلها، من خلال تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي المتقدمة المعروفة باسم "التصوير الموتر للانتشار".

 

 

وشملت الدراسة مسح أدمغة 8 موسيقيين مختلفين تتراوح أعمارهم بين 20 عامًا و67 عامًا، وخصص هؤلاء الموسيقيون ما معدله 3 ساعات يوميًا للتدرب واكتسبوا سنوات من الخبرة في الأداء، وبعد وضع المشاركين في جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي، استخدم الباحثون "تصوير موتر الانتشار" لحساب قيم التباين الجزئي لبعض مناطق ألياف المادة البيضاء، وتعني قيمة التباين الجزئي الأعلى سلامة، وبالتالي، احتياطي دماغي معرفي أعلى.

 

ولاحظ الباحثون أن التباين في أعمار المشاركين بالدراسة لم يؤثر على سلامة المادة البيضاء في نصفي الدماغ الأيمن والأيسر، وخلصوا من ذلك إلى أن الموسيقى يمكن أن تزيد من احتياطي الدماغ المعرفي مع تقدم العمر، وأكدت هذه النتيجة ما سبق ورصدوه في دراسات سابقة شملت غير الموسيقيين، حيث لاحظوا تضاؤلا في سلامة المادة البيضاء مع التقدم في العمر.

 

وتقول أندروز في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة ديوك بالتزامن مع نشر الدراسة، إن هذا النتائج تضيف إلى الأدبيات الحالية لتغييرات نمط الحياة التي يمكن أن تحسن صحة الدماغ بما يتجاوز النظام الغذائي وممارسة الرياضة، لتصبح الموسيقى واحدة من أهم الأدوات.