سر الصراع التاريخي بين روسيا وأوكرانيا

عرب وعالم

اليمن العربي

ينما يسابق العالم الزمن لإخماد أي محاولة لاندلاع حرب روسية أوكرانية، خرج تقرير إعلامي أمريكي يتحدث عن سر النزاع بين الجارتين.

 

التقرير الذي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" أرجع الصراع الروسي الأوكراني إلى خلاف على ميراث الأمير  "ياروسلاف الحكيم" الذي وحد الإمارتين بين بحر البلطيق والبحر الأسود في القرن الـ11.

 

وبات جليا أن رفات الأمير ياروسلاف هو أساس الخلاف التاريخي للحشد العسكري الروسي الحالي بالقرب من أوكرانيا، وسط تحذيرات أمريكية من مؤشرات متصاعدة لغزو روسي.

 

وعلى مدار سنوات مضت، حاولت كل من موسكو وكييف إثبات أنها الوريث السياسي الوحيد لما يسمى بـ"اتحاد روس كييف" الذي أسسه الأمير الراحل في القرن الحادي عشر.

 

أوكرانيا بدورها سارعت إلى منح وسام الأمير لكل من يقدم خدمات مميزة للدولة، بينما أطلقت روسيا اسمه على فرقاطة تابعة للبحرية.

 

كما اشترك البلدان في وضع صورة الأمير ياروسلاف الحكيم على الأوراق النقدية في كلا البلدين.

 

ويؤمن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن كييف روس هو دليل واضح على أن روسيا وأوكرانيا “فضاء تاريخي وروحي واحد”.

 

وفي مقال له نشره في يوليو/تموز الماضي، أكد بوتين أن أوكرانيا ليس لها أساس للوجود كدولة ذات سيادة.

 

بوتين أشار إلى الجذور اللغوية المشتركة مع أوكرانيا في العصور الوسطى، والإيمان المسيحي الأرثوذكسي المشترك، وحكمها الذي بدأ في القرن الـ19 على يد سلالة روريك، التي كان ياروسلاف جزءًا منها.

 

هذه المقالة سبقها بوتين بعملية تعزيز القوات الروسية بالقرب من أوكرانيا ثم أوقفها، غير أنه في الشهور القليلة الماضية أعاد عملية تعبئة جديدة على طول الحدود الأوكرانية استمرت حتى الأسابيع الأخيرة.

 

لكن أوكرانيا تحدت التحركات العسكرية لبوتين بإظهار اسم الأمير ياروسلاف في خطاب يوم الاستقلال الذي ألقاه الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

 

وكثفت الحكومة الأوكرانية من عمليات بحثها عن رفات ياروسلاف كمؤشر ملموس على أنها دولة ذات سيادة.

 

وفي حال العثور على هذا الرفات فإنه سيكون انتصاراً رمزيًا لكييف ولسيادتها في لحظة توتر كبير مع الجارة روسيا.

 

ومنذ 2014، تقاتل كييف تمردا مواليا لموسكو في منطقتين انفصاليتين عند الحدود مع روسيا، عندما ضمت الأخيرة شبه جزيرة القرم في أوكرانيا.

 

وتتهم كييف روسيا بتقديم دعم مالي وعسكري للانفصاليين في هذا النزاع، وهو ما تنفيه موسكو.