أمريكا تخذل السعودية وتتقرب من إيران والسبب الحوثيين (تقرير)

أخبار محلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تسير العلاقات السعودية الأمريكية في طريق اللاعودة وإنهاء التحالف الذي استمر بينهم لعشرات السنوات نتيجة العديد من الخلافات حول عدد من القضايا في المنطقة.

 

آخر هذه الأزمات التي ربما تكون بمثابة إعلان طلاق بين الجانبين، رفض أمريكا اعتبار جماعي الحوثي ضمن القوائم الإرهابية، وأعدته جهة في المشاورات السياسية الجارية في الكويت.

 

أمريكا لم تفعل ذلك لحيادها في القضية اليمنية فقد وضعت محافظ محافظة البيضاء التابع لحكومة منصور هادي الرئيس اليمني الذي تدعمه السعودية ويقاتل الحوثيين كونه زعيما قبليا على قوائم الداعمين للإرهاب.

 

لم تقف الأمور عند هذا الحد فكان للأمم المتحدة التي تسيطر عليها أمريكا بشكل أو بآخر قرار بإدراج التحالف العربي الذي تقوده السعودية، في القائمة السوداء للجماعات التي تنتهك حقوق الأطفال، وتحميله المسؤولية عن مقتل ستين في المئة من الأطفال الذين قضوا خلال الحرب في اليمن.

 

يأتي هذا في وقت تنظر فيه السعودية للولايات المتحدة الأمريكية نظرة خيبة الأمل فترى المملكة أن واشنطن خذلتهم في سوريا، فبعدما كانت تطالب بالرحيل الفوري لبشار الأسد وفقما تريد الرياض بات موقفها أكثر ميوعة.

 

كما تنظر المملكة بعين القلق للتقارب الأمريكي الإيراني عقب الاتفاق النووي الذي رفع العقوبات الاقتصادية على طهران ما يحرر يدها في سوق النفط لتنافس المملكة.

 

وهددت الرياض بسحب استثماراتها من الولايات المتحدة المقدرة بـ750 مليار دولار بعد موافقة الكونجرس الأمريكي على مشروع قانون من شأنه السماح للمواطنين الأمريكيين بمقاضاة الحكومة السعودية فيما يتصل بهجمات 11 سبتمبر 2011.

 

كل هذا تُرجم لتجاهل الملك عبدالعزيز لاستقبال الرئيس الأمريكي باراك أوباما حين زيارته للرياض في المطار مكلفا عادل الجبير باستقباله بينما فضل هو استقبال باقي زعماء الخليج في القمة الخليجية الأمريكية أواخر إبريل الماضي.

 

بدء علاقات جديدة مع طهران

قال السياسي المصري، عاطف الغمري المتخصص في الشؤون الأمريكية أوضح  أن الموقف الأمريكي ليس مستغربا فأمريكا الفترة الأخيرة أعادت فرز سياساتها في المنطقة حتى تجاه أصدقائها التقليديين من وقت الاتفاق الذي وقعته مع إيران منوها بأن هذا الاتفاق لا يقتصر فقط على مجرد إغلاق الملف النووي و إنهاء العقوبات ولكن بدء حالة جديدة من العلاقات مع طهران.

 

وأضاف الغمري، أن إيران كان لديها مطالب اشترطت على أمريكا تلبيتها من أجل الترحيب بالدخول في علاقات مع أمريكا.

 

مصالح مع إيران

وأكمل:" في العداء ما بين إيران والسعودية كان متوقعا أن أمريكا تقف مع السعودية باعتبار ضد الحوثيين في اليمن الذين تسلحهم إيران وتدعمهم عسكريا بشكل واضح  ولكن بدلا من ذلك لم ترض أمريكا إدراج الحوثيين كجماعة إرهابية لأنها لها مصالح مع إيران".

 

وأشار الغمري إلى أن الموقف نفسه اتخذته واشنطن برفض اعتبار الإخوان كيانا إرهابيا لأنه هناك علاقة قديمة مع الإخوان.

 

وذكر أن أمريكا تبحث عن مصالحها أولا ومن ثم تتخذ مواقفها ولا يقيدها في ذلك صداقاتها.

 

القطيعة ستسغرق وقتا

وعن إمكانية حدوث قطيعة بين الرياض وواشنطن بيّن المتخصص في الشؤون الأمريكية أن القطيعة ستستغرق سنين لأن ترتيبات العلاقات الأمريكية السعودية أخذت وقتا طويلا وهي علاقات متشعبة ليست سياسية فقط ولكن اقتصادية واستثمارية بجانب مشروعات علاقات متسعة.

 

واستطرد:" المؤكد أن السعودية بدأت تشعر أن سياسة أمريكا تجاهها تتغير وهذا يؤدي لنوع من البحث عن مسار جديد للعلاقات الخارجية"، مؤكدا أن الجيل الجديد في السعودية سيكون قوى ضاغطة لتغير العلاقة مع أمريكا أو على الأقل تغيير صيغتها.

 

الدكتور محمد السعدني أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية بمصر، رأى أنه ثبت لدى السعودية أن السياسات الأمريكية مراوغة، وأن قادة الخليج اكتشفوا اللعبة الأمريكية بأنها تريد استنزافها ماديا في صفقات عسكرية.

 

ودلل على حديثه بتصريحات أوباما لجريدة "أتلانتيك أفيير" الأمريكية واتهامه الرياض بشكل مباشر أنها وراء دعم الإرهاب، وأنها لا تتصف بالعقلانية، وأن على المملكة ودل الخليج التعاون برؤية مغايرة مع الوجود الإيراني في المنطقة.


واعتبر السعدني أن  أمريكا تحاول إعادة ترتيب الأمن الإقليمي في المنطقة العربية والخليجية فأوباما يناور من أجل الخروج من المنطقة لأن لديه مصالح أكبر في آسيا حيث يواجه تحديا حقيقيا من الصين والهند ودول "البريكس" ومجموعة شنجهاي بما فيها روسيا والبرازيل وجنوب إفريقيا والهند ومجموعة أخرى من دول أمريكا الاتينية.