قمة اللغة العربية تختتم أعمالها في إكسبو 2020

ثقافة وفن

اليمن العربي

اختتمت الإثنين الدورة الافتتاحية لقمة اللغة العربية التي عقدت ضمن أنشطة إكسبو 2020 دبي تحت شعار "حـوار المجتمعات وتواصـل الحضارات".

 

وأقيمت القمة برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ونظمتها وزارة الثقافة والشباب الإماراتية بالشراكة مع مركز أبوظبي للغة العربية في الفترة ما بين الـ 19 و20 من شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري، انسجاماً مع المستهدفات الاستراتيجية للوزارة، وإسهاماً في ترجمة رسالة إكسبو دبي 2020 في "تواصل العقول وصنع المستقبل"، وبالتزامن مع انعقاد الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافيّـــــة في الوطن العربي.

 

وقالت نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، أن القمة مثّلت منصة تفاعل وحوار، بهدف الوصول إلى رؤى ومشاريع وتطلّعات مبتكرة ورصينة وجادّة لضمان تسهيل انتشار اللّغة العربيّة وتعزيز استخدامها من قبل مختلف الأطياف في المجتمعات العربية كافة، وقد تضمنت أهم مخرجاتها، إعلانَ الإمارات للغة العربية، الذي أقر المشاركون في قمة اللغة العربية مبادئه تفعيلا للعمل العربي المشترك في تمكين لغتنا وثقافتنا وهويتنا، من خلال تأكيد الإعلان على مكانة اللغة العربية كهوية مميزة للمجتمعات العربية، وأهمية تأسيس توجّه فعّال ورؤية جديدة في طرق تعليم اللغة العربية وتعلُّمها وتطوير برامج إعداد معلّميها وتعزيز معارفهم وقدراتهم، وأهمية تحسين المحتوى العربي على الإنترنت كمًّا ونوعّا.

 

وأضافت أن دولة الإمارات العربية المتحدة سعت إلى وضع الأطر القانونية والمواثيق التي تنظم علاقة الفرد في مجتمع الإمارات باللغة العربية، واعتبارها عنصرا رئيسا من عناصر الهوية الوطنية، حيث شكّلت رؤية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، جوهر المبادرات والجهود الحثيثة التي تبذلها الإمارات حفاظاً على اللغة العربية، وجعلها في المكانة التي تليق بها بين اللغات العالمية.

 

وأكدت أن "قمة اللغة العربية لديها توصيات علمية جادة تشكّلُ تكليفاً بالعمل على تحقيق مستهدفاتها، ومتابعة مخرجاتها، وتشريفاً لنا جميعاً بخدمة لغة ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، علماً ومعارفَ، فنوناً وثقافةً واقتصاداً وتواصلاً واتصالاً، وهي لغة الأجداد والأحفاد. اللغة التي لأجلها تبنت قمة اللغة العربية طيفاً كبيراً من التوصيات، يُعمل بها تبعاً لظرف كل طرف بما يرتئيه وما يناسبه، وبما يخدم توجهاته الوطنية."

 

توصيات قمة اللغة العربية

 

1)    اقتراح وضع سياسات لغوية وتعيين مؤسسات مرجعية تضع التشريعات والقوانين

 

2)    تطوير آليات عمل مجامع اللغة العربية، وتعزيز التنسيق بين الجوائز العربية المختلفة.

 

3)    إقرار ميثاق إعلامي عربي مشترك يعنى باللغة العربية في الإعلام.

 

4)    تأسيس وحدة حكومية لتعزيز المحتوى الإعلامي العربي.

 

5)    إنشاء لجان استشارات تخصصية: لغوية إعلامية اقتصادية تعليمية.

 

6)    تفعيل الشراكة بين الإعلام ومراكز البحث العلمي في مختلف التخصصات الإنسانية واللغوية والعلمية.

 

7)    إقرار مقرر للغة العربية بكليات الإعلام وأقسامها في الجامعات العربية.

 

8)    تفعيل القوانين والتشريعات المتعلقة باستعمال العربية في الفضاء العام.

 

9)    إنشاء مرصد عربي للكتاب، والحد من ظاهرة قرصنة الكتب والتوعية بانتهاكات حقوق الملكية الفكرية.

 

10)    صياغة قانون عربي مشترك لانتقال الكتب والمعرفة بين الدول العربية.

 

 

 

11)    تشجيع الاستثمار في النشر الإلكتروني وتطويره، والكتابة الإبداعية عبر المنصات الإلكترونية.

 

12)    تطوير قواعد موحدة لكتابة المحكية في الحوارات الروائية.

 

13)    تنشيط استخدامات الذكاء الاصطناعي في حوسبة اللغة العربية ومحركات البحث ورصد المحتوى الرقمي وتنشيطه.

 

14)    رقمنة المعاجم، والمخطوطات، والموسوعات العربية، والمكتبات.

 

15)    تنظيم جهود الترجمة وتقوية مرجعياتها.

 

16)    تفعيل الشراكة مع الأطراف العالمية لتحقيق انتشار المحتوى العربي.

 

17)    إنشاء بنك عربي للمعرفة ذي سيادة استراتيجية.

 

18)    إنشاء مؤسسة لتعريب العلوم.

 

19)    وضع رؤى استراتيجية لتطوير مناهج تدريس اللغة العربية.

 

20)    تطوير اختبارات قياس المهارات اللغوية بالعربية.

 

21)    إعداد متخصصين في تعليم العربية كلغة أجنبية.

 

وناقشت قمة اللغة العربية خلال 13 جلسة، عدداً من الموضوعات المهمة، إذ سلطت جلسة "اللغة والثقافة ومســـــارات المستقبـــــل" الضوء على واقع اللغة والثقافة العربية في عالم متغير، وناقشت أهم الجهود والخطوات التي يجب اتخاذها من أجل تصميم مستقبل جديد للغة العربية، وآليات التعاون بين الجهات المسؤولة في مختلف الدول من أجل رسم مسارات مستقبل اللغة العربية.

 

فيما لفتت جلسة "السياسات الوطنية للغة العربية"  إلى ضرورة تجديد تشريعات اللغة العربية من سياسات وقوانين، واستقراء مدى تأثير التشريعات المعمول بها ونتائجها وأفضل ممارساتها عربياً، سعياً لتطوير البنى التشريعية والنصوص القانونية لتشمل جميع مجالات استخدامات اللغة وتطبيقاتها، في مواكبة مستجدات التقنية والتحول الرقمي، وصولاً إلى بلورة التشريعات الداعمة للغة العربية.

 

كما ناقشت جلسة "الترجمة جسر للتواصل الحضاري" مواطن القوة والفرص التي تمنحها فرص التعمق في دراسة الأدب العربي وفنون اللغة وجمالياتها، إلى جانب الحديث عن الدور الكبير الذي تُؤدّيه الترجمة في تواصل الحضارات والثقافات.

 

أما جلسة "اللغة العربية والتعليم" فقد ناقشت تقرير حال اللغة العربية ومستقبلها والمقاربات الجديدة التي رصدها لتطوير مناهج اللغة العربية وسبل تعزيز هذه المقاربات وترسيخها عبر مبادرات جديدة لتطوير مناهج العربية في كافة أنحاء الوطن العربي وربطها باحتياجات المتعلمين واهتماماتهم.

 

وتناولت جلسة "اللغة العربية والتكنولوجيا" أهم قضايا التكنولوجيا في مجالات استخدام وتعليم اللغة العربية وبرمجتها، ورقمنة المحتوى العربي كقضية رئيسية وانشغال يومي، في ظل تحدي تنافسية المحتوى في الفضاء الرقمي، بينما تناولت جلسة "المحتوى العربي على الإنترنت" التحديات والفرص الكامنة في حضور المحتوى العربي على شبكة الإنترنت وفعاليته، وكيفية استغلالها لتعزيز انتشار اللغة العربية وتمكينها.

 

وأشارت جلسة "علاقة الشباب باللغة العربية" إلى ضعف علاقة الشباب العربي باللغة العربية، وسلطت هذه الجلسة الضوء على العلاقة بين الشباب العربي ولغته الأم، من حيث مناقشة واقع هذه العلاقة في سبيل التأسيس لعلاقة جديدة في المستقبل.

 

وكان للشعر مكان في جلسة "أصبوحة شعرية" حيث التقى الشعراء في رحاب قمة اللغة العربية، ليعلنوا رسالتهم في حب اللغة والهوية، وليصيغوا مفرداتهم الخاصة المعبرة عن دورهم الملهم في تقدير اللغة والاحتفاء بمعانيها ومضامينها الشعورية.

 

واستضافت القمة جلسة إطلاق 100 كتاب وكتاب لمركز أبوظبي للغة العربية، ونقاش التوأمة بين اللغة العربية والفنون، وحضور العربية في أصول معاجم عديد اللغات العالمية.

 

فيما التقى معلمو اللغة العربية في جلسة خاصة، تمحورت حول قضايا تعليم العربية في المجتمعات الناطقة بها وبغيرها، بحضور معلمين من عدد من الهيئات في الإمارات، وسلطت الضوء على تجارب شخصية ملهمة للكوادر التعليمية في تعاطيهم مع أولويات وأنماط تفكير الطلبة، وما يطمحون إلى تحقيقه من أهداف في مضمار اللغة العربية التي ينخرطون في مساقاتها الأكاديمية، كما استعرضت الجلسة أهم أساليب وطرق التدريس.

 

يشار إلى أن قمة اللغة العربية تُشكل مرجعية دولية للغة العربية، وتُعزز حضورها وثقافتها وآدابها وفنونها، وتقدم مقاربة جديدة تساعد في تطوير أساليب استخدام اللغة العربية وتمكينها كوسيلة للتواصل واكتساب المعرفة، كما تشكل حدثاً معرفياً وثقافياً جمع تحت مظلة واحدة خبراء اللغة في جميع المجالات، لرسم مستقبل العربية بناء على القراءة الدقيقة للتحديات الحالية.