تعز تحت الحصار.. انتفاضة يمنية لفضح جرائم الانقلاب الحوثي

أخبار محلية

اليمن العربي

أطلق نشطاء يمنيون حملة إلكترونية واسعة النطاق لمطالبة العالم بفك الحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثي على مدينة تعز (جنوب) منذ 7 أعوام.

 

وتأتي الحملة الإلكترونية في ظل وضع إنساني قاسي تشهده المدينة التي توجه مرارة الحصار الحوثي المشدد منذ 2015 وفساد وعبث قياسي من قبل السلطات العسكرية والأمنية الخاضعة لتنظيم الإخوان الإرهابي.

 

وتعز هي كبرى مدن اليمن من حيث الكثافة السكانية وتقطع مليشيات الحوثي كل الطرقات والخطوط الرئيسية إلى قلب المدينة التي تعد عاصمة ثقافية للبلاد، ما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني والمعيشي لملايين اليمنيين.

 

وتداول نشطاء، مساء الاثنين، على نطاق واسع وسم #الطريق_حق_إنساني في مسعى لجذب أنظار العالم نحو جرائم الانقلاب الحوثي، والذي يخنق مدينة تعز ويغلق كل شرايين الحياة باستثناء منفذ متهالك عبر طريق جبلي وعر يصل المحافظة بالعاصمة المؤقتة عدن.

 

وتستهدف الحملة الإلكترونية، تسليط الضوء على العواقب الإنسانية للحصار الحوثي ومعاناة المدنيين جراء إغلاق تلك المنافذ، وحث الجهات الدولية الفاعلة على ممارسة دور أكبر في فتح الطرق المغلقة وإنهاء واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية الداخلية في اليمن.

 

حصار جائر

 

وأصدرت حملة "الطريق حق إنساني"، بيان، جاء فيه إن معاناة أبناء تعز، التي يعيشونها منذ 7 أعوام جراء اغلاق المنافذ والطرق العامة بين وإلى المدينة، يجب أن تنتهي الآن.

 

وأضاف البيان أن الحصار الحوثي الجائر عزل تعز عن أبنائها داخل المدينة وجعلهم يعيشون داخل جزر معزولة، ما دفعهم للجوء إلى طرق فرعية وعرة وشاقة وطويلة تستغرق ساعات طويلة، بعد أن كانت تلك المسافة يتم قطعها في فترة زمنية لا تتعدى بضع دقائق.

 

وأوضح البيان أن معاناة السفر الشاقة، تسبب في وفاة العديد من المرضى، وعرضت حياة الملايين من النساء والأطفال وكبار السن، لمخاطر لا يمكن وصفها.

 

وأشار البيان إلى أن إغلاق المنافذ والطرق، تسبب في ارتفاع جنوني في أسعار السلع، والمواد الغذائية والأدوية، وضاعف من معاناة السكان الاقتصادية و المعيشية.

 

وصمة عار

 

وأجبر الحصار المفروض على تعز، المواطنين اليمنيين للجوء إلى طرقات طويلة وبالغة الخطورة وتعد أشبه بمنحدرات للموت.

 

وحسب وزير الإدارة المحلية السابق عبدالرقيب فتح، فإن المعاناة التي تعيشها تعز منذ سنوات نتيجة الحصار الحوثي وإغلاق المنافذ بين مكوناتها الجغرافية، وبينها وبين المحافظات الأخرى بصورة خاصة، يعد عمل همجي يتنافى مع كل القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية.

 

وكتب المسؤول اليمني السابق، وهو رئيس اللجنة العليا للإغاثة باليمن على حسابه في تويتر، أن صمت المجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية عن الحصار الحوثي وإغلاق المنافذ يعد وصمة عار.

 

المدير التنفيذي لمركز تعز الحقوقي، أيمن الكمالي بدوره شدد على ضرورة ‏إنهاء حصار مليشيات الحوثي عن تعز دون قيد أو شرط.

 

وقال في تدوينة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن "إنهاء الحصار يعتبر مطلب كل اليمنيين، ولا يوجد من يعارض هذه الرغبة الإنسانية سوى المجرم الحوثي الذي يمارس الحصار الظالم".

 

فشل أممي

 

من جانبه، سلط الصحفي والناشط السياسي صلاح الجندي، الضوء على فشل تفاهمات تعز بموجب اتفاق ستوكهولم التي ترعاه الأمم المتحدة، قائلا إن ‏المتارس الترابية والقناصة التابعة للحوثي لم تقطع الطرقات وتقتل المدنيين فحسب، بل أجبرتهم على عبور الجبال والوديان الوعرة وقتلتهم مرتين.

 

الناشط اليمني قال في تصريح صحفي، إن الطريق حق إنساني لا يجب أن يستخدم كورقة سياسية وعسكرية، وعلى المجتمع الراعي لاتفاقية ستوكهولم، أن يعي أن المنافذ الإنسانية يجب أن تحيد عن الصراع والحرب.

 

وكان مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان باليمن، وثق خلال سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر أكثر من 212 انتهاكا حوثيا، أدت إلى مقتل وإصابة أكثر 87 مدنيا معظمهم من النساء والأطفال.

 

فيما شهد العام الماضي وقوع 1488 انتهاكا حوثيا ما أسفر عن مقتل 211 مدنيا بينهم 42 طفلا و29 امرأة في المحافظة التي تعرف بـ"الحالمة".