خبير يحدد موعد إتاحة الدواء للجميع بعد شفاء أول مريض سكري

منوعات

اليمن العربي

وصف أطباء شفاء مريض بداء السكري من الدرجة الأولى بعلاج مبتكر من الخلايا الجذعية بأنه إنجاز علمي، يفتح باب الأمل لباقي المرضى.

 

وأصبح الأمريكي براين شيلتون 64 عاماً، أول مريض في التاريخ يشفى تماما من داء السكري، بعدما حصل خلال تجربة سريرية على علاج جديد باستخدام الخلايا الجذعية التي تنتج الأنسولين.

 

الدواء تطوره شركة "فيرتكس" للأدوية، وبدأ العمل عليه قبل سنوات طويلة الباحث في جامعة هارفارد "دج ميلتون" الذي وهب نفسه لهذا الهدف منذ أن أصيب ابنه وعمره 6 أشهر بالسكري من النوع الأول في سنة 1990 فتحول من باحث في مجال تطور الخلايا العصبية إلى باحث في تطور خلايا البنكرياس.

 

وحصل براين شيلتون في 29 يونيو/ حزيران الماضي، على حقنة من الخلايا، نمت من الخلايا الجذعية ولكن مثل خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين التي يفتقر إليها جسمه. والآن، يتحكم جسمه تلقائيا في مستويات الأنسولين والسكر في الدم، وفقا لتقرير نشرته "نيويورك تايمز" قبل أيام.

 

 

ويعتبر شيلتون أول شخص يتعافى من المرض بعلاج جديد، وقال: "إنها حياة جديدة تماما. إنها تبدو كمعجزة".

 

وأصيب خبراء السكري بالدهشة لكنهم حثوا على توخي الحذر، فالدراسة مستمرة وستستغرق خمس سنوات، وتشمل 17 شخصا يعانون من حالات شديدة من مرض السكري النوع الأول. كما أن العلاج لا يستهدف مرضى السكري من النوع 2 والذي يعد الأكثر شيوعا.

 

ويعتمد الأشخاص المصابون بالسكري من النوع الأول على تناول الأنسولين بشكل دائم، كي يعوض ما لا يصنعه الجسم، ولكن مع العلاج الجديد وجدت البيانات المبكرة من التجربة أن حاجة المريض لحقن الأنسولين انخفضت بنسبة 91% بعد أن تلقى العلاج، مما يعني أن جسمه ينظم مستويات السكر في الدم من تلقاء نفسه.

 

وقال ديفيد طومسون، مدير مركز السكري في مستشفى فانكوفر العام وأستاذ الغدد الصماء في كلية الطب بجامعة كولومبيا البريطانية، إن هذه هي الخطوة الأولى في مجال جديد تمامًا وثوري في تاريخ مرض السكري.

 

من جانبه أوضح الدكتور أسامة حمدي، أستاذ الباطنة والسكر بجامعة هارفارد، بعض اللغط حول الدواء الجديد، مشيرا إلى أن "العلاج يتم بخلايا البنكرياس المخلقة من الخلايا الجذعية للجلد وما ذكر عن العلاج بالخلايا الجذعية مباشرة احتيال علمي، وإذا وضعت خلايا لن تكون خلايا منتجة وسوف تموت على الفور".

 

وأضاف حمدي، أنه كانت هناك مشكلات عدة بخصوص هذا العلاج، أولها أن الجهاز المناعي سيهاجم الخلايا، وثانياً كيفية الحفاظ على الخلايا وإنتاجها بكميات كبيرة والأمر الثالث هو كيفية تغذية الخلية.

 

وتابع أنه للتغلب على تلك المشكلات، فإنه "لا يتم الحصول على الخلية من الأجنة ولكن يتم الحصول عليها من خلايا الجلد ويتم تحويلها لخلايا البنكرياس وهناك إحدى الشركات اشترت براءة الاختراع وبدأت في العمل على الأمر".

 

وأشار أستاذ الباطنة والسكر بجامعة هارفارد في تصريحات لموقع "اليوم السابع" المصري، إلى أن هيئة الدواء الأمريكية سمحت بإجراء التجارب على 17 حالة لإثبات الأمان وبالفعل تم علاج أول شخص من مرض السكري من الدرجة الأولى ولكنه يحصل على مثبطات للمناعة، ولا تزال هناك مشكلة تواجه العلاج وهي هجوم الجهاز المناعي على الخلايا وطريقة تغذيتها، لكن بالفعل هناك شركات طورت كبسولات لحفظ الخلايا وتغذيتها ومنع الجهاز المناعي من تدميرها.

 

وأضاف: "لو سألني أحدهم منذ عدة سنوات عن استخدام الخلايا الجذعية للعلاج النهائي لمرض السكري من النوع الأول لقلت أمامنا عشرات السنين، أما الآن فأكاد أن أجزم أنه في غضون 3-5 سنوات على أقصى تقدير سيُعلن عن الانتصار النهائي بالضربة القاضية على مرض السكري من النوع الأول لرسم البسمة أخيرًا وبعد طول انتظار على شفاه الملايين من المرضي، الذين أرهقهم هذا المرض لسنوات وينتصر العلم مرة ثانية بعد 100 عام من اكتشاف هرمون الأنسولين وإنتاجه".

 

وأوضح أن نجاح التجربة أصبح في حكم المؤكد لو سارت الأمور كما هو مخطط لها، ولكن ربما سيحتاج المريض لإعادة حقن الخلايا سنويًا وهو ما تعتقد الشركة المنتجة للدواء أنه ممكن حيث بإمكانها الآن انتاج عدد ضخم من هذه الخلايا بلا عائق كبير.

 

وتابع: "لن يستغرق سوي 3-5 سنوات على أقصى تقدير. بالطبع ستكون التكلفة باهظة جدًا في البداية حيث ضخت الشركتان اللتان تتنافسان لإنتاج الدواء الجديد مليارات الدولارات للصرف على أبحاثهما حتى الآن ولكن التكلفة ستتناقص بالتأكيد مع مرور الوقت".