إيرلو والحوثي.. صراع نفوذ يفجر خلافا بين الانقلاب وطهران

أخبار محلية

اليمن العربي

خلاف حاد يضرب الانقلاب هذه المرة بين ضابط الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو وزعيم المليشيات عبدالملك الحوثي في صراع يتمحور حول النفوذ.

 

وقالت مصادر سياسية، إن ضابط الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسن إيرلو الذي قدمته طهران كسفير لها لدى حكومة الانقلاب الحوثي بدأ يشكل خطورة على تراتبية نفوذ قيادات المليشيات المنتمية لمحافظة صعدة أو ما يسمى بجناح صعدة المتطرف.

 

هذه التراتبية، وفقا للمصادر، هي تلك التي يرسمها "عبدالملك الحوثي" وشقيقه "عبدالخالق الحوثي" ومعهم المدعو "أبومحفوظ أحمد حامد" ومجموعة من القيادات العسكرية النافذة المنحدرة من صعدة.

 

وبحسب المصادر فقد تجرأ إيرلو على الاقتراب من التراتبية المحصنة للمليشيات الانقلابية وإعادة تشكيل مراكز نفوذ موازية وهو أمر لم يقبله زعيم المليشيات المدعو عبدالملك الحوثي، كونه يشكل خطرا على مكانته كمرجعية جامعة للجماعة الإرهابية.

 

وأفادت معلومات بأن مندوب إيران بصنعاء حسن إيرلو اقترح على قيادات مليشيات الحوثي إزاحة ما يسمى رئيس المجلس السياسي الأعلى (مجلس الحكم) المدعو مهدي المشاط وتعيين القيادي "سلطان السامعي" بدلا عنه.

 

كما قدم "إيرلو" اقتراحات بتعيين قيادات حزبية في مناصب مهمة بدلا عن تعيين قيادات من محافظة صعدة، وهو ما اعتبره جناح صعدة المتطرف تهديدا حقيقا على نفوذه.

 

تحركات تفضح التبعية

 

منذ الظهور العلني لضابط الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو في أكتوبر/تشرين الأول 2020، عمد الرجل إلى إهانة قيادة الانقلاب باعتبارهم مجرد أدوات لطهران وذلك عبر الظهور في الفعاليات الطائفية أو تبني مواقف سياسية تحشر المليشيات في زاوية ضيقة من المناورة المراوغة التي لطالما تمرست عليها. 

 

وبحسب قيادي رفيع في حزب المؤتمر الشعبي العام بصنعاء فإن تحركات "إيرلو" تأتي باعتباره الحاكم الأول لصنعاء ووصل به الحال إلى عقد اجتماعات أسبوعية مع رموز قبلية وشخصيات سياسية ورجال دين ورجال أعمال وكذلك قيادات مدنية ونشطاء حقوقيون إلى جانب لقاءاته بقادة عسكريين سابقين في الجيش اليمني.

 

وقال إن منافسة إيرلو لعبدالملك الحوثي وقيادات حوثية كبيرة على القرار والنفوذ كونه ضابطا عسكريا خلق توجها داخل المليشيات بضرورة استبداله بمسؤول إيراني مدني وسياسي.

 

كما أن الشارع في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية غير متقبل لتحرك الجنرال "إيرلو"، لأن ذلك يكشف ويثبت تبعية المليشيات المطلقة للنظام في طهران، وفق المصدر.

 

واستشهد القيادي بمحاولة اغتيال مليشيات الحوثي لذراع طهران السياسية "سلطان السامعي"، الخميس، والتي كانت أحدث رسالة صريحة لـ"حسن إيرلو" من قبل جناح صعدة المتطرف في الجماعة الإرهابية.

 

وأشار إلى أن حسن إيرلو كان هو الداعم القوي للقيادي الحوثي السامعي، وسبق أن وقف إلى جانبه بقوة إبان صراعه مع قيادات حوثية كبيرة وصل بها الحال حد المطالبة بحبس "السامعي"، رغم أنه من كبار القيادات التي عملت لصالح طهران في اليمن قبل الانقلاب.

 

ولفت القيادي إلى أن مغادرة حسن إيرلو يبدو أنها أصبحت ضرورة حوثية خصوصا لعائلة "بدر الدين الحوثي" وحلفائهم في جناح صعدة القوي داخل المليشيات.

 

كما أن تنامي نفوذ القيادي في المليشيات محمد علي الحوثي بدعم "إيرلو" بات يمثل تهديدا حقيقيا لمكانه زعيم المليشيات ومدى سيطرته على قرار المليشيات الأول، وفقا للمصدر ذاته.

 

خلافات شكلية

 

في الصدد، يعتقد رئيس مركز جهود للدراسات باليمن عبدالستار الشميري أن أي خلافات حوثية مع إيران هي خلافات شكلية لا ترقى للخلافات العميقة، لأن طهران هي الراعي الرسمي عسكريا وتسليحا وتمويلا وإشرافا ومستشارين وحتى على المستوى الدعم الدبلوماسي في المحافل الدولية للمليشيات الانقلابية.

 

ويرى الشميري، في تصريحات صحفية، أن أي تصريحات بشأن الخلافات بين مليشيات الحوثي وطهران قد تستهدف جر الأنظار بعيدا إلى مربعات أخرى.

 

وأوضح أن العلاقة بين مليشيات الحوثي ونظام إيران هي علاقة استراتيجية وليست علاقة هامشية ومهما وصل الأمر وتبديل سفير مكان سفير لا يعني ذلك شيئا.

 

وكان أحد قيادات مليشيات الحوثي خرجت قبل أسابيع تطالب محور المقاومة التي تتزعمه طهران للمشاركة مع الانقلابيين في حربهم باليمن، في محاولة للتغطية على الدعم الإيراني للجماعة.

 

وهو ما أكده الشميري، وقال إن أي تسريبات بشأن الخلافات بين مليشيات الحوثي وإيران قد تحمل أبعادا مختلفة ربما تتكشف في قادم الأيام لكن بشأن العلاقات بين الحوثي وطهران، فهي ليست علاقة عادية أو يمكن اختزالها بتصريح لأحد قيادات الحوثي مهما كان الأمر.

 

وعلق نشطاء يمنيون على الخطوة الحوثية وأكدوا أن ما يجمع الحوثي وإيران أكبر من مجرد سفير بل قرون من الدموية، مشيرين إلى أن مطالب المليشيات باستبدال السفير الإيراني محاولة تستهدف تخفيف الضغط السياسي عليها.