بعد اليمن.. السعودية تواجه إيران في أفريقيا وأمريكا الجنوبية (تقرير)

تقارير وتحقيقات

الملك سلمان وحسن
الملك سلمان وحسن روحاني

بعد إن شن «التحالف العربي» بقيادة المملكة العربية السعودية، بناء على طلب من الرئيس عبد ربه منصور هادي، حرباً على المتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن، وكل ذلك يشكل جزءا من “الجهود” الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية السعودية “الطويلة” لاحتواء ما تعتبره الرياض، توسعًا خبيثا للنشاط الإيراني في الدول العربية، توسعت المملكة في استراتيجيتها المضادة لإيران خارج حدود الشرق الأوسط.

 

مركز التنسيق التابع للتحالف الإسلامي

 

ومن المتوقع أن يعلن التحالف الإسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية، الذي سبب بعض “الارتباك” فيما يتعلق بنطاقه وعضويته عند إعلان الرياض عنه لأول مرة- عن إنشاء “مركز تنسيق” خلال شهر رمضان.

 

وقال العميد السعودي محمد عسيري، المتحدث باسم التحالف العربي لدعم الشرعية، أن الخطوة القادمة هي اجتماع وزراء الدفاع، الذي يمكن أن يُعقد في شهر رمضان، وفي نفس الوقت، نحن نجهز مركز تنسيق في الرياض، مضيفاً أن المركز سيحتوي على موظفين دائمين من جميع البلدان الأعضاء في التحالف، وسيكون مكاناً تتمكن فيه الدول من طلب المساعدة للتعامل مع الحالات القتالية أو عرض المساعدات العسكرية والأمنية وغيرها”.

 

قال الخبير الأمني العراقي مصطفى العاني “الإستراتيجية السعودية مدفوعة أيضاً بإيمان الملك سلمان بأن النفوذ الإيراني نما فقط لعدم وقوف أحد في طريقه”.

 

وأضاف أن التحالف الإسلامي ضد الإرهاب يندرج ضمن سياق الاستراتيجية الجديدة للسعودية، فعندما اجتمع رؤساء أركان 34 دولة إسلامية بعد تدريبات عسكرية مشتركة في أواخر شهر مارس، نُشر في صحيفة الشرق الأوسط السعودية اليومية، رسماً كاريكاتيرياً لطائرة مهاجمة تسقط منشورات عليها إشارة “يمنع الدخول لإيران”.

 

ويقول محللون سياسيون إن هذا التحالف يهدف بالأساس إلى استقطاب دعم المسلمين حول العالم للسعودية للقيام بدور قيادي في مكافحة الإرهاب واستلام راية الجهاد من إيران سواء أدرك أعضاء هذا التحالف الأمر أم لا.

 

باكستان تعلن عن سعادتها للمشاركة مع الرياض

 

وأشاد المتحدث باسم الخارجية الباكستانية «محمد نافز زكريا» بالرياض لإقامة مثل هذا التحالف مع اسلام اباد وأنهم سيكونون سعداء للمشاركة وتبادل الخبرات، وقال أيضا بأن مثل هذه الإجراءات ستستغرق وقتا حتى تتبلور، مضيفاً أن بلاده تسعى لإقامة علاقة أخوة مع باقي الدول الإسلامية رغم تصاعد التوتر ما بين إيران والسعودية.

 

السعودية تدفع إيران بعيداً عن دول أمريكا الجنوبية

 

ويقول أحد المحللين السعوديين المكلّف ببعض الأعمال الدبلوماسية من قبل السعودية إن استضافة الرياض لمؤتمر قمة دول أمريكا الجنوبية والدول العربية في العام الماضي كان يهدف جزئيا إلى دفع إيران بعيدا، بعد  قيام الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد بزيارة عدد من الدول اليسارية مثل فنزويلا وكوبا والأكوادور خلال العام 2012 في سعيه لحشد الدعم الدبلوماسي لإيران محققًا القليل من النجاحات.

 

إيران تنكر رعايتها للإرهاب رغم تورطها

 

وتحاول إيران إنكار رعايتها للإرهاب، من خلال إشارتها إلى سجلها في قتال المتشددين ” تنظيم داعش” عبر دعم المسلحين الشيعة في العراق “الحشد الشعبي”، والرئيس السوري بشار الأسد في سوريا، وفي المقابل، ترى الرياض في دعم طهران لحزب الله اللبناني نوعًا من الرعاية الإيرانية لأحد الحركات الإرهابية في العالم، الأمر الذي دعا السعودية لقطع المساعدات العسكرية عن الحكومة اللبنانية، على خلفية امتناع الأخيرة عن إدانة الهجمات على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران.

 

وتسعى «السعودية» الآن إلى حشد الدعم من أماكن أخرى، من ضمنها دول مثل باكستان وماليزيا بإنشائها تحالفًا ضد الإرهاب في نوفمبر الماضي.

 

السعودية توسع مواجهتها لإيران إلى أبعد من الشرق الأوسط

 

ووسّعت المملكة العربية السعودية من مواجهتها لإيران إلى أبعد من منطقة الشرق الأوسط، متخلية عن اعتمادها الكبير على الحلفاء الغربيين لإخماد طموحات طهران خارج العالم العربي.

 

وقال «مهران كامرافا»، الأستاذ في جامعة جورج تاون في قطر بحسب ما ذكرته وكالة رويترز للأنباء، “من نواحٍ متعددة، بدأ التنافس بين السعودية وإيران يتجاوز منطقة الشرق الأوسط، وهذا تطور مثير للاهتمام لم يحصل من قبل”.

 

المواجهة السعودية الإيرانية في إفريقيا لصالح المملكة

 

وعلى الجانب الإفريقي فإن دولا إفريقية حذت حذو بعض الدول العربية وقامت بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، رغم أن طهران أنفقت الكثير من الأموال لحشد الأصدقاء والحصول على دعمهم في سبيل نشر دعوتها الشيعية في الدول الإفريقية المسلمة في جميع أنحاء افريقيا وذلك عن طريق الاستثمار في عدد من الصناعات مستعينة بدعاية وقوفها ضد الإمبريالية العالمية .

 

ففي العام 2012 قامت سفينتان إيرانيتان بالرسو في السودان على بعد بضعة أمتار قليلة من الساحل السعودي على البحر الأحمر ويأتي هذا بعد سنوات طويلة من توثيق العلاقات الثنائية بين الخرطوم وطهران.

 

لقد قامت الرياض ومنذ ذلك الوقت باستثمار ما يقارب 11 مليار دولار أمريكي في السودان متجاهلة بذلك المذكرة القانونية التي تطالب بإلقاء القبض على الرئيس السوداني «عمر البشير» وسمحت له بزيارة السعودية وعلى ضوء ذلك قامت الخرطوم بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، وقامت كل من جيبوتي والصومال باتخاذ نفس الإجراء.

 

و في النهاية فإن ولي ولي العهد السعودي، ووزير الدفاع، وقائد التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن، الأمير «محمد بن سلمان» الشهر الماضي إن السياسة التوسعية الإيرانية توقفت تقريبا.