من بين 98 مرشحا لرئاسة ليبيا.. امرأتان فقط تتحديان الأعراف

عرب وعالم

اليمن العربي

عندما أعلنت الناشطة السياسية ليلى بن خليفة أنها ستخوض السباق الرئاسي الليبي، قالت إن الرد الأكثر شيوعا كان إطلاق النكات والتعليقات المتعالية.

 

وأضافت أنها حتى عندما التقت مع أحد منافسيها الرجال في الانتخابات المقررة في 24 كانون الأول/ديسمبر، سخر من ترشحها، وتساءل عما إذا كانت تتوقع نيل أي أصوات؟

 

وكون ليلى إحدى امرأتين فقط تخوضان سباق الرئاسة، ضمن 98 مرشحا مسجلا، فهو دليل على أن الفوضى على مدى عشرة أعوام رسخت السياسة الذكورية في ليبيا.

 

ومع استمرار الشكوك حول إجراء الانتخابات بسبب الخلاف بين الفصائل المتناحرة حول قواعدها، لا يزال يهيمن على الساحة قادة مسلحون وزعماء سياسيون يحكمون الدولة الممزقة منذ انتفاضة 2011.

 

وقالت ليلى: ”رأيت بعض تعليقات عندما أعلنت ترشحي، وكان هناك من قال لي أن مكاني البيت وأطهو، وأنا أقول لهم أنا مكاني في كل مكان“.

 

وليلى، البالغة من العمر 43 عاما، من بلدة زوارة في غرب ليبيا، وهي شخصية بارزة في حملة تطالب الحكومة المؤقتة بالوفاء بوعدها بتولي المرأة 30% من المناصب الحكومية العليا.

 

ورغم أن الحكومة عينت امرأة وزيرة للخارجية لأول مرة، فإنها لم تصل إلى نسبة 30% المستهدفة.

 

وقالت ليلى: ”الاتفاقيات التي تحدث في الغرف المغلقة دائما ليست اتفاقيات نزيهة“، في إشارة إلى الصراع السياسي الذي أبعد بعض النساء.

 

وداخل فيلا في طرابلس، تمثل مقر حملتها الانتخابية، حيث توجد قوائم بأرقام الهواتف معلقة على الجدران، ناقش أعضاء الحملة الشبان الأربعة ما إذا كانوا سيبدؤون برنامجها بفعاليات في العاصمة أو في جنوب ليبيا.

 

ولم تبدأ الحملة الرسمية بعد، إذ تنظر اللجنة الانتخابية والمحاكم في طعون بشأن أهلية بعض المرشحين، وهي عملية مشحونة بالمنافسات السياسية والتهديدات بالانسحاب من الانتخابات.

 

واستبعد قرار أولي للجنة الانتخابات الشهر الماضي 25 مرشحا، لكن تم قبول ليلى والمرشحة الأخرى في السباق هنيدة تومية.

 

والمرشحتان مقرهما في غرب ليبيا الذي انفصل عن شرق البلاد بعد الانقسام بين الفصائل المتحاربة عام 2014، والذي تهدف عملية السلام والانتخابات الحالية إلى حله.

 

لم تنعم ليبيا بسلام يذكر منذ انتفاضة 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي، والتي أطاحت بالرئيس الليبي السابق معمر القذافي، مع تنازع عدد كبير من الجماعات المسلحة على السيطرة على الأراضي والإدارات الحكومية والمؤسسات السياسية.

 

وسجلت جماعات حقوقية العديد من حوادث العنف ضد النساء، لا سيما الناشطات اللائي حاولن محاسبة الفصائل المسلحة.

 

وكانت ليلى تنوي خوض الانتخابات البرلمانية المخطط أن تجرى في أوائل العام المقبل، لكن عندما بحثت عن مرشح رئاسي يمكنه تمثيل أفكارها السياسية، أدركت أنها يجب أن تفعل ذلك بنفسها.

 

وقالت: ”التقيت مع شخصيات، ولم يقنعني أي أحد منهم“.

 

وتضم القائمة الطويلة لمرشحي الانتخابات الرئاسية مجموعة من رؤساء الوزراء والوزراء السابقين وغيرهم من السياسيين من مختلف الفترات الانتقالية والإدارات الموازية التي وجدت في ليبيا على مدى العقد الماضي.

 

وللمرشحة الثانية هنيدة (29 عاما) خلفية في العمل الحكومي والتجاري، إذ عملت في صندوق الاستثمار الحكومي الليبي، وفي إدارة شركة للرعاية الصحية في طرابلس.

 

وقالت هنيدة: ”في الانتخابات الرئاسية، يوجد عزوف أو ممكن عدم تشجيع المرأة أو قدرتها على أن تصل للقرار“، مضيفة أن معظم الناس في دائرتها يؤيدون قرارها بالترشح.

 

وأضافت: ”وأنا شخصيا قيل لي هذا الكلام، أن أبقى في البرلمان، لأن المنافسة ستكون أقوى بس في الانتخابات الرئاسية، لأن المنافسة ستكون صعبة عليكِ، ولكن أنا كانت لدي قناعة ويقين بأنني لدي المقدرة على قيادة المرحلة القادمة“.