ناطق الحوثيين في السعودية لإنقاذ التفاهمات وأنفسهم بعيداً عن "صالح"

أخبار محلية

محمد عبدالسلام
محمد عبدالسلام

كشفت مصادر سياسية مطلعة أن زيارة رئيس وفد الحوثيين التفاوضي والناطق باسمهم محمد عبدالسلام للسعودية تأتي في سياق مساع لإنقاذ التفاهمات على الحدود التي تم التوصل إليها في وقت سابق من جهة، ومناقشة ترتيبات الحل السياسي التي يجري وضعها في الكويت.

 

وبحسب صجيفة "العرب" الصادرة اليوم الأحد ، اطلع عليها "اليمن العربي" ، فإن الحوثيين يسعون إلى إظهار احترامهم للسعودية واعتبارها طرفا رئيسيا في رعاية الحل السياسي باليمن، ملوّحين بالاستجابة لبعض مطالبها وبينها الافتراق في المواقف عن الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

 

ولم يستبعد متابعون للشأن اليمني أن تكون زيارة عبدالسلام المفاجئة للسعودية مناقشة ترتيبات الترشيحات الخاصة برئيس وزراء جديد وحكومة وفاق وطني تتسلم من الشرعية صلاحياتها بتزكية من الولايات المتحدة والقوى الغربية الكبرى.

 

ويلفت الباحث في الشأن الخليجي عدنان هاشم إلى أن زيارة عبدالسلام للسعودية تأتي عقب تصريحاته التي أطلقها للصحافة الكويتية والتي أشار فيها إلى قبول الحوثيين باستمرار بقاء الرئيس عبدربه منصور هادي رئيساً لفترة انتقالية، وهو الأمر الذي ينسجم مع مواقف السعودية المعلنة بموافقتها على أن يكون للحوثيين دور في مستقبل اليمن والرافضة لبقاء علي عبدالله صالح، وهو التوجه الذي يتوافق مع الرغبات الحوثية الكامنة في الاستحواذ على نصيب صالح من الكعكة.

 

وكانت تقارير قد أشارت إلى وجود تحركات موازية في الكويت بين أطراف إقليمية ودولية لبحث بدائل خاصة في ظل تمسك الوفدين المتفاوضين بشروطهما ورفض تقديم أيّ تنازلات.

 

وأعلن ناطق الحوثيين أن زيارته للرياض “تأتي في سياق التفاهمات القائمة بشأن الحدود اليمنية السعودية”. وذكر في بيان مقتضب على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن “هدف الزيارة أيضا، ترتيب عمل اللجان (في إشارة للجان التهدئة المنبثقة عن “اتفاق وقف الأعمال القتالية”، الذي دخل حيز التنفيذ في 11 أبريل الماضي)، وجاءت بعد التنسيق مع الأمم المتحدة”.

 

وأكدت مصادر مقربة من الحوثيين، أن الزيارة هي الثانية لعبدالسلام للمملكة منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عام، سبقتها لقاءات مكثفة مع السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر.

 

ودخلت المشاورات بين وفد الحكومة اليمنية من جهة، والحوثيين، وحزب الرئيس السابق، علي عبدالله صالح من جهة أخرى، أسبوعها السابع، دون إحراز أيّ اختراق حقيقي لجدار الأزمة، فيما لجأ المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى عقد جلسات غير مباشرة بين الوفدين، منذ 24 مايو الماضي، من أجل ردم الهوة وتقريب وجهات النظر.

 

ورجّح الصحافي اليمني نبيل الأسيدي أن تكون زيارة عبدالسلام ذات صلة بالمشاورات التي تستضيفها الكويت، إضافة إلى مناقشة خروقات الهدنة التي ترتكبها جماعة الحوثي في العديد من المناطق اليمنية خاصة وأن القيادي الحوثي صرح بأنه سيلتقي بالقيادات الميدانية المعنية بالهدنة في ظهران الجنوب السعودية.

 

وتأتي زيارة عبدالسلام عقب تصاعد المؤشرات على انهيار الهدنة على الحدود اليمنية السعودية وبين الجيش الوطني والميليشيات، ومعاودة الحوثيين لإطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي السعودية، إضافة إلى التصعيد الإعلامي والسياسي تجاه السعودية.

 

وجاء التصعيد بصورة أكثر وضوحاً من خلال تصريح رئيس المجلس السياسي للجماعة صالح الصماد الذي اتهم السعودية بالاستمرار في إرسال القوات عبر منافذها إلى مناطق المواجهات وشكك في رغبتها في التوصل إلى اتفاق سياسي.

 

ويتهم الصماد بأنه من التيار المقرب للرئيس السابق الذي يعارض وجود أيّ تقارب سعودي-حوثي لا يكون حزب المؤتمر طرفا فيه، بينما يوصف محمد عبدالسلام بأنه مهندس التقارب مع الرياض وهو ما جعله عرضة لانتقادات شديدة من قبل التيار القبلي في الجماعة القريب من صالح والتيار العقائدي الذي يؤمن بأنه يخوض معركة مقدسة لا مكان فيها للتنازلات السياسية.

 

ويشير المحلل السياسي ورئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات نجيب غلاب إلى أن نقض التعهدات وعدم الالتزام بها من أبرز سمات الجماعة الحوثية. وسبق لها وأن أرسلت عبدالسلام إلى الظهران لتقدم نفسها كحامٍ للحدود وأمن المملكة ولكنها بعد ذلك استمرت في ممارسة سلوكها الانقلابي داخليا والعدائي على الحدود وهذه الزيارة تهدف لتثبيت التعهدات بعد نقضها.


ويضيف غلاب أن الجماعة الحوثية تدرك أن أيّ نقلة في تثبيت وجودها في السلطة يحتاج إلى قبول دول الخليج شرط تجذير الوجود في الحكم اليمني كمرحلة أولى وإن تطلب ذلك قبولها بالشراكة.