مركز أبوظبي للغة العربية يحتفي بعيد الاتحاد الخمسين للإمارات

ثقافة وفن

اليمن العربي

احتفى أعضاء اللجنة العلمية لمركز أبوظبي للغة العربية، الأربعاء، باليوم الوطني الخمسين، مؤكدين أن الإمارات أصبحت في صدارة الوعي العربي.

 

وأضافوا أن الإمارات استطاعت منذ لحظة تأسيسها في عام 1971 أن تسجل حضورها القوي في المحافل الدولية، وشهدت انطلاقتها منذ اللحظات الأولى إعلاناً عن إرادة حضارية تتمثل في بناء مجتمع يتصل بماضيه ويعيش حاضره على نحو خلاق.

 

وقال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، إن عيد الاتحاد الخمسين مناسبة وطنية مجيدة تعيش في الوجدان، تحكي قصة وطن ضرب جذوره بعمق، بإرادة وعزم ورؤية مستقبلية نحو التطوير والبناء والريادة في شتى المجالات وعلى الأصعدة كافة وفقا للعين.

 

وأضاف: "خمسون عاماً مضت، سطرت الإمارات خلالها قصة المثابرة والمجد لبناء الوطن النموذج في الاستقرار والسلام والتعايش في المنطقة، برؤية ثاقبة للشيخ زايد، وبعزيمة القيادة الحكيمة للاتحاد منذ تأسيسه وحتى هذا اليوم".

 

وتابع: "نقف اليوم في محطة لاستلهام التاريخ المشرق للإمارات الحبيبة ونحن نحيي الذكرى الخمسين لتأسيس الإمارات.. وإذ نتطلع اليوم إلى الأعوام الخمسين القادمة نحو المئوية، نستمد من عبق فكر الأب المؤسس دروساً وعبراً نحو مستقبل مشرق لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار".

 

وقال الدكتور عبدالله الغذامي، أستاذ النقد والنظرية في جامعة الملك سعود في الرياض، إن الإمارات مضت على نحو فريد نحو التنمية والازدهار والاستقرار لتصبح في صدارة الوعي العربي وتكتب رمزيتها في الإنجاز والتنمية من جهة، وفي نموذجها الإنساني بشخصية الإماراتي والإماراتية بما أنها شخصيةٌ إنجازيةٌ عملاً وتسامحيةٌ سلوكاً، ومن الجلي أن شخصية (زايد المؤسس) تتجلى في سلوك وإنجاز كل إماراتي وإماراتية، وتلك هي سمات المعنى الوحدوي والمعنى الإنجازي، أبارك للإمارات في ذهبيتها وفي صورتها المغروسة في معناها ومنجزها.

 

وأضاف الدكتور محسن الموسوي، أستاذ الأدب العربي في جامعة كولومبيا: "لا يسع المرء وهو يراجع تاريخاً يمتد طيلة خمسين عاماً إلاّ أن يرى في ظهور اتحاد الإمارات خطوة جبارة، وتاريخية وهي كذلك لا على أساس المصالح النفعية وإنما على أساس متين يتشكل من عمق الرابط الجغرافي والتاريخي – الحضاري والثقافي الذي يجمعها في كتلة واحدة ذات ثقل جغرافي وإستراتيجي في المنطقة".

 

وتابع: "في زمن التكتلات، تتأكد أهمية هذا الاتحاد، والذي يجعل من الإمارات دولة متميزة استخدمت ثروتها بنجاح في البناء والإعمار والتربية والتعليم والثقافة والزراعة والاقتصاد. ويذكر المرء باعتزاز الزعامة المتميزة للشيخ زايد، وصحبه الذين رافقوه في هذه المسيرة وذلك التطلع النير لإيجاد دولة قادرة على أن تميز نفسها حضارياً على أساس التعايش الخلاّق والمبدع. فهنيئاً للإمارات بيوبيلها الذهبي، وهنيئاً للأمة العربية وهي ترى أحد أركانها يمضي قدماً في نهضة متصلة من البناء والإعمار والعطاء".

 

وقال الدكتور عبدالله ماجد، المدير التنفيذي للأرشيف الوطني الإماراتي: "خمسون عاماً مضت عامرة بالخير وحافلة بالإنجازات الاستثنائية؛ قدمت الإمارات فيها للعالم تجربة فريدة؛ إذ شهدت أسرع مسيرة بناء وتطوير للإنسان والمكان، انتقلت فيها الإمارات من رمال الصحراء لتعانق الفضاء برؤى الباني والمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه الآباء المؤسسين، وبهمّة القيادة الحكيمة التي سارت على نهجه فروّضت المستحيل".

 

وأضاف: "ونحن اليوم نقف على أبواب الخمسين عاماً القادمة بإرادة مفعمة بروح التحدي على مواصلة المسيرة الخالدة، ونحن نجدد العهد على الولاء والعطاء والمحافظة على الريادة بمزيد من الإنجازات العظيمة، نستهدي برؤى قيادتنا الحكيمة التي تستشرف المستقبل وهي تواصل البناء والتنمية".

 

وأكمل: "إننا ندرك أهمية المرحلة المقبلة، وأن لكل منا دوره، وعليه أن يؤدي واجبه الوطني فيها، ولذلك سنعمل على أن تكون مرحلة ذهبية تبهر العالم، ونحن نواصل فيها المسيرة بحماس ينسجم مع طموحات شعب الإمارات الذي يندفع نحو المستقبل بحلة عالمية جديدة، لنؤكد للعالم أن أبناء الإمارات يتأسون بقادتهم العظام إذ تقترن أقوالهم بأفعالهم، وهم يضعون نصب أعينهم المبادئ الوطنية العشرة التي اعتمدها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لتشكل مساراً استراتيجياً واضحاً للخمسين عاماً القادمة".

 

وأكد أن مسبار الأمل نحو المريخ، وإكسبو 2020 الذي حطّ في الإمارات ليبهر العالم، والطاقة النووية السلمية في محطات براكة، وغيرها من المشاريع العملاقة الكثيرة التي سطع نجمها ونحن نودع خمسين عاماً مضت ونستعد لخمسين عاماً قادمة كفيلة بأن تبعث في نفوسنا الأمل وتشحنها بروح التحدي على مواصلة المسيرة بوتيرة أسرع لكي يظل وطننا واحة للتسامح والأمن والأمان والتقدم، تهوي إليه أفئدة الناس الذين يحلمون بالحياة السعيدة.

 

كما أضاف الدكتور محمد صلاح الدين فضل، رئيس مجمع اللغة العربية في مصر، أنه "عندما تستثمر ثروات البلاد الطبيعية والبشرية في تحقيق أعلى مستوى من الرخاء العادل للجميع ترضي نفوسهم وتضمن مستقبل أجيالهم ويصبح الاستقرار السياسي والوفرة المادية نموذجا يحتذى به لدى الشعوب الأخرى"، مشيرًا إلى أن "رؤية القائد وبصيرته تقوم في احتضان أعضاء الاتحاد ورعاية سلطاتهم ومصالح شعوبهم بدور أساسي في تأسيس الاتحاد على التكافؤ والإيثار والمحبة".

 

وقال "استطاع حكيم العرب الشيخ زايد أن يمد مظلة خيرات وطنه إلى جميع الأقطار المحتاجة بمشروعات تنموية خالدة تحمل اسمه وبصمة الإمارات معه.. ومضى الجيل الثاني من الحكام على ذات الخطوات الحميدة فجنوا ثمارها الطيبة".

 

وتابع: "أضاف أبناء زايد بقيادة الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، ولعاً جديداً بالفنون والعلوم والتعاون الخلاق مع بقية حكام الإمارات ليضعوا الإمارات في المركز الأول في مصاف الدول المتقدمة".

 

واختتم: "أخيراً أصبحت الإمارات بكل هذا الجهد الخلاق مثلاً أعلى تتمنى أن تسير على هديه بقية الدول الإقليمية في العالم العربي، كما أصبحت الإمارات الرائدة في العمل الثقافي المبدع".

 

وعلق الدكتور فيتالي نعومكن، مدير معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، قائلا: "تولي روسيا أهميةً كبيرةً لمكان ودور الإمارات، ليس فقط في الشرق الأوسط، بل وفي العالم أجمع، كقوة تكنولوجية واقتصادية وثقافية وحضارية عالية التطور بنظام اجتماعي وسياسي حديث وفق أعلى المعايير".

 

وأكد أن الإمارات تلعب دوراً كبيراً في نشر اللغة العربية وأفضل نماذج الأدب العربي في العالم، وفي تعريف الشعوب الأخرى بما في ذلك الروس على التراث الثقافي العربي، مضيفا: "يعتبر اليوبيل الذهبي الذكرى الخمسين لتأسيس الإمارات حدثاً تاريخياً لمواطنيها ولأصدقائها في البلدان الأخرى، بما في ذلك روسيا".

 

وقال: "سيحتفل المجتمع الكبير من المستعربين الروس بهذا اليوبيل، خاصة في ظل الدعم المقدم من الزملاء في الإمارات، بما في ذلك من اللجنة العلمية لمركز أبوظبي للغة العربية، في دراسة اللغة العربية وآدابها وفي دعم حركة الترجمة في الجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى".

 

وقال الدكتور خليل الشيخ، عضو الهيئة العلمية لجائزة جائزة الشيخ زايد للكتاب إن الإمارات استطاعت منذ لحظة تأسيسها في عام 1971 أن تسجل حضورها القوي في المحافل الدولية، مؤكدا أن انطلاقتها شهدت منذ اللحظات الأولى إعلاناً عن إرادة حضارية تتمثل في بناء مجتمع يتصل بماضيه ويعيش حاضره على نحو خلاق.

 

وأضاف: "عمل القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، على بناء مجتمع متطور عماده العلم والمعرفة وقوامه التسامح والتعايش واحترام التنوع الثقافي. وفي ضوء ذلك ظلت الإمارات تنمو صعدا حتى وصلت إلى إنجازات مرموقة في عالم التقدم والتكنولوجيا، وتمكنت من بناء اقتصاد المعرفة الذي يقوم على تنمية ثقافية حقيقية تستهدف بناء الإنسان وإطلاق قدراته. نبارك للإمارات إنجازاتها ونتمنى لها المزيد من التقدم الحضاري المثمر".

 

وأردفت الدكتورة هنادا طه، أستاذ كرسي اللغة العربية بجامعة زايد: "في احتفالية الإمارات بخمسينيتها، أذكر أن الإماراتقدمت أكبر وأهم مبادرات في اللغة العربية في العالم أجمع. وفي الخمسين سنة القصيرة في عمر الشعوب، سابقت الإمارات نفسها للعناية باللغة العربية وتسليط مليون ضوء عليها، من برامجها المتنوعة من شاعر المليون إلى مركز أبو ظبي للغة العربية إلى الجوائز العديدة في كل مجالات اللغة ومعارض الكتب والتقارير والدراسات التي تجعلنا كل يوم نعيش ألمعية اللغة العربية ونبل دولة الإمارات".

 

وقالت الدكتورة باولا سانتيان غريم، المستعربة والمترجمة، عضو اللجنة العلمية لمركز أبوظبي للغة العربية: "منذ زمن طويل كانت اللغة العربية بحاجة ماسة إلى مؤسسة راقية بمستوى مركز أبوظبي للغة العربية، وهي مؤسسة تتطلع إلى تطوير ومعالجة العربية في مجالات عديدة مثل التشريعات والإعلام والنشر، صناعة الكتاب والترجمة والتكنولوجيا، البحث العلمي والتعليم".

 

نموذج التسامح والتعايش بين الحضارات

وأكملت: "ليس من الصدفة أن تكون الإمارات، وهي نموذج للتسامح والتعايش بين الحضارات، هي الدولة التي بادرت في إنشاء مركز يستهدف برامجه كل من الناطقين وغير الناطقين بالعربية، وأنا متأكدة أن بفضل المشاريع والخطط الاستراتيجية للمركز سنشهد في السنوات القادمة ازدياداً بارزاً في تطوير لغة الضاد على جميع المجالات".

 

وقالت إن تعلّم لغة أجنبية ما، يوفّر لنا الفرصة ليس فقط للتواصل مع الآخرين بل لرؤية العالم من منظور مختلف، وبالتالي لتوسيع الوعي وإمكانية تقبّل الآخر.

 

وأضافت: "خلال جلسة ثقافية في معرض العين للكتاب، حول حيويّة اللغة العربية ودورها التواصلي بين الحضارات، لقد وصفتُ إحساسي عند تحدّثي العربية بطلاقة وكأنني كائن مزوّد بأجنحة أستطيع التحليق عبر سماء رهيبة ومذهلة. غير أنني أدرك الآن أن العربية لغة (ومنظور) تمكّنني أيضًا من الهبوط في حقول هادئة وخصبة جدًا، أستمتع بها مثل ما أستمتع عندما أطير عبر سمائها".

 

وأضافت: "إن يوم ١٨ ديسمبر هو اليوم العالمي للغة العربية ولكن في حقيقة الأمر نحن، ناطقو العربية، نحتفل بها كل يوم. أيتها اللغة العربية: كل سنة وأنتِ طيبة.. وكل سنة وأنتِ تجعليننا نطير ونهبط، ونهبط ونطير".

 

وأضاف الدكتور بلال الأرفه لي، أستاذ كرسي الشيخ زايد للدراسات العربيّة والإسلاميّة ورئيس دائرة العربيّة ولغات الشرق الأدنى في الجامعة الأمريكيّة في بيروت، أن حياة اللغات من حياة شعوبها وأوطانها، ومذ وُلدت الإمارات كُتبت للعربيّة أعمارٌ جديدة.

 

وأضاف: "بورك لاتّحاد الإرادة خمسون عامًا من المبادرات والمشاريع، بدأت بمقولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: "... حتّى ينبت الخير، " وتحصد اليوم تاريخًا جديدًا للّغة العربيّة وأهلها.