هل سيؤثر إدراج التحالف العربي ضمن القائمة السوداء على نهج قوات الشرعية؟ (تقرير)

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أدرج الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن ضمن القائمة السوداء للدول والمجموعات المسلحة التي تنتهك حقوق الأطفال أثناء الصراعات.

 

وأضاف بان كي مون في تقرير له صدر الخميس 2 يونيو، أن "التحالف كان مسؤولا عن 60 في المئة من حالات الوفاة والإصابة التي لحقت بالأطفال خلال العام الماضي، أي مقتل 510 طفلا وإصابة 676 آخرين".

 

وسجل التقرير زيادة كبيرة في عدد الأطفال الذين قتلوا أو أصيبوا بتشوهات خلال عام 2015، بلغت ستة أضعاف مثيلاتها لعام 2014، وأضاف أن هذه الزيادة مستمرة خلال العام الجاري.

 

كما ذكر التقرير ذاته أن هناك ارتفاعاً في عدد الهجمات التي طالت المدارس والمستشفيات، خلال عام 2015، نتيجة زيادة وتيرة الضربات الجوية واستخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان.

 

وألقى التقرير باللائمة على طرفي النزاع الرئيسيين، جماعة أنصار الله الحوثية والتحالف الذي تقوده السعودية، محملا كلاهما المسؤولية عن الجزء الأكبر من الانتهاكات.

 

وبرر بان كي مون سبب إدراجه طرفي الصراع في القائمة السوداء إلى "انخراطهما في عمليات القتل والتشويه التي طالت الأطفال، إضافة إلى الهجمات التي استهدفت المدارس والمستشفيات".

وعلي عكس التحالف الذي أدرج اسمه لأول مرة في تقرير الأمين العام، فإن جماعة أنصار الله الحوثية والقوات اليمنية الحكومية والميليشيات الموالية لها، تظهر في تلك القائمة منذ ما لا يقل عن خمس سنوات.

 

وتضع تقارير الأمم المتحدة في قائمتها السوداء السنوية الدول والمجموعات التي "تتورط في تجنيد واستخدام الأطفال، وممارسة العنف الجنسي ضدهم، وقتلهم وتشويهم، واستهداف المدارس والمستشفيات، والهجوم أو التهديد بمهاجمة الأفراد الخاضعين للحماية، إضافة إلى خطف الأطفال".

 

وقالت كيرستي ماكنيل، المسؤولة بمنظمة "أنقذوا الأطفال" البريطانية، إن هذه هي المرة الأولى التي يوضع فيها اسم تحالف عسكري في ما وصفته بـ "قائمة العار".

 

وفي سياق متصل، أشار التقرير إلى الضربات الجوية الأمريكية الذي طالت مستشفى تابعا لمنظمة "أطباء بلا حدود" في مدينة "قندوز" الأفغانية، والتي أسفرت عن مقتل العشرات من الطاقم الطبي والمرضى. لكن التقرير ذكر أن الهجوم نفذ بواسطة "قوات دولية"، ولم يدرج اسم الولايات المتحدة في القائمة السالفة.

 

وتضمن التقرير أيضا أسماء قوات حكومية ومنظمات في أفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية والصومال وميانمار وجنوب السودان والسودان وسوريا.

 

وفي حديث مع بي بي سي عربي، يقول الدكتور خالد محمد باطرفي، الأكاديمي والمحلل السياسي السعودي، إن "الأمم المتحدة هي من أوصلت اليمن إلى هذا الوضع وهي من تتحمل المسؤولية".

 

ويتابع أن "الحوثيين لم يلتزموا بأي معاهدات بما فيها اتفاقية (السلم والشراكة) خلال فترة وجود المبعوث الأممي السابق، جمال بن عمر".

 

ويرى باطرفي أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ربما "أراد - في ضربة استباقية - أن يهاجم التحالف نتيجة الدور الملتبس الذي قام به في الصراع اليمني".

 

ويردف باطرفي أنه "عقب صدور القرار الأممي 2216 - تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة - كان يتوجب على الأمين العام أن يقدم تقريرا خلال 15 يوما بمدى التزام الحوثيين ببنود القرار وهو ما لم يحدث حتى الآن".

 

ويشكك الأكاديمي السعودي في شفافية التقرير نفسه قائلا إنه "لم يتضمن ذكر اسم أي دولة من الدول العظمي رغم الانتهاكات المنسوبة إليها والأدوار التي تلعبها سواء في العراق أو سوريا أو أفغانستان".

 

وبدأ التحالف الذي تقوده السعودية حملته العسكرية، مارس 2015، في محاولة لمنع سيطرة جماعة أنصار الله الحوثية والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، من السيطرة الكاملة على اليمن.


وسيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر 2014، مما اعتبر انقلاباً في موازين القوى بين الأطراف اليمنية المتصارعة.