خامنئي يتهم واشنطن بعدم تنفيذ الاتفاق النووي

عرب وعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اتهمت طهران واشنطن بعدم تنفيذ بنود الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع القوی الكبری عام 2015، خصوصاً في ما يتعلق برفع العقوبات الاقتصادية.

 

وأشار مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي أمام حشد لمناسبة الذكری الـ27 لرحيل الامام الخميني في مرقده جنوب طهران أمس، إلی تبلغ إيران رغبة من الأميركيين في مشاركتها بحل أزمات إقليمية ومنها السورية، وأكد أن بلاده لا تعتزم التعاون مع «الولايات المتحدة، الشيطان الأكبر» ولا مع «بريطانيا الخبيثة» لأنهما «تمتلكان مخططاً وتدعواننا إلى لعب دور في مخططهما، وفي الساحة التي تريدان تقسيمها، وتفرضان علينا قواعد اللعبة».

 

واتهم المرشد الإيراني واشنطن ولندن بـ «محاولة استغلال الإمكانات الإقليمية ومنها تلك التي تملكها الجمهورية الإسلامية لتحقيق أهدافهما». واعتبر دخول إيران في «لعبة البلدين يعني دعمها مخططاتهما ومساهمتها في استكمال الخريطة التي تريدان رسمها في المنطقة، وهذا يتعارض مع الإرادة السياسية المستقلة».

 

وشكك خامنئي بنيات «الولايات المتحدة التي تطالب بدمج الاقتصاد الإيراني بالعالمي الذي ترسم حدوده دوائر رأسمالية تشارك فيها الصهيونية، للهيمنة علی المقدرات المالية في العالم».

 

وشدد على أن الحديث عن تآمر الأعداء علی إيران «ليس وهماً»، ذلك أن «مصالح إيران تختلف 180 درجة عن مصالح أميركا»، ومن يرى خلاف ذلك «يضع نفسه في دائرة المؤامرة».

 

وقال إن إيران «لا يمكن أن تكون غير مبالية حيال الهيمنة والتسلط»، مشيراً إلی دور أميركا المباشر في الانقلاب علی رئيس الوزراء الإيراني السابق محمد مصدق، ودورها في الحرب العراقية - الإيرانية وإسقاط طائرة النقل المدنية الإيرانية، وخلص إلى أن «من يعتقد بإمكان الثقة بالولايات المتحدة فإنه يرتكب خطأ كبيراً».

 

ورأی أن إيران «تملك أعداءً صغاراً، لكن عدويها الرئيسين هما أميركا وبريطانيا الخبيثة، لأننا قبل الثورة وبعدها وإلى الآن، كنا في مواجهة مع العدو البريطاني، وخبث الإنكليز وصل إلی درجة تفعيل ماكينتهم الإعلامية في ذكری رحيل الامام الخميني للطعن بمسيرة إمامنا الكبير ونشرهم وثائق أميركية»، في إشارة إلى ما بثته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بالفارسية حول وثائق أفرجت عنها الخارجية الأميركية عن «اتصالات» للخميني عام 1963 مع الرئيس الأميركي السابق جون كنيدي بهدف إطاحة شاه إيران السابق محمد رضا بهلوي. واعتبر خامنئي أن تلك الوثائق مزورة.

 

ووضع المرشد «خريطة طريق» للحكومة والشعب في إيران لمرحلة ما بعد الاتفاق النووي، مشيراً إلی أن الولايات المتحدة «لا تريد التنازل عن ثوابتها مهما قدمت إيران من تنازلات».

 

ودعا خامنئي إلی مصالحة وطنية بين الشعب والحكومة و»تحديداً أولئك الذين يعارضون السياسات الحالية، والمحافظة علی مسافة من العدو، لأن المواجهة مع جبهة عريضة نواتها أميركا وتمتد إلی أكثر من مستوی وأكثر من منطقة».

 

وحض بعض المشاركين في إحياء الذكرى والذين هتفوا ضد الحكومة إلی تغيير مواقفهم ودعمها في سعيها إلی «تفعيل الاقتصاد المقاوم لمعالجة مشكلات المواطنين الاقتصادية».