هل يستغل السرطان العلاج الكيماوي لاستيطان الرئة؟
ما يستهدف العلاج الكيماوي التخلص من الخلايا السرطانية التي ظهرت بعضو معين، كشف دراسة حديثة، أنه يمنح هذه الخلايا موطأ قدم بالرئة.
وخلال الدراسة، التي أجريت على خلايا سرطان الثدي، المنشورة مؤخرا في النسخة الإلكترونية من "المجلة الدولية للعلوم الجزيئية"، وجد الباحثون من جامعة ولاية أوهايو الأمريكية، أن العلاج الكيماوي يجعل هناك تسربا في جدار الخلايا البطانية المبطنة للجانب الداخلي للأوعية الدموية بالرئة، مما يجعل الخلايا السرطانية أكثر عرضة للالتصاق بجدران هذه الأوعية.
والخلايا البطانية المبطنة للجانب الداخلي للأوعية الدموية تشبه جدارًا من الطوب، وكل لبنة ملتصقة بإحكام بالتي تليها، وما وجده الفريق البحثي في التجارب التي أجريت على فئران التجارب عند علاجها بالعلاج الكيميائي، هو أن هذا العلاج يجعل الوصلة الضيقة بين اللبنات غير محكمة، وبالتالي يمكن للخلايا السرطانية الضغط لتوجد بين هذه اللبنات، لتجنب الانجراف عن طريق تدفق الدم.
وعالج العلماء خلال الدراسة الفئران السليمة مسبقًا بعامل العلاج الكيميائي وأعطوها حقنًا في الوريد بعد أربعة أيام من خلايا سرطان الثدي، وفي غضون ثلاث ساعات من الحقن كانت الخلايا السرطانية تخترق الوصلات بين خلايا الأوعية الدموية في الرئتين وترتبط بالبنية التحتية لتلك الأوعية، متجنبة الانجراف عن طريق تدفق الدم، وفي المقابل كان التصاق الخلايا السرطانية بجدران الأوعية الدموية في الفئران بمجموعة التحكم، والتي لم تتلق العلاج الكيميائي، ضئيلًا نسبيًا.
وعزا الباحثون ذلك إلى أن العلاج الكيماوي المستخدم في الدراسة، والمسمى "سيكلوفوسفاميد"، أدى إلى زيادة مستويات إنزيم في الدم يسمى (MMP-2) وهذا يزيد من التغييرات المستحثة في الغشاء القاعدي، وهو مادة توجد تحت الخلايا البطانية المبطنة للجانب الداخلي للأوعية الدموية، وهو ما يسمح للخلايا السرطانية بالالتصاق ببطانة الأوعية الدموية.
ويقول تسونوين هاي، أستاذ الكيمياء البيولوجية وعلم العقاقير في جامعة ولاية أوهايو وكبير مؤلفي الدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: "في السنوات العشر الماضية اكتشف الباحثون آثار العلاج الكيميائي على الخلايا غير السرطانية ومساهمته في حدوث ورم خبيث غير الورم الأصلي، وتضيف دراستنا دليلا قويا على كيفية تأثيره على الرئة، عن طريق التصاق الخلايا السرطانية بجدران الأوعية الدموية".