طلبات ورد صارم.. تفاصيل محادثة ميركل ولوكاشينكو حول "أزمة الهجرة"

عرب وعالم

اليمن العربي

قبل أيام، أعلنت برلين عن اتصال هاتفي بين المستشارة أنجيلا ميركل، ورئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، دون تفاصيل.

 

 وجاء هذا الاتصال في إطار أزمة كبيرة بين بولندا والاتحاد الأوروبي من جهة، وبيلاروسيا من جهة أخرى على خلفية اتهامات للأخيرة باستخدام المهاجرين كسلاح ضد أوروبا.

 

وكان بيان المستشارية الألمانية، مقتضبا للغاية، مساء الإثنين، إذ قال المتحدث باسم الحكومة ستيفان زايبرت، إن ميركل ولوكاشينكو تحدثا عبر الهاتف، حول "الوضع الصعب على الحدود بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي".

 

لكن صحيفة "بيلد" الألمانية نقلت عن مصادر حكومية مطلعة، الأربعاء، أن رئيس بيلاروسيا هو من طلب إجراء المحادثة الهاتفية مع ميركل.

 

وتابعت المصادر: "طلب لوكاشينكو من ميركل لعب دور وساطة بينه وبين الاتحاد الأوروبي، والاعتراف به كرئيس، ورفع العقوبات الأوروبية التي فرضت بعد اتهامات لنظامه بتزوير الانتخابات الرئاسية، وتوقيف طائرة ركاب في أجواء البلاد لاعتقال معارض كان على متنها".

 

وأضافت المصادر: "يريد لوكاشينكو من الاتحاد الأوروبي استقبال نصف المهاجرين المكدسين في بلاده، بعد أن عمل نظامه في الأشهر الماضية على جلب هؤلاء إلى البلاد تمهيدا لدفعهم إلى الأراضي الأوروبية".

 

كما طلب رئيس بيلاروسيا من المستشارة الألمانية، الحصول على مساعدات مالية لتشييد الملاجئ الطارئة للاجئين، إذ يخشى قدوم موجة أكبر من اللاجئين من أفغانستان إلى بلاده.

 

ووفق المصادر ذاتها، ظلت ميركل صارمة خلال المحادثة التي استمرت 50 دقيقة، لكنها وعدت الرئيس البيلاروسي بدراسة حلول مختلفة ومناقشتها مع رؤساء دول الاتحاد الأوروبي.

 

المصادر قالت "بالنسبة لميركل، كانت المكالمة أكثر من حساسة: لأن الغرب ببساطة يتعامل مع رئيس بيلاروسيا كشخص غير مرغوب فيه".

 

ومن جانبه قال المكتب الإعلامي الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، بحسب  وكالة الأنباء الرسمية "بلتا" إن ميركل ولوكاشنكو اتفقا على أن "المشكلة بمجملها تعود إلى مستوى علاقات بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي وعلى أن يجري مسؤولون يعينون من قبل كل من الطرفين مفاوضات على الفور".

 

وكانت هناك انتقادات شديدة لقبول ميركل المحادثة الهاتفية، من حزب الخضر الألماني وكذلك من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى.

 

وتتهم بولندا والاتحاد الأوروبي، النظام في بيلاروسيا باستخدام المهاجرين كسلاح ضد الاتحاد بعد فرض الأخير عقوبات على منيسك، ما تسبب في وصول آلاف المهاجرين إلى الدول الأوروبية في الأشهر الأخيرة.

 

والأسبوع الماضي، توجهت مجموعة كبيرة من المهاجرين غير النظاميين نحو حدود بيلاروسيا مع بولندا، حيث وقف نحو ألفين منهم، بمن فيهم أعداد كبيرة من النساء والأطفال، مقابل الحواجز البولندية وأقاموا مخيما عشوائيا قرب معبر "بروزغي" في مقاطعة غرودنو البيلاروسية.

 

وفي أكثر من مناسبة، شهدت المنطقة محاولات اقتحام الحواجز من قبل المهاجرين الذين يصدهم حرس الحدود البولندي بدخول أراضي البلاد.

 

وبحسب مركز "الدفاع المنتظم لحقوق الإنسان" في بيلاروسيا، فإن المهاجرين المقيمين على الحدود البيلاروسية البولندية ينوون التوجه إلى مدن ميونيخ وإرلانغن ونورنبرغ الألمانية.