أكاديمي سعودي يوجه تساؤلات هامة للأمم المتحدة بشأن تقريرها الأخير

أخبار محلية

بان كي مون
بان كي مون

وجه، رئيس مركز الخليج للأبحاث، الدكتور عبدالعزيز بن صقر، تساؤلات هامة إلى منظمة الأمم المتحدة على خلفية تقريرها الأخير الذي أدرك التحالف العربي في القائمة السوداء للمنظمات التي تنتهك حقوق الأطفال في اليمن .

 

وقال بن صقر، في تعليقه على التقرير، لدي العديد من التساؤلات والمآخذ على التقرير، أهمها ما هو مصدر المعلومات والإحصاءات التي استند عليها التقرير، والتي تضمنت إصدار أرقام ونسب مئوية؟.

 

ولفت بن صقر إلى أن الدقة التي أظهرها التقرير في الإبلاغ عن الوضع اليمني، تبدو فريدة وغريبة مقارنة بتغافله عن حال الضحايا المدنيين، وخصوصا الأطفال، في الصراعات الأخرى الدائرة اليوم في منطقة الشرق الأوسط.

 

وتساءل: «هل تعلم المنظمة وتوثق بشكل دقيق كم هو عدد الأطفال والمدنيين الأبرياء الذين قتلوا على يد الميليشيات الطائفية المسلحة التابعة لإيران في العراق وسوريا؟ وهل تُحمل المنظمة إيران مسؤولية تصرفات وجرائم ميليشياتها الطائفية؟».

 

وأشار بن صقر، إلى أن في الوضع اليمني يكون مقتل المدنيين، وخصوصا الأطفال، ناتج في أغلب الحالات عن عمليات (القصف العشوائي) لمواقع داخل المدن المأهولة .. منوهاً بأنه منذ بداية المواجهة العسكرية في اليمن حذرت قوات التحالف، وبشكل متكرر، من ممارسات قوات التمرد في اليمن التي تقوم بعمليات القصف العشوائي الصاروخي والمدفعي على مواقع مأهولة داخل المدن لأسباب تقنية تعود لعدم دقة أسلحتها أو عناصرها أو لوجود نوايا متعمدة .

 

ولفت إلى أن قيادة التحالف حملت قوات التمرد المسؤولية عن هذه التصرفات، مضيفاً بقوله "يبدو أن استهداف السكان المدنيين والمنشآت المدنية يعتبر جزءا من استراتيجية قوات التمرد التي تستغل عدم وجود رقابة دولية محايدة قادرة على تحديد الطرف المسؤول عن جريمة استهداف المدنيين، وتقوم وسائل إعلامها فورًا بتحويل اللوم على قوات التحالف العربي».

 

ويؤكد بن صقر أن قوات التحالف «قوات نظامية تتمتع بالانضباط العالي، وتتبع قواعد التخطيط المسبق، فعمليات القصف الجوي وتحديد الأهداف تخضع لأعلى المعايير والضوابط المطبقة في الدول المتقدمة، من أجل تجنب إيقاع خسائر ضمن السكان المدنيين».

 

وأردف قائلا: «إن سياسة تجنب إيقاع الضرر بالسكان المدنيين هي تلبية لتوجيهات صارمة من القيادات السياسية للدول المشاركة في الحملة الجوية، وهناك إجراءات استخباراتية وميدانية معقدة يتم اتباعها قبل القيام بأي ضربة جوية، جميعها تهدف لحماية المدنيين وعدم الإضرار بهم، وبسبب هذه السياسة الصارمة في تجنب الإضرار بالسكان المدنيين، يتم وبشكل يومي إلغاء ضربات جوية على مواقع حيوية وذات قيمة عسكرية كبيرة، وذلك لاحتمال وقوعها قرب تجمعات سكنية. وانسجاما مع تعليمات القيادة الصارمة يتم في أغلب الحالات استخدام الذخيرة الموجهة، واستخدام أنواع خاصة من الذخيرة التي لا تحدث أضرارا خارج حدود الموقع العسكري المستهدف، رغم الكلفة المالية العالية لهذا النوع من الذخيرة».

 

وفي معرض تفنيده لتقرير الأمم المتحدة، يشير الدكتور عبد العزيز بن صقر إلى أنه «مما لا شك فيه، أن أي صراع مسلح في العالم سينتج عنه ضحايا من المدنيين والأطفال وغيرهم من الفئات غير المعنية في الصراع».

 

وأضاف: «لكن من الممكن القول: إن الصراع العسكري في اليمن يتميز بوجود حرص واهتمام أكثر من المألوف من قبل قيادات التحالف العربي، من أجل تجنب الإضرار بالمدنيين من سكان اليمن».

 

وقال: «إن التحالف العربي يقاتل لحماية أبناء الشعب اليمني من سلوك ميليشيات مسلحة وعصابة غير شرعية قامت بالاستيلاء على السلطة، عبر استخدام القوة والإرهاب، والعملية العسكرية للحفاظ على الشرعية في اليمن تتمتع بدعم المجتمع الدولي على المستوى القانوني والسياسي، فلا توجد مصلحة لقوات التحالف العربي في الإضرار بالمدنيين الأبرياء من شعب اليمن، من الذين جاء التحالف لإنقاذهم وتحريرهم من سيطرة عصابات مسلحة».

 

وزاد: «لذا، فإن تعليمات القيادات العليا للتحالف العربي تضع حماية المدنيين في اليمن على رأس أولوياتها، ولكنها لا تعتبر مسؤولة عن سلوك عصابات التمرد التي تحاول عمدا الإضرار بالسكان المدنيين لدوافع خاصة بها».