رسالة "غير مباشرة" من بايدن للصين بشأن نفط إيران

اقتصاد

اليمن العربي

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن هناك إمدادات كافية من النفط وبذلك يمكن للدول الأخرى خفض ما تشتريه من نفط من إيران.

 

والبيت الأبيض ملزم بالتأكيد كل 6 أشهر على وجود إمدادات نفطية كافية على مستوى العالم لاستمرار العقوبات ضد إيران التي تم فرضها في عام 2012 خلال إدارة باراك أوباما.

 

ويأتي بيان بايدن قبل اجتماع افتراضي مع الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الإثنين المقبل، فيما يُتوقع أن يكون أكبر اجتماع للزعيمين منذ تولي بايدن منصبه.

 

وتعد الصين أكبر مشترٍ للنفط الإيراني مع تجاوز متوسط مشترياتها 500 ألف برميل يوميا على مدار الأشهر الثلاثة الماضية.

 

واستمرت مشتريات الصين من النفط الخام الإيراني هذا العام على الرغم من العقوبات.

 

ولا تقوم إدارة بايدن حاليا بفرض تطبيق تلك العقوبات قبل المفاوضات المقبلة مع إيران لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 الذي سيسمح لطهران باستئناف بيع نفطها علنا.

 

وقال بايدن في المذكرة "تمشيا مع استنتاجات مسبقة فهناك إمدادات كافية من النفط والمنتجات البترولية من دول أخرى غير إيران للسماح بتخفيض كبير في كم النفط والمنتجات البترولية المشتراة من إيران من قبل أو من خلال مؤسسات مالية أجنبية" .

 

كوريا الجنوبية تقاطع

 

وتعد كوريا الجنوبية من أكبر الدول المقاطعة للنفط الإيراني، حيث وصلت فترة المقاطعة إلى نحو 14 شهرا بحسب بيانات رسمية صادرة في شهر أكتوبر/تشرين الأول.

 

 وكوريا الجنوبية هي خامس أكبر مشتر للنفط الخام في العالم، وقد استوردت في المجمل 10.6 مليون طن من النفط الخام الشهر الماضي ليس من بينها برميل إيراني واحد.

 

وأظهرت بيانات من هيئة الجمارك الكورية، أن كوريا الجنوبية لم تستورد أي نفط إيراني في سبتمبر/أيلول، وهو ما فعلته أيضا في الشهر نفسه من العام الماضي.

 

وأشارت البيانات إلى أن خامس أكبر مشتر للنفط في العالم استورد ما إجمالية 10.6 مليون طن من الخام الشهر الماضي، مقابل 10.6 مليون طن استوردها خلال الشهر نفسه قبل عام، وذلك حسب رويترز.

 

وقبل إعادة فرض العقوبات الأمريكية في أغسطس/ آب 2018، كانت واردات كوريا الجنوبية من إيران تبلغ 8 مليارات دولار سنويا.

 

ووصل إجمالي واردات كوريا الجنوبية من إيران في النصف الأول من عام 2020 إلى 5 ملايين دولار أمريكي فقط.

 

وتقدر قيمة الصادرات النفطية الإيرانية لكوريا الجنوبية نهاية 2019، قبل انتهاء الإعفاءات الأمريكية، بنحو 3 مليارات دولار، اعتمادا على أسعار النفط خلال هذه الفترة.

 

عزوف عالمي عن شراء نفط إيران

 

وأقرت إيران بعزوف المشترين العالميين عن استيراد شحنات من النفط الخام الراكد لديها بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة عليها منذ عام 2018.

 

ومنذ بدء تشديد العقوبات على إيران ضد قطاعات مختلفة منها النفط في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، قامت طهران بعدم الكشف عن صادراتها النفطية وأبقت تلك المعلومات سرية.

 

ويترنح الاقتصاد الإيراني بين تحديات هي الأصعب في تاريخ الاقتصاد المحلي، مرتبطة برفع وتيرة العقوبات الأمريكية على طهران، ومفاصل اقتصاده المحلي، إلـى جانب فساد مستشر، دفعا إلى مزيد من الانهيار في أسعار الصرف.

 

لقاء القمة بين بايدن ونظيره الصيني

 

يعقد الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جينبينغ اجتماعا عبر الفيديو الإثنين، هو الثالث بين الزعيمين مع تصاعد الخلافات بين واشنطن وبكين.

 

وأفاد البيت الأبيض بأن بايدن وجينبينغ سيعقدان "مساء" الإثنين 15 نوفمبر/تشرين الثاني اجتماعا افتراضيا، وأورد بيان للناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي أن الرئيسين "سيناقشان سبل إدارة التنافس (بين البلدين) في شكل مسؤول"، وطريقة "العمل معا عندما تلتقي مصالحنا".

 

وأوضحت ساكي أن بايدن سيكون خلال الاجتماع "واضحا وصريحا بشأن ما يقلق" الولايات المتحدة إزاء الصين.

 

وسبق أن تحادث الرئيسان الأمريكي والصيني هاتفيا مرتين منذ تنصيب بايدن. ولم يُخف الرئيس الأمريكي يوما رغبته في لقاء الرئيس الصيني شخصيا، وقد وجه له انتقادات لغيابه عن قمتي مجموعة العشرين و"كوب26".

 

وسيكتفي بايدن بلقاء افتراضي مع شي جينبينغ الذي لم يغادر الصين منذ حوالى عامين، مشيرا إلى تفشي فيروس كورونا.

 

ويرفض الرئيس الأمريكي عبارة "الحرب الباردة" ويفضل عليها "المنافسة" أو "المواجهة" مع الصين. وقد جعل بايدن من التنافس مع بكين المحور الرئيس لسياسته الخارجية.

 

وتدهورت العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم في الأسابيع الماضية، على خلفية ملفات عدة، بدءا بالتجارة مرورا بحقوق الإنسان وصولا إلى طموحات الصين الإقليمية، وهو ما دفع بايدن إلى تعزيز تحالفاته الإقليمية في آسيا.