أوكرانيا: روسيا حشدت نحو 100 ألف جندي قرب حدودنا

عرب وعالم

اليمن العربي

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء السبت، إن روسيا لديها ما يقرب من 100 ألف جندي بالقرب من حدود بلاده.

 

وأضاف"زيلينسكي"، قائلا: "لقد تبادلنا معلومات مع شركائنا الغربيين بشأن التحركات العسكرية الروسية على الحدود".

 

حديث الرئيس الأوكراني علق عليه، وفي وقت سابق السبت، نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

 

وعلق بوتين،على التقارير التي تزعم بأن لدى روسيا خططا لـ"غزو أوكرانيا" ووصفها بأنها "مثيرة للانتباه".

 

وقال الرئيس الروسي، في حوار مع قناة "روسيا-24"، حول التقارير التي تزعم بوجود خطط لدى روسيا لغزو أوكرانيا، "إنها مثيرة للانتباه".

 

وتابع قائلا: "إن روسيا ليست طرفا في الصراع في شرق أوكرانيا.. اتفاقيات مينسك لا تنص على أن روسيا طرف في ذلك الصراع، ولم نتفق مع هذا قط، ولن نوافق عليه، ونحن لا نوافق عليه".

 

ولفت بوتين إلى أن استخدام السلطات الأوكرانية للطائرات بدون طيار (بيرقدار) ينتهك اتفاقيات مينسك (مينسك -2)، مؤكدا "هذا طيران يستخدم في منطقة الصراع، وهو محظور تماما بموجب اتفاقيات مينسك والاتفاقيات اللاحقة"، مشيرا إلى أن المسؤولين في أوكرانيا يصرحون بذلك علنا (استخدام الطائرات بدون طيار)".

 

واشنطن على الخط

 

أما رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية، الجنرال مارك ميلي، فقال إن تحركات القوات الروسية بالقرب من حدود أوكرانيا لا تشير إلى نية روسيا التدخل في أراضي جارتها.

 

وقال ميلي خلال خطاب ألقاه الجمعة، في جامعة ديوك، ونشرته "روسيا اليوم"، تعليقًا على الموضوع: "هذا ليس أمرًا عدوانيًا سافرًا، ليس شيئًا يشير إلى أنهم يخططون للتدخل في الأيام القريبة".

 

وشدد ميلي على أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب "المناورات على الجانب الروسي من الحدود مع أوكرانيا".

 

ويأتي ذلك بعد أن حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، عقب لقاء مع نظيره الأوكراني، دميتري كوليبا، روسيا من "تكرار خطأ عام 2014" في أوكرانيا.

 

وثمة توتر سياسي كبير يسود العلاقات الأوكرانية الروسية منذ أحداث 2014 في كييف التي أسفرت عن تغير السلطة في أوكرانيا في عملية اعتمدت بشكل كبير على القوى القومية المدعومة غربيا.

 

حرب عالمية ثالثة

 

أما رئيس أركان الجيش البريطاني الجنرال نيكولاس كارتر، فحذر، السبت، من خطر اندلاع حرب عالمية ثالثة بسب المصالح المتباينة بين دول الغرب وروسيا.

 

وقال "كارتر" إن: "هناك مخاطر، أكبر من أي وقت مضى منذ الحرب الباردة، تنذر بنشوب حرب بين الغرب وروسيا، نظرا لغياب العديد من الأدوات الدبلوماسية التقليدية".

 

ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن كارتر، قوله لإذاعة "تايمز "في مقابلة تُذاع الأحد، إن: "خطر تصاعد حدة التوتر أصبح أكبر في العصر الجديد لعالم متعدد الأقطاب، حيث تتنافس الحكومات لأهداف متباينة ومصالح مختلفة".

 

وقال رئيس أركان الجيش البريطاني إن: "الحكام السلطويين مستعدون لاستخدام أي وسيلة لديهم، مثل المهاجرين أو زيادة أسعار الغاز أو القوى التي تعمل بالوكالة أو عمليات التسلل الإلكتروني لتحقيق أغراضهم".

 

وأضاف أن "طبيعة الحرب تغيرت".

 

وتابع أنه "في أعقاب العالم ثنائي القطب في حقبة الحرب الباردة وعالم الهيمنة الأمريكية أحادي القطب، يواجه الدبلوماسيون الآن عالما متعدد الأقطاب وأكثر تعقيدا، مضيفا أن "الأدوات والآليات الدبلوماسية التقليدية" خلال حقبة الحرب الباردة لم تعد متاحة.

 

واستكمل الجنرال نيكولاس كارتر، حديثه قائلا، إنه:" بدون هذه الأدوات والآليات، ثمة خطر أكبر بأن يؤدي هذا التصعيد أو ذاك إلى حسابات خاطئة".

 

وتصاعد التوتر في شرق أوروبا في الأسابيع الماضية بعد اتهام الاتحاد الأوروبي بيلاروسيا بنقل الآلاف من المهاجرين جوا لخلق أزمة إنسانية على الحدود مع بولندا العضو في الاتحاد، في نزاع يهدد بجر روسيا وحلف شمال الأطلسي إلى مواجهة.

 

والجمعة، أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه حيال تحرّكات عسكرية روسية عند حدود أوكرانيا، لكن موسكو ردت بالتأكيد على أن نشاطها لا يشكل تهديدا على أحد.

 

كما حذر وزيرا الخارجية والدفاع الفرنسيان نظيريهما الروسيين بشأن أوكرانيا.

 

وقالا، في بيان مشترك، إن "وزيري الخارجية والدفاع الفرنسيين حذرا نظيريهما الروسيين من عواقب وخيمة بسبب الوضع الأمني المتدهور في أوكرانيا".كما طالب الوزيران روسيا بالعودة إلى محادثات حول أوكرانيا من خلال عقد اجتماع وزاري قريبا.

 

موسكو: نتعرض "لاستفزازات"

 

يأتي ذلك فيما اعتبرت روسيا النشاط العسكري الأمريكي في منطقة البحر الأسود عدوانيا، ويشكل تهديدا للاستقرار الإقليمي والاستراتيجي.

 

وقالت وكالة إنترفاكس للأنباء نقلا عن وزارة الدفاع الروسية اليوم إن النشاط العسكري الأمريكي في منطقة البحر الأسود عدواني ويشكل تهديدا للاستقرار الإقليمي والاستراتيجي.

 

وأضافت الوزارة أنها رصدت ست طلعات استطلاعية لطائرات حلف شمال الأطلسي فوق البحر الأسود خلال الـ 24 ساعة الماضية.

 

وأضاف الكرملين أن موسكو هي التي لاحظت زيادة في ما وصفه بالسلوك الاستفزازي من معارضيها، بما في ذلك زيادة في نشاط حلف شمال الأطلسي في البحر الأسود وطلعات طائرات تجسس غربية بما لا يدع مجالا للصمت.

 

من جانبها، أعلنت مينسك وحليفتها موسكو، الجمعة، أن البلدين يجريان تدريبات عسكرية مشتركة قرب حدود بيلاروسيا الغربية مع بولندا، وهي منطقة تشهد أزمة هجرة.

 

وقالت وزارة الدفاع البيلاروسية على "تلجرام" إن قوات مظلية من البلدين تجري تدريبات نظرا "لتفاقم النشاط العسكري" قرب الحدود، فيما أكدت موسكو أن المناورات جزء من "تحقق من الجهوزية للقتال المفاجئ".

 

والخميس، وصف نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، المناورات التي تجريها السفن الأمريكية في البحر الأسود بـ"لعب بالنار".

 

وقال ريابكوف: "ماذا تفعل السفن الأمريكية في البحر الأسود على بعد آلاف الأميال من قواعدها؟ القول بأن هذا كله من أجل حرية الملاحة لا ينطلي على أحد. كل هذا يعد لعبا بالنار، وهذه محاولة أخرى لاختبار قوتنا".

 

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إن تدريبات حلف شمال الأطلسي "الناتو" في البحر الأسود مرتبطة باعتزام الولايات المتحدة وحلفائها تصعيد سياسة احتواء روسيا.

 

وسبق أن نشر الأسطول السادس الأمريكي صورًا لسفنه في البحر الأسود على صفحته بتويتر، وتُظهر اللقطات السفينة الرئيسية Mount Whitney والمدمرة Porter والفرقاطة التركية TCG Yavuz.

 

وفي 4 نوفمبر/ تشرين الثاني، بدأت قوات وقطع أسطول البحر الأسود الروسي في مراقبة تصرفات السفينة الرئيسية للبحرية الأمريكية "يو إس إس ماونت ويتني"، التي دخلت البحر الأسود.

 

يأتي هذا في ظل توتر العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، في الآونة الأخيرة، بسبب زيادة وجود الحلف العسكري بالقرب من الحدود الروسية، الأمر الذي تعتبره موسكو خرقاً للوثيقة الأساسية للعلاقات مع الحلف.