كواليس "كوب 26" الأخيرة.. تعهدات الصين وأمريكا مقابل "دفع بريطاني قوي"

اقتصاد

اليمن العربي

تعهدت الصين، وأمريكا، بالكشف عن أهدافهما لانبعاثات 2035 في 2025، والاتفاق على تعزيز التحرك حيال المناخ.

 

بينما يرى رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أن التوصل إلى اتفاق بشأن المناخ يحتاج إلى "دفع قويّ".

 

وقال بيان مشترك صدر، الأربعاء، في قمة الأمم المتحدة للمناخ في غلاسكو، إن الصين، والولايات المتحدة، ستعلنان أهدافهما لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري لعام 2035 قبلها بعشر سنوات.

 

وأضاف البيان، إن البلدين يخططان أيضا لتحسين قياس انبعاثات الميثان قبل القمة المناخية المقبلة (كوب 27) بمنتجع شرم الشيخ في مصر، حسب رويترز.

 

تعزيز التحرك حيال المناخ

 

ووضعت الصين والولايات المتحدة إعلانا مشتركا حول تعزيز التحرك حيال المناخ، على ما أعلن الموفد الصيني من أجل المناخ شي شينهوا، الأربعاء في جلاسكو باسكتلندا حيث ينعقد مؤتمر "كوب 26".

 

وقال المسؤول الصيني للصحفيين خلال مؤتمر الأطراف حول المناخ: "يقر الطرفان بالفارق القائم بين الجهود الحالية، وأهداف اتفاق باريس، وبالتالي سنعمل معا على تعزيز التحرك حيال المناخ"، وذلك حسب فرانس برس.

 

وشدد شي، على أن الاتفاق يثبت أن التعاون هو السبيل الوحيد للصين والولايات المتحدة، في وقت انعكس التوتر بين البلدين مؤخرا على ملف المناخ.

 

والصين، هي الدولة الأولى من حيث انبعاثات الغازات ذات مفعول الدفيئة، تليها الولايات المتحدة في المرتبة الثانية.

 

وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الذي حضر إلى غلاسكو بمناسبة انعقاد المؤتمر الأسبوع الماضي، اعتبر أن غياب نظيره الصيني شي جين بينغ عن كوب 26 "خطأ كبير".

 

وقال الموفد الصيني "على الصين والولايات المتحدة بصفتهما القوتين الكبيرتين في العالم، أن تتحملا مسؤولية العمل معا، ومع الأطراف الآخرين لمكافحة التغير المناخي".

 

"دفع قويّ"

 

ومن جهته أكد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الأربعاء أن قمة الأمم المتحدة حول المناخ حقّقت تقدما نحو إبطاء وتيرة التغيّر المناخي، لكنّه أشار إلى أن التوصل لاتفاق يحتاج إلى "دفع قوي".

 

وقال جونسون، في مؤتمر صحفي أثناء مؤتمر الأطراف "كوب 26" المنعقد في جلاسكو، والذي تختتم أعماله الجمعة، "لقد حققنا تقدما"، إلا أنه شدد على أن التوصل إلى اتفاق بشأن المناخ يتطلّب "دفعا قويا".

 

وتابع جونسون "أمامنا بضعة أيام ولا يزال هناك عمل كثير يجب القيام به".

 

وقبل أقل من يومين على موعد اختتام مؤتمر "كوب 26" سأل جونسون نظرائه من قادة دول العالم: "هل ستساعدوننا على التوصل لذلك، هل ستساعدوننا على اغتنام هذه الفرصة أم هل ستعيقوننا؟".

 

وقال جونسون: "من المحبط للغاية رؤية بلاد تغنّت علنا" بتوقيعها اتفاق باريس، تتّجه إلى "الفشل"، في إشارة إلى اتفاق المناخ الرامي إلى حصر الاحترار العالمي "بما دون" درجتين مئويتين وإذا أمكن بـ 1.5 درجة مئوية.

 

وتوقع التقرير المعياري السنوي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة الذي نُشر قبيل بدء الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف بحدوث احترار "كارثي" ترتفع معه درجات الحرارة بمقدار 2.7 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة.

 

تعهدات قمة COP26

 

واجتمع أكثر من 120 من قادة العالم في جلاسكو، الأسبوع الماضي للمشاركة في قمة المناخ (كوب 26) تقول الأمم المتحدة إنها حاسمة لوضع خريطة طريق لتجنب كارثة الاحترار المناخي.

 

واجتمعت وفود من نحو 200 دولة في غلاسكو بحثا عن طريقة يمكن من خلالها بلوغ أهداف اتفاقية باريس للمناخ المتمثلة بحصر ارتفاع درجات الحرارة بما بين 1.5 و2 مئويتين.

 

وتتطلب العملية التي تقودها الأمم المتحدة، من الدول الالتزام بخفض الانبعاثات التي تزداد، وتحض الدول الأغنى والتي لطالما كانت أكبر مصدر للانبعاثات على مساعدة الدول النامية في تمويل انتقالها إلى الطاقة النظيفة والتعامل مع التداعيات المناخية.

 

وتعهّدت 20 دولة، خلال قمة جلاسكو، بينها الولايات المتحدة، وقف تمويل المشاريع القائمة على الوقود الأحفوري في الخارج بحلول أواخر عام 2022.

 

والتزمت أكثر من 40 دولة التخلي تدريجيا عن الفحم -أكثر أنواع الوقود الأحفوري تلويثا- رغم أن تفاصيل التعهّدات اتسمت بالغموض فيما لم يتم تقديم جدول زمني لذلك.

 

وجاءت التعهّدات بعد تقييم مهم أظهر أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم سترتفع إلى مستويات ما قبل الوباء.