في هذه الدولة.. تدشين أكبر شبكات الجيل الخامس بالعالم

عرب وعالم

اليمن العربي

جمعت البرازيل 8,4 مليار دولار من الاستثمارات ورسوم التراخيص في مزايدة دولية لبناء وتشغيل واحدة من أكبر شبكات الجيل الخامس في العالم.

 

وقبل أسابيع، قال وزير الاقتصاد البرازيلي باولو جويديس، إن اقتصاد البلاد "على حافة الانهيار" بسبب جائحة كورونا المستجد (كوفيد-19)، وهو ما يخالف توقعات الحكومة البرازيلية الشهر الماضي بأن اقتصاد البلاد سيبدأ في التعافي من آثار الفيروس بحلول أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بحسب تصريحات روبرتو كامبوس نيتو، محافظ البنك المركزي البرازيلي.

 

وحقّق استدراج العروض العالمي ( فض العروض) الذي استمرّ يومين وكان الأكبر في تاريخ الاتصالات في البرازيل، ما مجموعه 8,4 مليار دولار.

 

وهذا المبلغ أقلّ بقليل من 9 مليارات دولار كانت الحكومة تأمل جمعها، لكنّ وزير الاتصالات فابيو فاريا، بدا مسرورا بالنتيجة ووصفها بإنها "فاقت كلّ التوقعات"..

 

وقال فاريا في مؤتمر صحفي إنّ العروض الفائزة قدّمتها شركات لم يسبق لها أن عملت في البرازيل وأخرى مزوّدة لخدمات الهاتف النقّال في البلاد.

 

ومن بين هذه الشركات "تي آي إم"، الفرع البرازيلي لشركة اتصالات إيطاليا (تلكوم ايتاليا)، و"تيليفونيكا برازيل" فرع المجموعة الإسبانية "تيليفونيكا"، و"كلارو" المملوكة من "أمريكا موفيل" التابعة لقطب الاتصالات المكسيكي كارلوس سليم.

 

وفازت أيضاً عروض قدّمتها 6 شركات لم يسبق لها العمل في السوق البرازيلي وستصبح بالتالي مزوّدة لخدمات الهاتف المحمول، ما سيعزز المنافسة ويفيد المستهلكين.

 

وجذبت المزايدة عروضا من 15 شركة تنافست للحصول على تراخيص لبناء وتشغيل شبكة الجيل الخامس لمدّة 20 سنة. وسيتوزّع المبلغ الإجمالي المتأتّي من العروض الفائزة على رسوم تراخيص ستجبيها الحكومة مباشرة، وعلى استثمارات ستقوم بها الشركات الفائزة.

 

وتأمل البرازيل، أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية، في الاستفادة من تقنية الجيل الخامس لتسريع تطوير قطاعي الصناعة والأعمال الزراعية في البلاد، إلى جانب تأمين الإنترنت الفائق السرعة للهواتف المحمولة في بلد يبلغ عدد سكّانه 213 مليون نسمة.

 

وقال وزير الاتصالات في تغريدة على تويتر إن "البرازيل بأكملها ستكون متصلة ولن يحرم أي برازيلي من الانترنت".

 

وكان الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو صرح عند بدء فض العروض يوم الخميس "زرت مجتمعات للسكان الأصليين. ما الذي طلبوه؟ الإنترنت!". وأضاف أن "الأمر لا يقتصر على السكان الأصليين بل ستتمكن أكثر من 10 آلاف منطقة محلية من الحصول على الإنترنت لتعزيز اندماج هؤلاء الأشخاص مع كل البرازيل والعالم بأسره".

 

وبموازاة هذه المزايدة، نظّمت البرازيل مزايدة أخرى على بناء شبكة منفصلة لتقنية الجيل الخامس ستخصّص للاتصالات الحكومية.

 

واستبعدت من المزايدة على الشبكة الحكومية جميع المعدّات المصنّعة من شركة الاتصالات الصينية العملاقة "هواوي" التي تتّهمها واشنطن بالتجسّس لصالح بكين.

 

وكان مقرّراً طرح المزايدة في النصف الأول من 2021 لكن تمّ تأجيلها بسبب وضع شركة هواوي التي تدور حولها حرب تجارية وتكنولوجية بين الصين والولايات المتحدة وجدت البرازيل نفسها عالقة فيها.

 

وأدرجت الولايات المتّحدة هواوي على لائحتها السوداء في 2019 لمنعها من الحصول على تكنولوجيا أمريكية، وهي تتّهم المجموعة الصينية بالتجسّس لحساب بكين وتحثّ حلفاءها الغربيين على عدم استخدام خدماتها.

 

وهذه ثاني أضخم مزايدة تجري في تاريخ البرازيل بعد تلك التي جرت في أكتوبر/تشرين الأول 2019 على حقوق استثمار نفطية وحقّقت للبلاد 70 مليار ريال.

 

والبرازيل واحدة من أوائل الدول في أمريكا اللاتينية تطلق طلب عروض لنشر تقنية الجيل الخامس.